[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يمكن أن ندرك حجم التأثير الذي يمارسه اليهود في القرار السياسي التركي، سواء من خلال علاقات التجار اليهود ويهود الدونمه مع المسؤولين الأتراك، أم من خلال اسلوب التلويح باستخدام الامكانات الاقتصادية لليهود في التأثير في الأوضاع الداخلية لتركيا، ويرتبط التجار اليهود الاتراك بالماسونية ارتباطاً وثيقاً، ويعملون على تنفيذ توجيهاتها بدقة، ويتم التنسيق بين كبار التجار الذين يسيطرون على الاقتصاد التركي، مع اليهود المنتمين إلى المحفل الماسوني، الذين تمكنوا من الوصول إلى مراكز حساسة في الدولة، وتسربوا في الحياة الحزبية، وضمت بعض الوزارات أعضاء ماسونيين منهم من تولى مناصب امنية وعسكرية مثل فخري اوز دبليك مدير الأمن القومي وفخر الدين تريم كوكاي رئيس المجلس الوطني العسكري .. وغيرهم.
من الواضح أن الاتجاه الاقتصادي التركي سيتجه نحو فتح اسواق جديدة للمنتجات الاسرائيلية في الأسواق العربية، والعمل على ادخال الشركات العربية ورجال الأعمال العرب في مشاريع مشتركة، تكون واجهتها للمرحلة الأولية الشركات التركية، ثم تبدأ مرحلة الدخول العلني والواسع للشركات الإسرائيلية، وبما يمكنها من فرض هيمنة تجارية على الأسواق العربية اولاً ومن ثم اسواق الدول الاسلامية، حيث ان الدخول إلى الاسواق العربية اولاً ومن خلال شركات تركية، يقلل من درجة الحساسية التي تعيشها البلدان الاسلامية ازاء المنتجات الاسرائيلية، كون الحديث سينصب على مسألة أن العرب معنيون اكثر من غيرهم بالصراع مع اسرائيل قد بدأوا باستقبال البضائع الاسرائيلية، وسيساعد على تكريس هذا الوضع، الاستثمار الاسرائيلي للشركات السياحية التركية التي تستطيع أن تنقل المجاميع السياحية إلى البلدان العربية كونها دولة إسلامية وصديقة للعرب.
وبهذا تحقق اسرائيل اهدافها على اكثر من صعيد، مستفيدة من السيطرة اليهودية على القرار السياسي التركي والتأثير فيه وتوجيهه بالاتجاه الذي يخدم اهداف اسرائيل السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية والدول الإسلامية.
وكل ما تجنيه اسرائيل واليهودية العالمية من الدور التركي، يعد ثمرة لعدة قرون ظل اليهود يعملون على انضاجها مستخدمين شتى الوسائل والاساليب، ويمكن عد التجارة وتأثيراتها احد الأسلحة المهمة التي استخدمها اليهود وما زالوا، وسيظل هذا السلاح يفعل فعله الواسع برغم انه لا يحمل البارود.
تحرص كل من تركيا واسرائيل على عدم التعليق بكثرة على التعاون في ما بينهما، كما انهما يرفضان الانتقادات الموجهة من اطراف معينة ولكن تركيا ابرزت تصريح وزير الخارجية عندما قال اثناء زيارته لإسرائيل عام 1998م.. ((انا اعتقد أن تعاون اسرائيل معنا يهدف إلى الحد من طموح واطماع العرب)).
ويؤشر (William Safire) في تحليل كتبه في NewYork Times في 4 شباط/فبراير 1999 أهمية التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا واسرائيل ويرى أن هذه الشراكة أثبتت أهميتها للدفاع عن المصالح الغربية ضد التوسع الإسلامي في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط.
وكان رئيس الوزراء التركي السابق اربكان غالباً ما يصف اسرائيل بأنها سرطان في قلب العالم العربي والاسلامي.