كم هو جميل أن تهتم الحكومة الموقرة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالإنسان! وكيف لا تهتم به وبناء الدول ورقيها عبر فترات التاريخ يرتكز على الاستثمار الأمثل للثروة البشرية لاسيما أننا نعيش في عصر زاحم بالتحديات التي تتمثل في الانفجار المعرفي والتقني والتكنولوجي والتقدم العلمي في جميع مجالات الحياة، ويعتبر التعليم الركيزة المحورية في آلية استثمار طاقات وإمكانيات هذا الإنسان، ومن هنا يزداد العبء على وزارة التربية والتعليم في بناء هذا الإنسان وتأهيله لكي يكون قادرا في مواجهة معطيات الحياة بكافة تفاصيلها الدقيقة، وما يثلج الصدر أن ما قامت به وزارة التربية والتعليم في تبني نظام فصل الحلقات التعليمية كخطوة رائدة توحي بدلالات مستقبلية مشرقة للأجيال هذا البلد، من خلال أن هذا الفصل بأهدافه ووسائله يتناسب مع مقتضيات هذا العصر ومن نظام الحلقات تتولد فكرة المقترح وتنطلق من خلال أن العديد من الدراسات الميدانية تؤكد أن المحصلة العلمية والعملية للمخرجات لا تتناسب مع قيمة ما استنزف من أموال في التعليم في الفترة الأخيرة ، وبذلك لابد أن تكون هناك بدائل وحلول ومنافذ من أجلها تساهم في سد فجوات هذا الخلل في المنظومة التعليمية ومن هنا تأتي فكرة المقترح حول تفريع التعليم بمنطلقات الميول والاهتمامات والإمكانيات الذهنية في وضع حد فاصل تقويمي من خلاله الطلبة تتفرع إمكانياتهم وفق الملف التراكمي من (5-10) و بعدها يتم توزيع الطلبة بعد الصف العاشر إلى مهن صناعي أو تجاري أو زراعي أو تقني أو يتم مواصلة التعليم للصفين الحادي عشر والثاني عشر وفق ملفه التراكمي والاختبار النهائي في الصف العاشر ليحدد مصير الطالب حول التحاقه في المعاهد المهنية والكليات الفنية الصناعية منذ الصف العاشر أو مواصلة دراسته الأكاديمية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، بحيث لا يدخل هذين الصفين إلا الطلبة ذوي الإمكانيات والقدرات العقلية المتوسطة والعليا من خلال مستواهم التحصيلي في الملف التراكمي والاختبار النهائي في الصف العاشر، والدليل على نؤكده أن كثير من الطلبة يلتحقوا بالصفين الحادي عشر والثاني عشر وهم ذو قدرات عقلية ومهارات ضعيفة وبعدها يلتحقوا بالجامعات والكليات في خارج السلطنة و يحصلون على شهادات جامعية وعند المقابلات والاختبارات التحريرية من أجل الوظائف يرسبون مرارا وتكرار في التخصص لكون مستواهم العقلي منذ أن كانوا في التعليم المدرسي ضعيف ومن هنا علينا أن نمسك العصا منذ البداية وما يلتحق في الصفين الحادي عشر والثاني عشر إلا الطلبة النخبة، وتكمن أهمية المقترح على أنه قادر على توليد أجيال مؤهلة أكاديميا وعمليا وتقنيا ومهنيا وزراعيا وصناعيا، وفق الميول والاهتمامات والقدرات الذهنية منذ عمر السادسة عشر وتنبثق منه الأهداف الآتية:
ـ تحقيق وتعميق قيمة الجودة في المؤسسة التربوية نظريا وعمليا ومهنيا ومهاريا نظرا سيكون التركيز على فئة متقاربة من الطلبة يمتلكون مهارات ونظريات.
ـ أدراك قيمة السنوات وأهميتها والية استثمارها بالصورة المقننة العلمية التي بلا شك سيعود مردودها للتنمية مستقبلا .
ـ التركيز على الطلبة الذين يملكون مهارات عليا داخل الفصول المدرسية في الحلقة الثالثة مما يتيح الفرصة لمخططي المناهج أن تكون محتوياتهم الدراسية مقننة على هذه المهارات العليا بشكل أكبر.
ـ أشباع رغبات وميول الطلبة في مجالات مهنية وتقنية تتناسب مع إمكانياتهم وبحاجة ماسه إليهم الوطن.
ـ تقليص الأعداد مما يؤدى إلى نتائج إيجابية ذو مردود فعال مما ينعكس على الطلبة كمحصلة تقويمية.
ـ اختصار عامل الوقت على الطلبة من الصف العاشر تكون انطلاقتهم في المجالات التي تتناسب مع إمكانياتهم.
ـ تفريع التعليم وفق الميول والاهتمامات وفق معادلة التقويم عن طريق الملف التراكمي.
ـ إبراز أهمية الملف التراكمي وانتقاله من صف إلى أخر أخر بمعايير أكثر دقة وأمانه.
ـ تحفيز الأسر في الاهتمام في أبنائها في كافة الفصول المدرسية وليس فقط في صف معين.
ـ تحفيز المعلم على العطاء والإبداع لكون الفروق في المستويات متقاربة لحد ما حيث كل من في الصف يملك المهارات الأساسية بناء على الملفات التراكمية.
ـ إتاحة الفرصة لمصممي الاختبارات الفصلية والنهائية في التركيز على مهارات التفكير العليا في الأسئلة وهذا ما نحتاجه بالفعل.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]