استعرضت السلطنة أمام مؤتمر قمة البناء وتكنولوجيا التطوير الذي انطلقت أعماله أمس بمحافظة أزمير التركية الفرص الاستثمارية المتاحة والتسهيلات والحوافز التي تقدمها للمستثمرين خصوصا في منطقة الدقم الاقتصادية وصحار، فيما أكد اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركون في المعرض المصاحب عن وجود فرص تجارية كبيرة يمكن الاستفادة منها.
وتشارك السلطنة في هذا الحدث، الذي يستقطب مسؤولين ومستثمرين من اكثر من 20 دولة عربية الى جانب الاتراك، بوفد يضم الجهات المعنية بترويج الاستثمار وغرفة تجارة وصناعة عمان ونحو 44 مؤسسة صغيرة ومتوسطة ضمن مبادرة شاركنا لنرتقي التي أطلقتها الغرفة في إطار دورها بفتح آفاق جديدة للمنتجات الوطنية والحصول على وكالات للتمثيل التجاري.
مؤشرات أولية
وقال علي بن صالح الكلباني، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة عمان، رئيس وفد السلطنة المشارك إن مؤتمر قمة البناء مؤشراته الأولية ناجحة بفضل التفاعل العربي ـ التركي وما يتضمنه من معرض شمولي في مجالات البناء والتشييد والمقاولات المعززة باستخدام التقنيات الحديثة بالإضافة الى المحصلة في العقود الاستثمارية والوكالات التجارية واللقاءات الثنائية والجماعية وما يتخلل المؤتمر من برامج ثقافية وسياحية وإعلامية.
وأكد في كلمته امام المؤتمر على عمق العلاقات بين السلطنة وتركيا متطلعا إلى المزيد من التعاون والتكامل والانسجام بين الجانبين العربي والتركي، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية بما يتيح للجميع إطلاق المبادرات بما يسمى بالأجواء الاقتصادية المفتوحة، والتي تتيح الاستفادة للجميع.
وأشار الكلباني الى ان المجموعة العربية ذات الأبعاد الاقتصادية توجه دعوة مفتوحة للجانب التركي بأن يشد رحاله بشكل أنشط إلى الأقطار العربية محملا بالاستثمارات والخبرات في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية سعيا للمزيد من التشابك في العلاقات بين رجال الأعمال والمستثمرين، وتأكيدا للمحبة القائمة بين الشعبين العربي والتركي.
حوافز مشجعة
وقدم فيصل بن علي الهنائي من الهيئة العامة لترويج الاستثمار وترويج الصادرات ورقة عمل استعرض من خلالها التسهيلات والمناخ الاستثماري في السلطنة والحوافز التي تقدمها للمستثمرين الأجانب.. موضحا للمشاركين في المؤتمر المزايا الاستثمارية التي تتيحها المناطق الصناعية في السلطنة لاسيما في منطقة الدقم الاقتصادية وصحار وكيفية الاستفادة من هذه المناطق في حالة رغبتهم بالاستثمار في السلطنة، مشيرا الى ان الحوافز والتسهيلات مشجعة خصوصا كما انها تتميز بمواقعها الاستراتيجية.
وقال الهنائي إن من أهم القطاعات التي تحرص السلطنة على الاستثمار فيها القطاع اللوجستي والبحري والصناعي والزراعي والسياحي وفي مجالات قطع غيار السيارات والبلاستيك وغيرها.
علاقات قوية
وكان معالي إدريس كولوتجة وزير البيئة والإسكان التركي قد ألقى كلمة في بداية حفل افتتاح المؤتمر أكد فيها على العلاقات القوية التي تربط بلاده بالدول العربية داعيا إلى عقد المزيد من الشراكات التجارية والاقتصادية وخاصة في مجال البناء، موضحا أن تركيا تعتبر ثاني دولة في مجال الانشاء والبناء حيث وصلت استثماراتها إلى 102 دولة عربية ويقدر حجمها بـ 22 مليار دولار، مشيرا الى أن تركيا دولة متقدمة في هذا المجال لاسيما في المعدات ومستلزمات البناء بالإضافة إلى الأيدي العاملة التركية التي تتميز بالإبداع والابتكار في التصميم العمراني.
