مسقط ـ العمانية:
تختتم اليوم فعاليات ندوة آثار الخليج الرابعة بعنوان "الموانئ البحرية والتجارة القديمة في الخليج العربي من خلال المكتشفات الأثرية"التي بدأت أمس وتنظمها وزارة التراث والثقافة بمشاركة العديد من المختصين في مجال الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية،حيث على حفل الافتتاح امس سعادة محمد بن يوسف الزرافي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية بحضور سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث. وقال حسن بن محمد اللواتي مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة في كلمة الوزارة إن بدايات التجارة في منطقة الخليج العربي كانت سابقة لظهور اقتصاديات الواحات والحضارة التي ارتكزت على الإنتاج الزراعي وتعدين النحاس منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد ،حيث شهدت منطقة الخليج العربي عبر العصور تطوراً ملحوظاً في العلاقات التجارية المحلية والإقليمية والعالمية فازدهرت منظومة من المراكز التجارية البحرية والبرية مشيرا إلى أن فترة مجان المبكرة "الألف الثالث قبل الميلاد"لعبت دوراً عقدياً في نظام التجارة البحرية والطرق القارية العامة التي شَقَّت قنواتاً للمصادر الهامة كالمعادن والمنسوجات والحجارة والأخشاب والبهارات، إلى أقصى الأطراف المأهولة من العالم. وأكد مدير عام الآثار والمتاحف أنه انطلاقاً من كون الحاضر هو امتداد متصل للماضي، وأن صور الحاضر تشكل في ملامحها الأساسية بُعْداً حاضراً للماضي، فإنه يتم الحرص على تنظيم فعاليات تَطْرُقُ مواضيع حيوية متخصصة منوها على أن الوزارة تثمن الجهود التي يبذلها أصحاب السعادة الوكلاء المسئولون عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال اجتماعاتهم الدورية وما يتوصلون إليه من قرارات هادفة يتم تكريسها بتنظيم فعاليات كهذه الندوة التي تحظى بمشاركة وحضور عدد من الأساتذة والباحثين.
وقد ألقى سعادة خالد بن سالم الغساني الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون كلمة الأمانة توجه من خلالها بخالص الشكر والتقدير إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على دعمه المستمر لكل ما من شأنه الدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وقال سعادة الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية إن إقامة هذه الندوة الرابعة في السلطنة هو استكمال لحرص واهتمام أصحاب السعادة الوكلاء المسئولين عن الآثار والمتاحف بدول المجلس بإقامتها، استشعارا منهم بواقع أن دول المجلس وحاجتها الملحة إلى إرساء وترسيخ فضيلة البحث العلمي في المقام الأول. وأشار الغساني إلى أن محاور الندوة تتمركز على العلاقات التجارية لمدينة دبا في القرن الأول الميلادي بالإمارات العربية المتحدة، وموقع البحرين كميناء تجاري لدلمون، ونتائج التنقيبات الأثرية بموقع الخبر في المملكة العربية السعودية، والعديد من المحاور الهامة بأدوار الموانئ العمانية في التجارة البحرية ودور أهل عمان في ريادة الملاحة البحرية الإسلامية. وأكد سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث أن ندوة آثار الخليج الرابعة والتي حملت عنوان "الموانئ البحرية والتجارة القديمة في الخليج العربي"عبارة عن سلسلة من البرامج المعتمدة في إطار التعاون بين دول مجلس التعاون وكذلك هي مناسبة للاحتفاء بمساهمة هذه الموانئ التاريخية في نسج العلاقات التجارية والثقافية والحضارية بين مختلف الاتجاهات العالمية موضحا أن الندوة تهدف من خلال الأوراق التي سيتم طرحها إلى تغطية قطاع كبير من الموضوعات الحيوية التي تساهم في إيجاد بنية معرفية كما أنها تصدر في إصدار يكون متاحا للدارسين والباحثين مستقبلا. وتناقش الندوة على مدى يومين عدة محاور منها النشاط التجاري في العصر الحديدي من خلال نتائج التنقيبات الأثرية في موقعي سيح الدير والصفا ونظام التعامل التجاري في ميناء سمهرم "خور روري" وكذلك العلاقات العمانية الصينية من القرن السابع الميلادي حتى بداية القرن الخامس عشر الميلادي وتطور دور الموانئ العمانية من القرن الرابع الهجري حتى القرن العاشر الهجري إضافة إلى دور أهل عمان في ريادة الملاحة البحرية الإسلامية باعتبارهم مؤسسيها.