[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لم اسمع بوجود مقاومة في السنة الاولى من الوجود الأميركي في العراق، هذه جملة اعتراضية قالها احد الاصدقاء الإعلاميين العراقيين المعروفين، للوهلة الاولى اثار كلامه استغرابي، لأنه كان موجودا ببغداد ويعمل في مؤسسة إعلامية وعلى تواصل مع الصحفيين والإعلاميين، ووجدت هذه المناسبة فرصة لتوضيح بعض النقاط للصديق، في البداية وقبل كل شيء قلت إنه على حق، وإنه بكلامه هذا يثير نقطة في غاية الأهمية، فإذا كان الإعلاميون والذين يعيشون في بغداد لم يعرفوا أن أسرع مقاومة في تاريخ الاحتلالات قد بدأها بكل شجاعة أبناء العراق في مقاومتهم للمحتلين الغزاة الأميركيين والبريطانيين، وقلت له، ألم تسمع بأن المقاومين في بغداد قد بدأوا عمليات استهداف وقتل الجنود الأميركيين في اول يوم من الاحتلال، اجاب لم اسمع بشيء من هذا على الاطلاق، قلت للصديق، أنا هنا انقل من البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" وتصريحات القيادة الوسطى الأميركية، ومن يتعذر عليه الحصول على هذه البيانات لسبب ما، احيله إلى الصفحات الخاصة بقتلى الجيش الأميركي في العراق التي خصصتها صحيفة الواشنطن بوست الأميركية وموقع القتلى الأميركيين في العراق وافغانستان في صحيفة يو أس تودي الأميركية والموقع الأميركي الذي اطلقه الأميركي مايكل نايت، وجميع هذه المصادر أميركية ومتوفرة في شبكة الإنترنت، وتتفق جميع هذه المصادر ووزارة الدفاع الأميركية، أنه قد قتل اثنان من القوات الأميركية بنيران مسلحين في العاشر من نيسان/ ابريل في العام 2003، وأن عدد الجرحى جراء الهجمات في ذلك اليوم قد وصل إلى اثنين وعشرين جريحا، ونحن نتحدث عن العاصمة بغداد في اليوم الاول من الاحتلال الأميركي لها، وللتوثيق فإن القتيل الأميركي الاول اسمه "تيري هيمنجواي " وكان أول جثة من المحتلين ترسلها المقاومة العراقية إلى الولايات المتحدة، ووفقا للمصادر المذكورة اعلاه فإن العشرين يوما من شهر نيسان / ابريل ( من العاشر حتى الثلاثين منه) قد قتلت المقاومة العراقية اثنين وعشرين أميركيا في العراق، وهذا ما اعترفت به وزارة الدفاع الأميركية، أما شهود العيان من العراقيين الذين ينقلون معارك وهجمات حصلت هنا وهناك فتؤكد أن الخسائر اكبر من ذلك بكثير.
ردّ صديقي الإعلامي أنه للاسف لم يسمع بذلك، شرحت له كيف وظفّت الولايات المتحدة ومخابراتها وسائل الإعلام المحلية والعربية ايضا التي أنشأتها لخدمتها لتعمية الرأي العام على حجم المقاومة العراقية المتصدية لقواتها والتي شرعت فورا في استهداف الجنود والدوريات والوحدات العسكرية الأميركية، لتسجل للتاريخ أنها اسرع مقاومة فذّة تصدت لأكبر واعتى قوة في العالم، دون أن تتلقى الدعم الخارجي كما هو معروف في تاريخ المقاومات وحركات التحرر في العالم.
أن الحديث بهذه التفاصيل ليس القصد منه شرح التفاصيل لصديقي وإنما للتأكيد على مسألتين جديرتين بالاهتمام، الاولى، أننا عندما تحدثنا في مقال سابق عن العراقيين الذين تحلقوا وتهافتوا ولهثوا حول السلطة ومغرياتها، فإن هذا الرهط لا يمثل هؤلاء الجوهر العراقي، وأن الذين تصدوا للمحتلين منذ اليوم الاول فهؤلاء تمسكوا بالوطن وتحلقوا حوله، الثانية، إنني شخصيا قد آليت على نفسي أن لا ادخر جهدا في الحديث والكتابة عن ابطال المقاومة في العراق الذين سجلوا اروع صفحات الشجاعة ضد الغزاة المجرمين، فهذا سجلّ ناصع لهم وللعراق وللإنسانية.