[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية الأمن بمدينة المنصورة بدلتا النيل في الساعات الأولى من صباح يوم الـ24 من ديسمبر الماضي سارعت مواقع الكترونية إلى اقامة الأفراح والإشادة بالعملية التي سقط فيها الأبرياء واستهدفت بالأساس رجالا ساهرين على أمن وطنهم”

تبعد المنصورة المصرية عن فولجاجراد الروسية آلاف الكيلومترات وبين المدينتين حلب السورية والضاحية الجنوبية لبيروت اللبنانية وأيضا الأنبار العراقية .. هذه المدن على تباعد المسافات بينها تقاسمت معا نزيفا من الدماء جراء ارهاب تتلاشى هلاميته عندما يجتمع في مواقع الكترونية نصبت نفسها جهازا اعلاميا لآلة القتل تبرهن على أن الارهاب منبعه واحد أينما غدر.
فعقب التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية الأمن بمدينة المنصورة بدلتا النيل في الساعات الأولى من صباح يوم الـ24 من ديسمبر الماضي سارعت مواقع الكترونية إلى اقامة الأفراح والاشادة بالعملية التي سقط فيها الأبرياء واستهدفت بالأساس رجالا ساهرين على أمن وطنهم.
وسرعان ما انفض هذا العرس ليقام آخر مماثل على أشلاء ضحايا التفجير الارهابي الذي نفذ بسيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت الخميس الماضي.
وما بين هذه الاحتفاليات تمتلئ هذه المواقع بلقطات مصورة تزهو بالمجازر التي ترتكبها الجماعات المسلحة في المناطق السورية خاصة حلب وبما يرتكبه نفس التنظيم المسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) بالمناطق العراقية.
هذه المواقع التي بالتأكيد وراءها جهات تعمل على اعداد محتوياتها للبث عبر الفضاء الالكتروني وبما تلعبه من دور كبير في نشر الفكر المتطرف واعتماد هذه التيارات عليها لنشر سمومها الفكرية وتجنيد الشباب للانخراط فيها باتت الدليل الأكبر على ارتباط عمليات الارهاب التي تشهدها المنطقة وتواصلها مع بعضها البعض في اطار تنظيم دولي واحد يكون بمثابة صاحب العلامة التجارية المسجلة للإرهاب ويمنح توكيلاته لتفريعات محلية تتنوع مسمياتها بين (داعش) و(أنصار بيت المقدس) و(أنصار الشريعة) وغيرها من المسميات.
هذا الارتباط لم يغب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما شهدت مدينة فولجا جراد الواقعة على ضفاف نهر الفولجا والمستمدة اسمها منه تفجيرين ارهابيين في غضون يومين.
فقد اعتبر بوتين عقب التفجيرين أن بلاده تشهد ارهابا مشابها لما تشهده سوريا.
كما كان هذا الارتباط حاضرا في ذهن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي اعتبر أن الجيش المصري يواجه نفس الإرهاب الذي يواجهه الجيش السوري لكنه نفى وجود أي تنسيق بين الجانبين على الرغم من أن التعاون بين الأشقاء الذين يواجهون عدوا واحدا بات فرض عين.
وحينما استشعر الغرب خطورة المسار الذي رسمه للمنطقة وامكانية ارتداد الارهاب تواترت الانباء التي تفيد بأن الاستخبارات الغربية تتجه لإعادة فتح قنوات الاتصال للحصول على معلومات حول مواطنيها الذي قدموا إلى المنطقة للقتال الى جانب الارهابيين.
فإذا كان مطلب الغرب من هذا التنسيق هو مجرد ادارة للأزمة والحيلولة دون ارتداد الارهاب إليه مع بقائه بمنطقتنا ان أمكن فإن ذلك يستدعي ضرورة التنسيق فيما بين الأشقاء وأيضا مع من هم تصدق نواياهم في اجتثاث الارهاب بحيث يتركز هذا التنسيق في عملية تبادل المعلومات أو تتبع الأموال التي تمول الارهاب على الأقل.