أمام الفرق الوطنية المشاركة في سلسلة الإكستريم للإبحار الشراعي تحدّ جديد مع قرب موعد انطلاقة الجولة الثالثة من السلسلة في مدينة جينجداو الصينية التي ستقام خلال الفترة من 1 الى 4 مايو القادم حيث ستستكمل القوارب العُمانية ممثّلة في قاربي الطيران العُماني والموج مسقط منافستها ضد تشكيلة من الفرق القوية التي أنهت جولتها في مسقط منذ شهر بانقضاض القارب العُماني الموج مسقط على صدارة الترتيب العام. وقد أعلن مشروع عُمان للإبحار عن انضمام النيوزلندي كايل لانجفورد إلى تشكيلة قارب الطيران العُماني والذي له من الخبرة الشيء الكثير بناءً على تجربته في سباقات كأس أميريكا ضمن طاقم القارب الأمريكي "أوراكل"، حيث سيكون انضمامه إضافة قوية لفريق الطيران العُماني الذي يحلّ في المرتبة العاشرة حاليا من الترتيب العام، كما ويأتي انضمامه بناء على مشاركته ضمن طاقم الموج مسقط في نسخة عام 2011م من الإكستريم.
وقال ربّان قارب الطيران العُماني روبرت جرينهالج: "تشكيلة الطاقم جديدة وما علينا سوى تعزيز وتحسين التواصل بين كافة الأفراد ومحاولة رفع الترتيب في السباق القادم خصوصا وأنه لا يمكن الجزم والمراهنة على النتائج في الإبحار على متن قوارب الإكستريم. ومنذ جولة مسقط عمدنا إلى تكثيف التدريب استعدادا لما تخبؤه جولة الصين من مفاجآت". ويشارك في تشكيلة فريق الطيران العُماني البحّاران المتألقان مصعب الهادي وهاشم الراشدي اللذان أبحرا في العام الماضي مع الربّان البريطاني لي ماكميلان على متن الموج مسقط في نسخة عام 2013م ليسهما في حيازة الفريق على لقب السلسلة للمرة الثانية على التوالي.

أما بالنسبة لقارب الموج مسقط الذي يتصدّر الترتيب العام حاليا فقد صعد إلى طليعة القوارب المشاركة أمام الجماهير العُمانية التي تابعت المشهد على أرض ملعب الموج للجولف في مارس المنصرم، وقد كانت تجربة القارب العُماني بجينجداو في العام الماضي مثيرة وصعبة المراس إلا أنها خلَصت إلى انتصار قوي للموج مسقط. وسيستكمل القارب مشوراه في هذه الجولة بعد أن قضى منافسة حامية في مسقط لحجز واستعادة مراكز متقدمة. وأشار ماكميلان أن بعض جولات السباق قوية لدرجة تجعلنا نتنفّس الصعداء أمام سعي الخصوم إلى اقتناص الصدارة إلا أن الصمود أمام تقلّبات ومجريات الأحداث تساهم في كسب الفرص لصالح الفريق.
ويعدّ مضمار السباق في الصين صعبا للغاية حيث يضع القوارب أمام تحد كبير ما يجعل من جاهزية الفرق واعتيادها على سرعة الرياح وطبيعة الأجواء عوامل مهمة وأساسية لضمان النجاح والبقاء في إطار المنافسة. وتعليقا على ذلك أعرب لي ماكميلان أن الفارق بين القارب العُماني والمنافس السويسري والخصم اللدود "ألينجي" بقيادة الربّان مورجان لارسون هو مجرد نقطة واحدة فقط ما يتطلّب مضاعفة الجهود وهندسة وحنكة من نوع آخر في التكتيك والمناورة في الصين.
وسيشارك ضمن قارب الموج مسقط البحّار العُماني ناصر المعشري الذي أنهى خلال الأسبوعين الماضيين في فرنسا تدريبات مكثّفة ومشاركات على متن قارب جي 80 ضمن سباقات "سبي أويست" مع طاقم عُماني كامل أما ما يقرب من 80 قاربا منافسا. وقد أبحر المعشري مسبقا في الصين ضمن مشاركات سابقة حيث أشار أن استعادة الصدارة في أرض الوطن كانت دافعا كبيرا للفريق لمواصلة المشوار بأسلوب قوي.
وسيكون من بين الطاقم أيضا البحّارة البريطانية سارة إيتون التي تعدّ بطلة أولمبية واكتسبت الكثير من الخبرات إثر حيازتها على ميداليتين ذهبيتين، كان أحدها في الصين قبل ست سنوات عام 2008م ما سيعيد لمشاركتها ذكريات هذا الإنجاز في مشوارها الرياضي.

وتأتي سلسلة الإكستريم هذا العام بمشاركة 12 فريقا عالميا ستبحر هذا العام عبر ثلاث قارات حول العالم وثمانية من أروع المدن، وكانت لمسقط العامرة نصيبها في احتضان الجولة الثانية خلال أربعة أيام وفي أجواء رائعة ومميزة. وتسعى القارب الوطني "الموج مسقط" للمحافظة على اللقب بعد أن فاز بلقب العاميين الماضيين على التوالي لأول مرة منذ انطلاق سلسلة الإكستريم. وتتسم سلسلة سباقات الإكستريم بأنها من العيار الثقيل حيث يجوب أجمل مدن العالم لتحتدم فيها المنافسات الميدانية وتنتقل الإثارة حينها من أرض الواقع إلى ناظري المشاهدين والمتابعين. وقد حقّقت السلسلة العالمية نموا كبيرا بعد أن تمكّنت من استقطاب الأوساط الصحفية والإعلامية والمرئية كما أدرجها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي الذي يتّخذ من بريطانيا مقرّا له سباقات الإكستريم تحت فئة "السباقات الخاصة" إلى جانب عدد من السباقات الرائدة كسباقات كأس أمريكا وسباق فولفو المحيطي.
ويمكن متابعة مجريات السباق في بثّ يومي مباشر على اليوتيوب يتم الإعلان عنه عبر مواقع التواصل الإجتماعي للجهة المنظّمة لسلسلة الإكستريم وصفحات مشروع عُمان للإبحار على تويتر وفيسبوك. ويتميّز تصميم وهيكلة قارب الإكستريم بقدرة على الاستجابة لأي نسمة رياح وتخطّي لسرعتها على ميدان المعركة ما يوفّر جوّا من التكتيك بين المتسابقين لتطويق نظرائهم، إلا أنه في الآن ذاته يرفع من إمكانية حدوث اصطدامات أو حتى انقلاب للقارب بطاقمه كأثر عكسي لأي خطوة غير محسوبة. ويساعد تقلّب سرعة الرياح في جعل السباق صراعا للنفسيات بين القوارب المشاركة وما على ربّابنة القوارب والطواقم التركيز واختيار القرار المناسب للمناورة والانقضاض على الخصم أو التهدئة والتركيز على سرعة وتحكّم ثابت بالقارب دون تصعيد أو مجازفة قد لا تحمد عقباها. ويعطي مشهد تحليق القارب على الهواء لارتفاع قد يصل إلى ثلاثة أمتار منظرا جميلا للمتابعين ومشهدا لا يمكن تفويته حيث يبدو القارب وكأنه طائر يحلّق بتناغم وعلى ظهره طاقم يعمل على محافظة توازنه على البحر.