[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
فيما تتعقد الظروف الحياتية باليمن من أقصاه إلى أقصاه بسبب الحرب الدائرة فيه صراعاً على السلطة وبمختلف المبررات، يتطلع المراقبون ويتوقعون أيضاً اتجاه الأزمة نحو الحل في القريب الذي يتمنى المواطنون اليمنيون أن يكون عاجلاً حتى ولو أسرع من لحظة انطباق رمش العين على الآخر.
وقد بنى المراقبون تطلعاتهم لاقتناص الفرص لحل الأزمة اليمنية على عدد من المعطيات السياسية والاقتصادية التي بينها ماهو دولي وإقليمي وداخلي على مستوى اليمن الميدان العسكري الذي شوه وجه الحضارة الإنسانية يمنياً وعربياً.
فعلى المستوى السياسي الدولي، تسود العالم حالة من الاستياء لتداعيات الصراع اليمني على مختلف مناحي حياة الإنسان اليمني، فتصاعدت الانتقادات الدولية وعلى رأسها الأممية، رغم ان الأخيرة أدمنت التعايش مع التقاعس تجاه مناطق الصراع المشتعلة في مختلف أنحاء العالم خصوصا العربي منه.
ودولياً أيضا، وعلى فرضية أن السياسة الخارجية الأميركية لامناص من أن يكون لها تأثير واضح على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط سواء بالسلب أو الإيجاب، وكون المنطقة ـ أي الشرق الأوسط ـ تعتبر من أبرز معايير القياس لأداء السياسة الخارجية، فان قرب انتهاء فترة حكم الإدارة الحالية بالبيت الأبيض ربما تزيد من توسع جهود السياسة الخارجية للادارة الحالية من أجل زيادة رصيد انجازاتها في الملفات المتعلقة بالمنطقة وخصوصا منطقة الخليج العربي ذات الأهمية الاستراتيجية في العلاقات الأميركية العربية. وبهذا يتسع أفق المراقبين ليتطلعوا لرؤية بصيص ضوء في نفق الأزمة اليمنية المظلم قبل رحيل الإدارة الديمقراطية من البيت الأبيض.
أما إقليميا ، فإن وجود السلطنة كإحدى دول الجوار اليمني، واتسامها بصفة الحيادية في الأزمة اليمنية كونها تقف على مسافة واحدة بين طرفي أو أطراف الصراع، يجعلها أي السلطنة المحج المستقيم الذي يبعث بالأمل لدى كل متطلع لسيادة السلام، بأن تسهم بأدوارها النشطة دون ضجيج إعلامي، في الوصول الى سلام عادل يضمن لكافة اليمنيين حق العيش بسلام دون إقصاء لأي طرف على حساب الآخر، خصوصا وأن الصراع الدائرة رحاه باليمن أصبح خصماً على استقرار المنطقة بأكملها، وخصماً على مستوى أدائها الاقتصادي
، وعلى مستوى تطلعاتها في انسيابية تجارية تبادلية، وعلى مستوى تعايش مكوناتها الديموجرافية كشعب عربي متجذر الأصول يتمحور حول ثقافة واحدة مهما تباينت خصوصياتها الثقافية.
وإقليميا أيضا، تتسع التطلعات لحل الأزمة اليمنية في وقت تراكمت فيه التراجعات الاقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط، وزيادة الالتزامات الاجتماعية والاقتصادية بكافة دول المنطقة بلا استثناء ، مما يجعل أي حالة صراع عسكري داخلي أو إقليمي بالضرورة أن تكون له نتائج سلبية آنية وقصيرة وبعيدة المدى على مستوى رفاهية حياة إنسان المنطقة، وبالتالي أصبح التطلع لوضع حد سريع للأزمة اليمنية أمل الجميع بالمنطقة مراقبين ومواطنين وسياسيين.
أما داخلياً، أي داخل اليمن الذي كان سعيداً، فإن وصول عدد ضحايا الصراع إلى أكثر من عشرة آلاف قتيل حسب احصاءات الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة التي استندت إلى معلومات واردة إليها من منشآت طبية يمنية ومنظمات إغاثة دولية، فضلا عن انتشار الكوليرا التي تعتبر عاراً على الحضارة الإنسانية خصوصا في منطقة كاليمن تتجذر حضارتها في السعي لضمان حياة إنسانية مستقرة إلى آلاف السنين. علاوة على حالة الدمار التي أصابت البنية التحتية والمؤسسات الخدمية باليمن، وحالة الخوف والهلع الذي ساد بين المواطنين العزل ، وظلمة المستقبل المجهول أمام أطفال اليمن وشبابها، جميعها عوامل تزيد من حالة الكراهية ضد الحرب والصراع مهما كان هدفه نبيلاً ، وبالتالي تزداد التطلعات نحو الوصول إلى حل سريع للأزمة .
وعليه ووفق هذه المعطيات، يظل الأمل معقودا على نجاح كافة جهود الوساطة المبذولة في هذا الشأن للدفع بنجاح الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى تسوية الأزمة اليمنية ، وقناعتنا بأن أطراف الصراع سواء كانت الحكومة اليمنية، أو أنصار الله، أو غيرهم ممن لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالصراع في اليمن لاترضي استمرار الحرب اليمنية أكثر مما استمرت ... وكفى تعطيلاً للتطور الطبيعي لحياة الإنسان في اليمن والمنطقة العربية.