[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. مما تكشف من تصريحات المسؤولين فإن خطة العملية تقوم على التقدم من جميع الجهات لفرض حصار على المدينة مع تخوف من ابداء التنظيم مقاومة في المدينة خاصة في الموصل القديمة حيث ستكون المعركة الكبيرة نظرا لأن الطرق ضيقة جدا ولا يمكن للمركبات السير فيها ولا الدبابات لذا فستكون معركة من شخص لشخص على حد قول كريم سنجاري وزير الداخلية في حكومة كردستان العراق والقائم بأعمال وزير الدفاع في الإقليم.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع بدء القوات العراقية عملية استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش تكون المدينة قد تجهزت لحرب أخرى قادمة بعد هذه المعركة يمتزج فيها الرصاص بالنفط بصفقات السياسة لتحديد شكل المدينة في المرحلة القادمة وربما شكل العراق ككل.
فالقوات العراقية الآن تخوض حربا في نطاق القرى المحيطة بالموصل وتحرز تقدما متواليا في اطار العملية التي بدأت قبل أسبوع حيث يفصل القوات العراقية عن مركز مدينة الموصل عند كتابة هذه السطور بضعة كيلومترات.
ومما تكشف من تصريحات المسؤولين فإن خطة العملية تقوم على التقدم من جميع الجهات لفرض حصار على المدينة مع تخوف من ابداء التنظيم مقاومة في المدينة خاصة في الموصل القديمة حيث ستكون المعركة الكبيرة نظرا لأن الطرق ضيقة جدا ولا يمكن للمركبات السير فيها ولا الدبابات لذا فستكون معركة من شخص لشخص على حد قول كريم سنجاري وزير الداخلية في حكومة كردستان العراق والقائم بأعمال وزير الدفاع في الإقليم.
أما عن القوات المشاركة في العملية وأدوارها فإن العملية التي تحددت أهدافها استنادا إلى معلومات جمعتها الاستخبارات العراقية الاتحادية واستخبارات البشمرجة الكردية والتحالف الذي تقوده أميركا تم توزيع الأدوار فيها على القوات المشتركة التي يقدر عددها ما بين 60 ألف إلى 65 ألف مقاتل.
وبدأت العملية بقصف مكثف من مدفعيات القوات العراقية والبشمرجة والشرطة الاتحادية، بمشاركة المدفعية الفرنسية من جهة مخمور والمدفعية الأميركية من جهة القيارة. ليكون التركيز في المراحل الأولى من العملية العسكرية على منطقة سهل نينوى وتلكيف وبعشيقة.
أما قوات الحشد الشعبي فقد أوكل إليها مهمة تأمين طرق الإمدادات من شمال صلاح الدين وصولا إلى قاعدة القيارة إضافة إلى المشاركة مع الشرطة الاتحادية في تطويق عزل مناطق الشورى وحمام العليل وتأمين طريق القيارة ـ حمام العليل.
كما سارعت القوات العراقية بالتعاون مع البشمرجة إلى دخول بعشيقة لقطع الطريق على أي تدخل عسكري تركي في العمليات العسكرية لتحرير الموصل وعزلت القوات المشتركة معسكر "الزلكان" الذي تتواجد فيه القوات التركية كي لا يكون له قدرة على المشاركة في العمليات.
اما إرهابيو داعش فقد قسموا الموصل حسب طبيعتها الجغرافية إلى 65 حيا، واضعين الكتائب الخاصة في ثلاثة أحياء مهمة من الساحل الأيسر من الموصل، وفي خمسة أحياء من الساحل الأيمن مع نشر قناصين وانتحاريين على أطراف هذه الأحياء. وربما يلجأ التنظيم الى تحقيق أي اختراقات لفتح ثغرات في مناطق أخرى خارج الموصل كما حدث في كركوك الجمعة الماضي.
لكن المؤكد أن القوات العراقية مدعومة بالتحالف عازمة على استعادة الموصل قبل نهاية العام .. فمن ناحية العراق تشكل معركة الموصل ضربة قاصمة تقتلع التنظيم نهائيا خاصة وأن هذه العمليات تأتي بعد ما يزيد على عامين من سيطرة ارهابيي داعش على المدينة بعد مواجهات أشبه بفضيحة لحقت بالقوات العراقية التي انسحبت تاركة عتادا قدر ب ـ2300 عربة همر عسكرية مصفحة، والكثير من الأسلحة كما أن الموصل تحمل أهمية رمزية للتنظيم حيث أنها شهدت ظهور زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي عندما اعتلى المنبر في الجامع الكبير بالمدينة ليخطب قبل صلاة الجمعة في يوليو 2014 ليعلن قيام دولة الخلافة منصبا نفسه خليفة.
ومن ناحية أميركا التي تقود التحالف فإن الإدارة الأميركية التي سترحل نهاية العام تبحث عن انجاز يعزز موقف خليفتها في الانتخابات القادمة بالإضافة إلى ما تسرب من تقارير عن رغبة أميركية في نقل الإرهابيين من الموصل إلى سوريا بعد التقدم الذي حققه الجيش السوري مدعوما بالقوات الروسية.
إلا أن المرحلة الأصعب ستكون بعد الانتهاء من تحرير الموصل حينما تجلس الأطراف المشاركة في العملية لتحديد الوضع السياسي للمدينة خاصة وأن المؤتمر الذي عقد في باريس فور بدء العملية بمشاركة قوى إقليمية في هذا الشأن لم يفض إلى شيء.
فالقوات العراقية التي يمثلها الجيش العراقي والشرطة الاتحادية إضافة إلى قوات الحشد بالتأكيد ترى أنه لا بد وأن تظل الموصل بنفطها امتدادا لسلطة بغداد فيما سيكون بالتأكيد لقوات البشمرجة الكردية التي كانت حائط الصد الأول أمام التنظيم بعد انسحاب الجيش العراقي قبل عامين موقفا آخر في حين سيكون للقوى الإقليمية رأي أيضا يتجلى فيما أفصحت عنه تركيا من مساع للمشاركة في العملية لإثبات تواجد عند التفاوض.
واذا كانت القوات المشاركة أو التي تود المشاركة في عملية تحرير الموصل هدفها المعلن هو استعادة السيطرة على المدينة فبالتأكيد هدفها الآخر هو حجز مقعد على طاولة التفاوض بعد العملية بحيث ان مساحة هذا المقعد ستكون على قدر المشاركة .. أما الاحتكام للرصاص فبالتأكيد سيكون الخيار الأول اذا فشل التفاوض وشئنا أم أبينا فستكون النزاعات الطائفية حاضرة.

[email protected]