تستحق السلطنة بما تستند عليه من مقومات أن تكون إحدى أهم وأفضل الوجهات السياحية المفضلة في العالم الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التعزيز لهذه المقومات.
وقد جاء تصنيف مجلة لونلي بلانيت التي تعد أكبر مرجع ودليل سفر حول العالم، السلطنة في المرتبة الثامنة ضمن أفضل الدول التي تتوجب زيارتها خلال العام 2017 انطلاقا مما تملكه من مقومات ومستقبل واعد في القطاع السياحي، حيث تعد بلادنا هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تصل إلى هذه القائمة لهذا العام، بالنظر لما تمتلكه من تنوع طبيعي في الإنتاج السياحي من بيئات متعددة تؤهلها لتبوؤ موقع متميز في الخريطة السياحية العالمية حيث تلبي هذه البيئات تطلعات واحتياجات السائح عند التخطيط للسفر.
فالمناطق ذات الطبيعة الجبلية لا شك أنها تجذب الشغوفين بالطبيعة وهواة سياحة المغامرات خاصة وأن المناطق الجبلية بالسلطنة تمتاز بتنوع تشكيلاتها وبارتفاعاتها الشاهقة وجروفها الصخرية حادة الانحدار ومسالكها الوعرة، الأمر الذي يجعل من جبال السلطنة مقصدا لعشاق تسلق الجبال.
كما أن الأودية المنتشرة في ربوع السلطنة يمتلك بعضها واجهات صخرية تعتبر من الأضخـم في شبه الجزيرة العربية وبها مسالك من جميع المستويات تساهم في اثراء سياحة المغامرات.
وعلى امتداد سواحل السلطنة لأكثر من 1700 كيلومتر تمثل الشواطئ العمانية منتجا سياحيا فريدا من نوعه حول العالم لما تتميز به من جمال أخاذ ونظافة وهدوء الأمر الذي يجعلها مقصدا لهواة الرياضات المائية كالسباحة والغطس وصيد الأسماك.
ولا تقتصر المقومات السياحية بالسلطنة على الجبل والسهل والساحل فقط بل إن تنوع البيئات بالبلاد يفتح آفاقا أرحب للقطاع السياحي، حيث إن البيئة الريفية المتوفرة تعد مقصدا لعشاق السياحة الريفية الراغبين في معايشة حياة الريف عبر مشاركة أهل الريف حياتهم اليومية والاطلاع على ممارساتهم في أنشطة الزراعة وتربية الثروة الحيوانية بل ومشاركتهم هذه الأنشطة في بعض الأحيان فيما تتيح البيئة البدوية أيضا منتجا سياحيا آخر يتمثل في سياحة التخييم ومشاركة أهالي البادية حياتهم وأنشطتهم هذا بالاضافة إلى سياحة المؤتمرات والمعارض مع استكمال البلاد البنية الأساسية اللازمة لذلك.
لكن كل هذه المقومات التي تمتلكها بلادنا تحتاج إلى مجموعة من العوامل لتدعيم موقعها على خريطة وجهات السفر الأهم في العالم حيث لا بد من المضي قدما في استراتيجية السياحة العمانية التي تتطلب مضاعفة الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة من 8 إلى 12 مرة مع التركيز على تدعيم هذه المقومات بالمرافق والاحتياجات اللازمة لتكون مؤهلة لأن يتم ادراجها ضمن برامج شركات السياحة العالمية مع الترويج لهذه المقومات.
ان نجاح السلطنة في استراتيجيتها السياحية سيزيد من عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع حتى عام 2040م حيث سيتم توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل مع زيادة حجم الاستثمارات المتوقعة خلال الفترة (2016 – 2040م) لتصل إلى ما يقارب 19 مليار ريال عماني مع تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأمر الذي يدعم اتجاه السلطنة للتنويع الاقتصادي المنشود.

المحرر