تعزيز التعاون
وأوضح أمين أوجوز أمين عام جمعية رجال الأعمال الأتراك العرب أن الجمعية التي تأسست عام 2003 تهدف إلى تكوين صداقات عربية مع 29 دولة، وتعزيز التعاون مع العرب في مجال البناء والغذاء والسياحة بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية الأخرى.
وقال نجيب ناصر رئيس الاتحاد العام للمتعهدين بمدينة أزمير إن العلاقات بين تركيا والعرب متأصلة منذ القدم ونسعى إلى تطوير العلاقات في كافة المجالات ولاسيما الاقتصادية والاستثمارية، مشيرا إلى أن مدينة أزمير من المدن التي تمتاز بوجود تسهيلات جيدة للمستثمرين وخاصة في الشحن والنقل الجوي والبري، موضحا أن هناك مناطق 8 مناطق صناعية تتميز بوجود مصانع للنسيج والمعدات الزراعية بالإضافة إلى وجود البنية الأساسية للسياحة حيث تعتبر ازمير من المدن الرائدة في الناحية الاجتماعية والاقتصادية ومركز جذب وإنتاج وخاصة في الزراعة والتجارة. وتعتبر الالمنيوم والحديد والزئبق من أهم منتجات أزمير.
700 شركة
وفي المعرض المصاحب لمؤتمر قمة البناء وتكنولوجيا التطوير يشارك أكثر من 700 شركة في مجال البناء وكل ما يتعلق به حيث أبدى المشاركون من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركون من السلطنة سعادتهم بالمشاركة والفرص المتاحة أمامهم خصوصا وأنهم لمسوا رغبة الشركات التركية في التعاون معهم، كما اطلع بعضهم على مستلزمات البناء الجديدة والحديثة، مستبشرين بتعاون حقيقي مع الشركات التركية والحصول على وكالات تجارية وعقد صفقات كثيرة تفتح لهم آفاقا جديدة في السوق المحلية.
الاستفادة ممكنة
وأكد جمال بن ناصر المصلحي صاحب شركة لمقاولات البناء وتركيب المصاعد على رغبة الوكالات التجارية المشاركة في المعرض على التعاون مع العمانيين واصفين السلطنة بأنها بيئة جيدة للاستثمار خصوصا في مجال البناء والتطوير حيث تشهد البلاد طفرة كبيرة في هذا المجال مع تنفيذ الكثير من المشاريع، مضيفا أنه تعرف على مدى التطور الكبير في مجال البناء ومستلزماتها خاصة في السلالم الكهربائية والسيراميك.
زيادة التبادل التجاري
من جانبه قال خالد الحارثي اطلعنا من خلال المعرض على احدث التقنيات في مجال مواد البناء وخاصة في السيراميك المتوفرة بأحدث التشكيلات والمواصفات الأوروبية من حيث التصميم والجودة معربا عن أمله في أن تلعب هذه الزيارة دورا كبيرا في زيادة التبادل التجاري بين السلطنة وتركيا وان تفتح الباب في استيراد مستلزمات ومواد جديدة يحتاجها السوق المحلي، مضيفا أنه تحاور مع بعض الشركات التركية إمكانية عقد مذكرة تفاهم لاستيراد الحديد مشيرا الى ان تلك الشركات أبدت ترحيبها بالتعاون.
أفضل التقنيات
وابدى شبيب بن بدر الحوسني، اعجابه بالمعرض الذي يضم افضل تقنيات ومستلزمات مواد البناء وخاصة في المواد العازلة وديكورات المنازل والسيراميك بالإضافة إلى الحديد وغيرها، موضحا انه تعرف على بعض التجار الاتراك والعرب للتواصل معهم بعد المعرض حول امكانية التعاون بينهم مستقبلا.
صفقات تجارية
فيما أجرى سيف بن سعيد البادي بعض الأحاديث واللقاءات مع الشركات المتخصصة في النقل البري والشاحنات الكبيرة . كما أطلع على أحدث التصاميم في السيراميك وديكورات المنازل، وتصاميم الحدائق وغيرها.
وتبادل حمدان بن سالم الغيثي إمكانية التعاون مع الشركات المتخصصة في الألمنيوم.
وقال الغيثي : أتاح لي المعرض التعرف على أحدث التقنيات في مجال البناء وديكورات المنازل والمطابخ والحدائق.. سأتواصل معهم للاستفادة من خبراتهم أو عقد صفقات تجارية مستقبلا.