دمشق ـ (الوطن):
أحبط الجيش السوري هجومين كبيرين لإرهابيي "داعش" و"النصرة"، عبر مختلف المحاور في الجبهات الغربية والجنوبية الغربية من مدينة حلب. دشنه الإرهابيون بقذائف على الأحياء السكنية أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. يأتي ذلك فيما اعتبر الرئيس السوري استئناف الغارات الجوية على حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن. على وقع إعلان دمشق جهوزيتها لوقف الأعمال القتالية وإيجاد حل سياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري دون تدخل خارجي.
وأحبطت وحدات من الجيش السوري هجوما كبيرا لإرهابيي “داعش” على الكلية الجوية بريف حلب الشرقي بالتزامن مع إحباط هجوم واسع شنه إرهابيو “جبهة النصرة” باتجاه جنوب وغرب حلب. وأفاد مصدر عسكرى فى تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن ” وحدات من الجيش والقوات المسلحة المدافعة عن الكلية الجوية بريف حلب الشرقي أحبطت هجوما كبيرا لإرهابيي “داعش” من الجهة الجنوبية الشرقية للكلية”. وأكد المصدر ” إيقاع العديد من القتلى في صفوف إرهابيي التنظيم التكفيري وتدمير عدد من آلياتهم وعتادهم الحربي”. وأشار المصدر في وقت لاحق إلى أن ” وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الحليفة أحبطت هجوما واسعا قام به إرهابيو “جبهة النصرة” في الساعات الأولى من صباح أمس على عدة محاور باتجاه جنوب وغرب حلب”. وبين المصدر أن ” الهجوم الذي نفذته “جبهة النصرة” الإرهابية والفصائل المرتبطة بها جاء بالتزامن والتنسيق مع هجوم إرهابيي تنظيم “داعش” على اتجاه الكلية الجوية”. ولفت المصدر إلى أن ” وحدات الجيش تصدت ببسالة لهجوم المجموعات الإرهابية وأوقعت عشرات القتلى والمصابين في صفوف الإرهابيين ودمرت لهم عربات مفخخة ودبابتين وعددا كبيرا من العربات المدرعة والآليات بعضها مزود برشاشات”.
وفي موسكو، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة استئناف القصف الجوي على مواقع الإرهابيين في حلب، ممددا بذلك الهدنة الإنسانية.
وقال ديميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس في معرض تعليقه على طلب توجهت به هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى الرئيس بشأن استئناف الضربات الجوية على التنظيمات المسلحة غير الشرعية في أحياء حلب الشرقية: "الرئيس الروسي يعتبر استئناف الغارات الجوية في حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن". وشدد على أن هذه الهدنة الإنسانية المتمثلة في تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري، تشمل حلب فقط.
وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أعلنت أنها طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب السورية. وأوضح الفريق سيرجي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان، أن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية. وذكر بأن تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري فوق حلب مستمر منذ 10 أيام. وقال: "توجهنا إلى القائد الأعلى للقوت المسلحة بطلب استئناف الضربات الجوية على التشكيلات المسلحة غير الشرعية في حلب الشرقية".
سياسيا، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن بلاده جاهزة لوقف الأعمال القتالية وإيجاد حل سياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري دون تدخل خارجي، طبقا لما ذكرته وكالة الانباء السورية "سانا" أمس.
وأضاف المعلم، خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "مستعدون لاستئناف الحوار السوري السوري فورا، ولكن واشنطن وحلفاءها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار في جنيف". ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن الاتصالات بين موسكو ودمشق ضرورية لضمان تنفيذ صارم لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سوريا. وقال لافروف إن بعض الشركاء الغربيين يحاولون تشويه القرارات الدولية حول سوريا وتحويل جهود مكافحة الإرهاب إلى مسائل أخرى.