قنا ( مصر) ـ د.ب.أ:
تعامدت أشعة شروق شمس أمس الثلاثاء ،على مقصورة بيت الولادة الإلهية بمعبد دندرة الأثري بمدينة قنا، في صعيد مصر. ويوافق هذا اليوم عيد ظهور المعبود "حورس" وهي المقصورة الخاصة بإقامة طقوس ولادة الملك في صورته الآلهية وإثبات نسبه الآلهي ، ليكون مؤهلا لتولى عرش مصر طبقاً للرؤية الدينية في مصر القديمة. وتعامدت أشعة الشمس المشرقة داخل المقصورة على نقش بارز يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر يعلوها ثلاثة أقراص للشمس المجنحة ثم صفّا من الكوبرايات المتوجة بأقراص الشمس ثم كوّة بها تمثال مهشم. وتتكرر الظاهرة في يوم الرابع من شهر فبراير الذى يوافق عيد ميلاد الإله حورس. ورصد فريق علمي برئاسة الدكتور أحمد عوض ، وحضور الباحث المصري، أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، ومسؤولون بمنطقة آثار قنا، تلك الظاهرة، التي يواصل الفريق البحثي رصدها في 14 معبدا مصريا قديما تنتشر بمحافظات مصر. وقال الدكتور عوض، رئيس الفريق البحثي المصري المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس الثلاثاء إنه تلاحظ توافق يوميّ التعامد مع عيدين للمعبود "حورس" في يوم مولده وفى يوم عيده السنوي، وهو ما يتوافق مع المكانة اللاهوتية لمقصورة بيت الولادة المخصصة لإتمام طقوس ولادة الصورة الملكية الآلهية المقترنة لاهوتياً بالمعبود "حور" وهي الولادة التي تتم في العالم الآخر. وكان مقصد تعامد الشمس على الباب الوهمي هو وصول أشعة الشمس المحملة بقوى الحياة الآلهية إلى مكان ولادة الملك وصورته الآلهية في العالم الآخر, حيث إن الأبواب الوهمية هي المنافذ الرمزية بين العالم المرئي والعالم الآخر، وذلك طبقا للرؤية الدينية في مصر القديمة، ومنها تغمر أشعة الشمس حدث الولادة الآلهية للملك فور نفاذها من الباب الوهمي للعالم الآخر وتغلفه بقوى الحياة وتمنحه الحماية والحيوية طبقا للرؤية الدينية للمصري القديم. يذكر أن مصر القديمة عرفت بريادتها لعلم الفلك في العالم أجمع آنذاك، ويقول علماء الفلك والعمارة والمصريات، إن مصر الفرعونية، عرفت 4500 ظاهرة فلكية، أبرزها تعامد الشمس على معبد أبوسمبل جنوبي محافظة أسوان في شهري فبراير وأكتوبر من كل عام.