بدأ موسم تقطير ماء الورد والذي تشتهر به نيابة الجبل الأخضر، حيث تبدأ الورود بالتفتح بعد انحسار أوراقها في فصل الشتاء الراحل ودخولها لفصل الربيع البهيج لتظهر جماليات المدرجات الزراعية والتي تمتاز بها النيابة.
عرف أهالي الجبل الأخضر صناعة ماء الورد منذ القدم، والذي يعتبر من المحاصيل الهامة في مدى مساهمته لدخل الأهالي إذ يلي الرمان والجوز وغيرها من المنتجات الزراعية بالنيابة.
وقد ارتبطت أزهار الورد بالصناعة والتي تعرف بصناعة تقطير ماء الورد التي يمارسها أهالي الجبل الأخضر حيث مرت هذه الصناعة بعدة مراحل وتجارب إلى أن استقرت على الطريقة الحالية وهي الطريقة التقليدية المعتمدة على الحرق باستخدام (الديهجان).
ومع بداية شهر ابريل تبدأ البراعم الزهرية بالتفتح والتي يقوم المزارعون بجمعها طوال فترة الموسم والتي تستمر حتى منتصف شهر مايو حيث يتم قطف الأزهار في الصباح الباكر أو المساء فور تفتحها وتوضع في قطعة ثوب أو وعاء مصنوع من البلاستيك أو السعف (القفير) وتحمل إلى المصنع حيث يكون عادة لدى المزارع مبنى من الطين والحجارة والذي يعرف محليًّا بالديهجان تتفاوت مساحته وفق عدد الخزانات الطينية التي تدعى (البرمة) حيث يضع الورد بداخلها وفي الأسفل تشعل النار وفي الأعلى توضع أواني التقطير، ومن ثم يوضع فوق أزهار الورد وعاء نحاسي لاستقبال الماء المتبخر من الوعاء يجمع الناتج من ماء الورد ويترك لمدة أربعين يوماً حتى تترسب الشوائب ثم يتم تسويقها بعد التنقية بالأسواق المحلية .
كما يتم تسويقه في الدول المجاورة ويستخدم ماء الورد كمسكن للصداع وخافض لدرجة الحرارة ويساعد على التخلص من المغص.
تجدر الاشارة إلى أنه يوجد أكثر من 4200 شجرة ورد موزعة على مساحة 6 أفدنة تقريبًا بالجبل الأخضر وتقدر كمية الإنتاج 3675 لترا للفدان ويصل سعر الزجاجة التي سعتها 750 ميللتر إلى (8) ريالات عمانية في الأسواق المحلية وحاليًّا يوجد بالنيابة مركز لتقطير النباتات العطرية والذي يتبع الهيئة العامة لصناعات الحرفية حيث يقوم هذا المركز بشراء النباتات العطرية ومحاصيل الورد لتقطيرها بالطريقة الحديثة وبمعدات متقدمة ومن ثم يتم تعبيتها في زجاجات مخصصة لهذا الغرض .. كما يقوم هذا المركز بتدريب عدد من أبناء النيابة على كيفية التقطير الحديثة وكيفية فصل الزيت عن الماء بواسطة الأجهزة المتوفرة ومن ثم تشجيعهم على فتح مشاريع صغيرة ومتوسطة لتسويق المنتجات النباتية والتي أصبحت تشكل عائداً مادياً جيداً.