[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
بحاجة ماسة إلى نصر كبير أو مجموعة انتصارات ولو صغيرة .. أعرف أن بالإمكان تنشيط الأحلام لتصبح حقيقة فإذا هي واقع، وأعرف ان الذين يقاتلون من أجل الأمة لايدافعون فقط ولكن يصنعون نصرا مضاعفا، دفاع وهجوم .. لكني كلما شاهدت فتى فلسطينيا ثقب الرصاص الاسرائيلي رأسه أو صدره صفعتني اكثر الإهانة التي لاتغتفر للرئيس محمود عباس وهو يعزي بأكبر مهندسي هذا القتل الطويل منذ إنشاء الكيان الغاصب .. ولم نهن فقط، بل دعسنا الاسرائيلي على انوفنا، بل شعرت ان ابا مازن يبارك الاسرائيلي على قتله للفلسطينيين بهذا الدم البارد.

نريد انتصارات كي لانفقد شجاعة الوقوف امام المخاطر .. ولكي يقال غدا في كتب التاريخ اننا تمكنا من فعل، اهمية ان ننتصر اننا سنكتب تاريخا بدمنا، يعني لصالحنا وسيكون مرجعا لأجيال لم تتعرف على العذاب الذي خضناه من أجلها، ومن اجل حياة فضلى لها .. لكني اشك ان ينتهي الصراع في المنطقة بوجود إسرائيل، ان قبلنا نحن ونحن لن نقبل ، سيظل هنالك من يخرج ليحمل سيفه ويحارب دولة الاغتصاب، فإن إسرائيل قد لاتقبل ايضا الا بانهاك الأمة تماما وبسحقها لكي لايبقى فيها صوت مقاوم، وهذا عكس التاريخ ولن يحدث.
وأكاد أعرف ان « داعش « يعيش آخر امكانياته في العراق، لكنه سيخلع ثياب القتال ليذوب في المجتمع منتظرا متى يأتي الوقت لصالحه مرة اخرى. يقتل صاحب الفكرة لكن الفكرة تظل، فلماذا ظهر داعشيون في كركوك وهم كانوا نياما ربما مروا يوميا في الساحات ولم يتعرف عليهم أحد من السكان، بل ربما هم من السكان الاصليين ايضا. مهما فعلنا، فلن نتمكن من اذابة الفكرة، واذا مااعتمدنا على الزمن فيلزمنا ان نظل اقوياء دائما لأن الشر متربص بنا، يتابعنا عن بعد وعن قرب، يقيس حجم المناعة ليقرر متى دوره .. ثم نحن ايضا بحاجة ماسة إلى قادة كبار، زعماء، وليس موظفين عند شعوبهم.
اقول يجب القتال بين الفينة والأخرى من اجل كتابة تاريخ لاحداث، الصمت احيانا في حياة الأمم يعني الموت .. نحن امة اعتدنا على ان نقرأ ايامنا ثم نستحضر مثلها ، نقول « كانوا « يواجهون الاخطار، ونحن نواجه ايضا. مفهوم التتابع التاريخي لدينا مليء بالصراعات التي لانرى في جديدها اليوم جديدا سوى انه حلقة ممتدة سوف لاتتوقف ايضا في المستقبل المرئي او البعيد. لقد ولدنا في منطقة تعوم على خير من شتى الانواع ، فكيف لعالم لاخير عنده ومتقدم القبول بالسكوت.
اليوم « داعش « ومشتقاته، وغدا لانعرف ماهي الاسماء التي ستتوارث غبار الصراع لتلبسه على حقيقته وتقاتل من اجل ان تستمر. سجل الاحداث عندنا عميق ومتسلسل، يكفي ان نفتح صندوقها حتى يتراءى لنا ماعاشته الاجيال السابقة وكيف ظنت انها الوحيدة التي تواجه مصيرها، تماما كما يعتقد البعض اليوم باننا نعيش سؤال المصير لأول مرة، فيتأفأفون ويتذمرون .. لاشك ان الحياة الهادئة فيها سعادة للنفس البشرية، لكن ماالعمل ونحن ولدنا كي ننشغل دائما بالدفاع عن الذات لأننا، اما اننا لانستأهل الحياة، او اننا في المقدمة وعلينا ان نتحمل كل مايرمى في وجه العالم فنكون أول من يطاله ويتلقفه .