” .. لقد اكتفت كثير من الأوطان بإحياء ذكرى عيدها الوطني الاحتفالات والشعارات والتباهي بما تم في المرحلة السابقة فقط والتي تجسد ما حدث فيها من تحول وذكر كل الأمجاد السابقة الانتصارات والنجاحات التى تم تحقيقها في الماضي واليوم الوطني ينبغي إحياؤه بطريقة تليق بكل ما تم إنجازه وتحقيقه وعلى أن يكون هذا بمزيد من العمل ومزيد من المضي قدما في طريق النجاح والتقدم. ”

[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/05/salahdep.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]

بداية كل الكلام قليلٌ في هذا اليوم المميز ولا يسعنا إلا أن نقدم أحر التهاني والأماني بالازدهار أكثر فأكثر وأن نرفع القبعات لكم وأن نرجو الله أن يبارك لكم في نجاحكم وأن يطيل بعمر جلالة السلطان قابوس الحكيم، وأطيب الأماني بالصحة والعافية والعمر المديد وعلى السلطنة ولكم خالص المحبة والأمن والأمان والازدهار بقيادة جلالته وأن يجعل دائما الشعب العمانى في تقدم واستقرار وأن يجعل الله أيامكم مليئة بالأفراح .
ان للأوطان أياما فارقة في تاريخها وأول هذه الأيام دائما مايكون اليوم الوطني الذى عادة ما يعبر عن يوم يفصل بين مرحلتين زمنيتين مختلفتين أما إذا كان ذلك عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو غير ذلك حيث تكون هذه الأيام بعينها هى نقطة تحول في تاريخ الشعوب والأوطان .
ولقد اكتفت كثير من الأوطان بإحياء ذكرى عيدها الوطني الاحتفالات والشعارات والتباهي بما تم في المرحلة السابقة فقط والتي تجسد ما حدث فيها من تحول وذكر كل الأمجاد السابقة الانتصارات والنجاحات التى تم تحقيقها في الماضي واليوم الوطني ينبغي إحياؤه بطريقة تليق بكل ما تم إنجازه وتحقيقه وعلى أن يكون هذا بمزيد من العمل ومزيد من المضي قدما في طريق النجاح والتقدم .
فكيف لنا ان نكتفي بأن يكون الاحتفال بالعيد الوطني فقط مجرد احتفالات وأغاني وشعارات لا ننكر أهميتها ومدى ضرورتها ولكنه ليس من الممكن أن تكون هي الأساس لأن يكون احتفال بمناسبة ذات شأن وقيمة بل ينبغي أن يكون كل عيد وطني هو حصاد لما تم إنجازه خلال العام الماضي ومع وضع خطة طموحة لما ينبغي ان يتم إنجازه على ارض الواقع ويكون حقيقة وواقعا ملموسا في العيد الوطني القادم وبهذا تتقدم الشعوب والأوطان عاما بعد عام ويكون نجاحها وإنجازاتها هو بحق العيد الوطني الحقيقي الذي يستحق كل الاحتفال من الجميع وبهذا يكونون قد استطاعوا أن يجعلوا لهذا اليوم قيمة حقيقية وشأن ولبلادهم قيمة تزيد يوما بعد يوم وعاما بعد عام ويغرسون لشعوبهم الانتماء والأمل في المستقبل .
ولقد كانت سلطنة عمان منذ العيد الوطني الأول وحتى اليوم من الدول القليلة في بلادنا العربية التي حرصت على هذا ولقد كان ذلك واضحا جليا اثناء الاحتفال بالعيد الوطني الثاني حين قال جلالة السلطان المعظم في بداية كلمته " والأعياد الوطنية للأمم رمز عزة وكرامة، ووقفة تأمل وأمل للماضي والمستقبل ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجانات والاحتفالات والأفراح سوى نقطة استراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة رحلة البناء الشاقة والانطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود إن هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة " نعم إن الأعياد الوطنية هي تجسيد ورمز للعزة والكرامة وتجسيد للإرادة وتزداد عزتنا بزيادة إنجازاتنا وبزيادة العمل والتفاني والانتماء الى بلادنا ونعيش الكرامة بكل ما تم تحقيقه بالماضي وبما تم الإضافة عليه وليس فقط مجرد التغني والتباهي بالماضي الذى وإن لم نكن عنصرا فعلا للإضافة عليه سيكون لا محالة عباره عن أطلال وأوهام وذكريات لا يوجد منها أي شيء على أرض الواقع ولا تتواجد إلا فقط في أوهامنا .
ومع تقديم تهانينا القلبية بهذه المناسبة الكريمة ندعو الجميع إلى مزيد من العمل والعطاء والبذل من أجل أن تكون كل ايام السلطنة أعيادا وأفراحا بفضل قيادة جلالة السلطان الحكيمة وبفضل تضافر كل الجهود كل حسب موقعه فالأوطان تبنى بالجميع والعمل معا من اجل التقدم والازدهار .
وفي يوم الثامن عشر من نوفمبر يتجدد العهد والوعد بين كل من القائد والشعب على الاستمرار في النهضة والانطلاق نحو غد أجمل مليء بالازدهار والسعادة للمواطن العُماني التقدم على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المجالات التي تمس حياة المواطن العماني وتعمل على رفع المعاناة عن كاهله وتسعى لأن يحيا حياة رغدة ويكون له المستقبل المشرق على أرض السلطنة.