في أول دراسة أكاديمية له
حصل طالب من جامعة السلطان قابوس على درجة الماجستير برسالته حول الوقف في عمان وأثره في الحياة الثقافية والاجتماعية خلال الفترة من ق4-12هـ/10-18م مدينة نزوى أنموذجا" حيث أحد خالد بن محمد الرحبي، من قسم التاريخ بالكلية على أهمية الوقف في تعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمع العماني حيث تتبعت الدراسة تطور الوقف في عمان بشكل عام ومدينة نزوى بشكل خاص خلال الفترة من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي حتى القرن الثاني عشر الهجري ـ الثامن عشر الميلادي، كما عملت الدراسة على بحث دوافع الوقف في الدينة وأنواع الموقوفات، إضافة إلى إدارة الوقف والمخاطر التي تعرض لها، إضافة إلى ذلك ناقشت الدراسة أيضا أثر الوقف في جوانب حياة مجتمع نزويّ ثقافيا واجتماعيا، فمن الناحية الثقافية تتبعت الدراسة أثر الوقف في عمارة المساجد وإحيائها بالذكر وإصلاح مرافقها التي يحتاجها المصلون، وكذلك أوقاف العبادات المختلفة كأوقاف كفارات الصلاة وأوقاف الصيام وأوقاف مساعدة غير المستطيعين إلى الحج. وفي مجال التعليم بحثت الورقة دور الوقف في رعاية المدارس والمعلمين والمتعلمين والعناية بهم وتوفير بعض الاحتياجات للطلبة والمتعلمين في مدينة نزوى، والمكتبات الوقفية في المدينة.
أما في الجانب الاجتماعي فقد تتبعت الدراسة أثر الوقف في حياة المجتمع وتوفير الخدمات الملحة في المجتمع خلال فترة الدراسة مثل الرحى وإصلاح الطرق وصيانة المقابر وغير ذلك من الخدمات، كما بحثت الدراسة أثر الوقف في رعاية الفقراء والأيتام، إضافة إلى تتبع دور المرأة في رعاية الوقف وإسهامها الواضح فيه.
وقد اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الاستقرائي في التعامل مع المصادر الفقهية العمانية التي تعود لفترة الدراسة، كما استخدم المنهج التحليلي القائم على جمع المادة العلمية وتحليلها، في التعامل مع الوثائق المتعلقة بالوقف مثل نسخ الوقف والأفلاج، والتقييدات الوقفية المدونة في المخطوطات العمانية المختلفة خلال الفترة الزمنية المحددة للدراسة، كما استعان الباحث بمنهج التاريخ الشفاهي من خلال إجراء بعض المقابلات مع المهتمين بالوقف في نزوى.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها : ظهور الوقف في عمان منذ القرن الثاني الهجري ، وأهمية الوقف في الحياة الثقافية والاجتماعية من خلال إسهامه في إعمار مؤسسات العبادة والتعليم وتوفير التمويل اللازم لتفعيلها وخدمة القائمين عليها، وكذلك خدمته لفئات المجتمع، لا سيما فئات المحتاجين والفقراء والأيتام، شكلت الأراضي الزراعية ومياه الأفلاج عنصرا مهما في الأوقاف في نزوى، أكد الوقف فعالية المرأة النزوية في خدمة المجتمع من خلال إسهامها في الوقف وفي نهاية جلسة المناقشة أجازت اللجنة الرسالة ومنحت الطالب خالد بن محمد الرحبي درجة الماجستير في التاريخ.