كتب ـ خميس السلطي: تصوير ـ العمانية:
تسعون لوحة فنية جسدت الحضور الثقافي العالمي المتنوع في معرض الفنون التشكيلية الخيري الدولي والذي تستمر فعالياته لغاية الأول من مايو المقبل، والذي افتتح أمس تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لمركز لسلطان قابوس العالي للثقافة والفنون بديوان البلاط السلطاني، بالتعاون والتنسيق مع (جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة) والتي أجادت هي الأخرى بحضور بهي دولي، دور إنساني نبيل وملموس جدير الذكر، حيث تسعى هذه الجمعية من خلال أعمالها وأهدافها، إلى تقديم برامج شاملة للتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة منذ سن الولادة حتى سن السادسة لتغطية احتياجاتهم الاجتماعية والأكاديمية والخدمات العلاجية، بهدف انضمام الأطفال في المدارس المنتظمة عند بلوغهم سن السادسة إن أمكن أو التخفيف من إعاقتهم لضمان نوعية حياة أفضل لهم ولأسرهم. وتقوم هذه الجمعية أيضا بتزويد الأطفال من ذوي الإعاقة بكل الفرص الممكنة للتمتع بحقوقهم، للاندماج والانخراط في المجتمع كأفراد، والاستفادة من الخدمات المقدمة من الجمعية والمجتمع بشكل عام لعيش حياة كريمة. ومن أهدافها أيضا، توسيع دائرة خدماتها لخدمة أعداد أكبر من الأطفال، وتغطية منطقة جغرافية أوسع، والعمل مع شريحة واسعة من الإعاقات المختلفة.
في هذا المعرض شارك ستة فنانين من دول مختلف من العالم وهي البوسنة والهرسك والمغرب وإيران وسلوفينا، وهم أحلام ليمسفر المتخرجة في الأكاديمية الفرنسية للفنون حيث شاركت في عدد من المعارض الدولية داخل المغرب وخارجها، وتأتي مشاركتها في هذا المعرض كإيمان منها بأهمية العطاء الإنساني والعمل على إيجاد شراكة بين المجتمع بمختلف أطيافه، إضافة إلى الفنان أدمير موجكيك والذي شارك في العديد من المعارض في البوسنة والهرسك وهو رئيس لجمعيتي الفنون في البوسنة والهرسك ومقدونيا وله حضور بارز على المستوى الفني العالمي، كما أن مشاركته في هذا المعرض يأتي كمبادرة إنسانية تتيح التواصل مع الفنانين في السلطنة وتعمل على الاشتغال بما هو واقعي في شأن الشراكة المجتمعية.
ومن بين الفنانين المشاركين الفنانة برانكا توركيك، الحاصلة على الماجستير من الأكاديمية الفنية في سرايفو بقسم النحت للفنانة معارض دولية في إيطاليا وأميركا وأسبانيا والنرويج وسويسرا وغيرها من الدول ، فهي تنقل في معارضها الفنية تجارب لأسلوب النيوسيريالي، وتأتي مشاركتها في هذا المعرض لتشكل انتقال للعمل الخيري الإنساني، وتوجد مساحة للتواصل بين الفنانين العمانيين والدوليين. ومن بين المشاركين جوير سيكوتا فهو فنان ومفكر عالمي ولد في سلوفينا وحاصل على شهادة الماجستير في فن الرسم. كما إنه سياسي ومرشح لمنصب رئيس جمهورية سولفينيا، وقد انعكست هذه الخبرة السياسية على أعماله الفنية، وتأتي مشاركته هذه كحضور ثقافي فني في السلطنة وكإيمان منه لتفعيل الدور الإنساني في الحياة. أيضا من بين الفنانين المشاركين محمد سيف، وهو من أشهر الفنانين البوسنيين، حيث تعكس أعماله حضور الواقعية من حيث تمييز بعض الأشياء والتجريدية من خلال ما تكرسه لوحاته الفنية من إبداع متواصل، وتأتي مشاركته في هذا المعرض كإيمان إنساني وحضاري وثقافي بأهمية الشراكة بين المجتمعات وخاصة فيما يتعلق بالأطفال وذوي الإعاقة. ومن إيران حضر الفنان سعيد ريزائي، حيث تزخر سيرته الفنية بالعديد من المعارض المحلية في طهران والمتخصص في الحروفيات والتشكيلات المتنوعة، فمن بين معارضه معرض القرآن الدولي بطهران ومعرض الرسول (صلى الله عليه وسلم). في هذا المعرض يجسد الفنان سعيد الحضور الإنساني المفعم بالجمال والرغبة في مد التواصل بين فئات المجتمع وخاصة الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
راعي الحفل بدوره قام بجولة فنية أستمع من خلالها إلى شرح مفصل عن اللوحات الفنية التي تزينت بها أروقة صالة المعرض وبعدها تحدث إلينا قائلا: المعارض هي مناسبات ثقافية، وفرصة لاستقطاب إبداعات الفنانين من داخل وخارج السلطنة، وما هذا المعرض إلا تأكيد للتواصل بين الشباب في السلطنة والخارج للتعرف على الفنون واللوحات الفنية المتنوعة، وفي هذا المعرض نرى أن هناك لوحات فنية غاية في الروعة والجمال، وتعكس إبداعات الفنانين، ونأمل أن تحظى بأكبر عدد من الزوار، وأن يأخذ هؤلاء الفنانون المشاركون ذكرى طيبة عن المجتمع العماني والفن الأصيل الذي تعرف به السلطنة، كما أن للجمعية العمانية للفنون التشكيلية بادرات طيبة في إقامة مثل هذا المعرض الخيري الدولي، وهذا يوجد السمو والنبل الكريم من القائمين على هذا العمل الرائع، كما أن هذا الاهتمام هو وصول لشرائح قريبة من المجتمع ولها خصوصية في حياتنا، ولهم جل الشكر والتقدير على هذه الجهود والتي بلا شك سوف تكون لها نتائج طيبة مستقبلا.
أما الفنانة مريم بنت عبد الكريم الزدجالية مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، فقد قالت بهذه المناسبة: إنه لحضور فني رائع ونحن نشاهد هذا الجمال المدهش من قبل فنانين عالميين، كما نسعى من خلال الجمعية التواصل مع جميع شرائح المجتمع لإيجاد شراكة حقيقية توطد سلوك الفن في السلطنة وتعمل على وضوح الرسالة السامية للقطاع التشكيلي، وما هذا الحضور الدولي إلا دلالة على تواصلنا مع زملائنا من الخارج، كما نشكر بادرة جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، على هذا الحضور الذي مكّن لنا التعرف على مضامين فنية عالمية مختلفة.