”.. التنمية المستدامة وبحسب تعريفات الأمم المتحدة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات، دون أن تُعرِّض قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها للخطر. إنها تنمية متجددة قابلة للاستمرار تركز على النمو الاقتصادي المتكامل المستدام والإشراف البيئي والمسؤولية الاجتماعية وقد حدد المجتمع الدولي مكونات التنمية المستدامة على أنها نمو اقتصادى, وتنمية اجتماعية, وحماية البيئة ومصادر الثروة الطبيعية بها. ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هدف التنمية المستدامة هذا المصطلح الأممي الصادر عن الأمم المتحدة تحقيق تنمية فعلية دائمة تكرس العناصر الاقتصادية، والاجتماعية والمؤسسية والبيئية للمجتمع، وتضمن تلبية احتياجات الناس والمؤسسات في الوقت الحاضر دون الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية التي تُحمل كوكب الأرض فوق طاقته، وبطريقة لا تؤدي إلى فناء هذه الموارد أو تدهورها، أو تناقص جدواها للأجيال المقبلة، مع حفظ التنوع الحيوي والعمل على استمراريته واستدامته والمحافظة على رصيد ثابت بطريقة فعالة أو غير متناقصة من الموارد الطبيعية، دون إهدار حقوق الأجيال القادمة في الحياة والعيش بحياة كريمة ودون المساس بمتطلبات الأجيال القادمة.
لقد ظهر مصطلح التنمية المستدامة على الساحة الدولية والمحلية وسط العديد من المصطلحات المعاصرة مثل العولمة، الحداثة، التنمية البشرية، المعلوماتية، وغيرها من المصطلحات التي وجب ادراكها للوعي بمفهومها بالشكل الصحيح, فالتعريفات للمصطلحات تأخذ منحنيات وتفسيرات وتأويلات مختلفة طبقاً لطبيعة البلد وثقافته ولوجهة نظر مفسرها، وذلك يخلق قدرًا من الغموض والالتباس في معنى المصطلح لدى العامة والمتخصصين أيضًا.
فالتنمية المستدامة وبحسب تعريفات الأمم المتحدة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات، دون أن تُعرِّض قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها للخطر. إنها تنمية متجددة قابلة للاستمرار تركز على النمو الاقتصادي المتكامل المستدام والإشراف البيئي المسؤولية الاجتماعية وقد حدد المجتمع الدولي مكونات التنمية المستدامة على أنها نمو إقتصادى, وتنمية اجتماعية, وحماية البيئة ومصادر الثروة الطبيعية بها.
لقد اجتمع رؤساء دول وحكومات وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة وممثلون للمجتمع المدني، في نيويورك في سبتمبر 2015 لاعتماد خطة التنمية المستدامة للفترة 2016 - 2030، وأكدوا التزامهم بحشد الوسائل اللازمة لتنفيذ الخطة من خلال تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة على أساس روح من التضامن العالمي، وبمشاركة من جميع الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لتمثل شعوبها وجميع أصحاب المصلحة. وأكدوا على العمل بدءًا من العام 2016 وحتى العام 2030، على تنفيذ 17 هدفا و169 غاية للقضاء التام على الفقر, وتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام, والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع, والقضاء على الجوع بجميع أشكاله في كل مكان وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة، وإدارة الغابات بشكل مستدام ومكافحة التصحر, ووقف تدهور الأراضي, ووقف فقدان التنوع البيولوجي, وحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام, واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره, وضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في مختلف فئات الأعمار, والتشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة للجميع على جميع المستويات, والحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والتشجيع على بناء مجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة للجميع, وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم, وضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة بكلفة ميسورة, وجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة قادرة على الصمود ومستدامة, ووجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة, وإقامة بنى تحتية قادرة على الصمود وتحفيز التصنيع الشامل للجميع وتشجيع الابتكار, وتنشيط الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
إن التنمية المستدامة نمط تنموي مستدام يمتاز بالعقلانية في استخدام المصادر، حيث تقوم على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية من جهة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من جهة أخرى, وعليه فهي عمليات مكملة لبعضها البعض وليست متناقضة، إذ تعد السبيل الوحيد لضمان تحقيق نوعية حياة جيدة للأجيال الحاضرة والمقبلة. وقد قال السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة " الأجندة الجديدة هي تعهد من القادة لجميع الشعوب في كل مكان. هي برنامج من أجل البشرية, للقضاء على الفقر في جميع أشكاله, هي خطة لكوكب الأرض, عالمنا المشترك".

سهيلة غلوم حسين كاتبة كويتية
[email protected] انستقرام suhaila.g.h تويتر suhailagh1