[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedalkadedy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د.أحمد القديدي[/author]
” لن يكون هنالك أي مكان لـ"داعش" ولا لـ "دامس" ولا للظلاميين جميعهم والتكفيريين في المشوار الحضاري والثقافي والتاريخي القادم!! ولن تكون"داعش" هي رأس الحربة بل الطـّعم المفخـّخ للوقوع في مستنقع "الربيع العربيّ" (تسمية غربية متشائمة ومفزعة) وسيكون العالم أحسن وأفضل وأكثر سلمـيّة ً في هذا القرن 21 وللألفيـّة الميلادية الثالثة القادمة !!”
ــــــــــــــ
بعد اتساع فضاء الحروب الأهلية المشرقية وتهديد السلام العالمي في بؤر جديدة للعنف مثل أوكرانيا والكوريتين والمواجهات الباردة المؤهلة للتسخين بين واشنطن وموسكو وبعد انتخاب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة واستفحال الأزمات بحرب الموصل مع تغذية الصراعات الطائفية أعدت قراءة تحليل سياسي متميز كنت تلقيته من زميل جامعي تونسي هو عبد الرحمن بلحاج فرج أثرى النقاش حول هذه المعضلة العربية والإسلامية والعالمية وأنا أستسمحه لنشر ما كتبه لأني وجدت في تحليله استشرافا موفقا لما يحدث اليوم في نوفمبر 2016 من تدافعات فرغم أنه خالفني الرأي إلا أنه أنار سبيلي ودلني إلى ما غفلت عنه بلغة راقية مختلفة عن استنقاص رأيي أو تفنيد تحليلي.يقول صاحبي:
(هل "داعش هي رأس الحربة "أم الطـُّعـْمُ لمستنقع جديد ؟!!
كتب الدكتور "أحمد القديدي" متسائلا :" تركيا وإيران جناحان للصقر الأميركي القادم"؟!
وجاءت فيه "قراءة" تتراءى من خلالها حركة مخاض جيواستراتيجي دولي جديد !! وانبلاج فجر الصقر الأميركي بانفراد (مؤقـّت) بالقوّة العسكريـّة وسهولة التموقع بجيوشه في القارّات الخمسة !!
يقول الدكتور القديدي:"أغلب الظنّ، لدى أولي الألباب من المحللين السياسيين، أن داعش هي رأس الحربة لتنفيذ المخطط الغربي الجديد نحو رسم خارطة شرق أوسط جديد !! وأغلب الظن أيضـًا أن العالم العربيّ سيكون مهمـّشـًا أو ذا دور ثانويّ استحقـّه عن جدارة بسبب التخبـّط وانعدام الرؤية وسوء التقدير ..."
نعم هنالك "مخاض جيوستراتيجي" ولكنـّه في الحقيقة مخاضان اثنان ومتزامنان في نفس الوقت !!
** الظاهر منهما هو الذي يقوده الغرب الأطلسيّ بزعامة الولايات المتحدة الأميركيـّة !! وكلـّه مساعي ومحاولات وعمليات عسكريـّة هي ردود فعل من أجل الاحتماء والدفاع عن الذات ، أكثر منها مبادرات بناء وتأسيس !! ولذلك فهي كالسراب لا تجد وراءه شيئـًا يفيدك!! والإعلام الغربي المهيمن يريد تصوير هذا السراب على أنـّه مبرمج ومهيـّأ له منذ سنوات من طرف "القوّة العالمية العظمى الأولى" واللوبـّي الذي يقف وراءها بالفكر والتخطيط !! ولذلك يعتبر الدكتور القديدي أن"داعش" (الدولة الإسلاميـّة في العراق والشام) هي أحَدُ نـِتاج هذا الفكر وإحدى مفرزات تخطيطه !!
** أمّا المخاض "الخفيّ" والذي فات الدكتور القديدي الانتباه إليه، فهو من فعل "الحتميـّة القدريـّة" !! وهو "الانقلاب" في مسار التاريخ الحديث باستغلال "الولايات المتحدة" والغرب لتنفيذ أهدافه بالنسبة للألفيـّة الحالية والتي بدأت إشارته الكبرى الأولى منذ "الكسوف الأكبر لأواخر التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرين !!
وقد عشنا "الهجوم" وليس "الدفاع" !! عشنا تفجير البرجين في 11سبتمبر 2001 في عقر دار الأميركان !! وعشنا منذ 2002 استدراج هؤلاء المغرورين إلى "مستنقع" أفغانستان وباكستان والعراق2003 ... واليوم سوريا وقريبا المنطقة المغاربية والجزائر بالخصوص! وعشنا الأزمة المالية العالمية الكبرى لسنة 2008 والتي لا يزال الغرب يعاني من آثارها إلى اليوم !!وها نحن نعيش "الربيع العربيّ" منذ بداية العشرية الثانية !! وفيه العالم الغربي تفاجأ وبوغت وكان مدافعـًا أكثر ممّا هو مهاجم !!ولم يخرج سوى بالهزائم والنتائج السلبيـّة من العشريـّة الأولى ومن كل المستنقعات !"الصقر" ليس الأميركان ولا الغرب الأطلسيّ الآئل إلى تقهقر وانكسار وضياع !! بل هو "الحتميـّة القدريـّة" والتي لا تزال في بداية مشوارها لأن "المسار طويل " والمسيرة واعدة !! وقال تعالى في كتابه العزيز :"ونريد أن نمنّ على الذين استـُضعـِفوا في الأرض ونجعلهم أئمـّة ونجعلهم الوارثين" (القصص 5 ) صدق الله العظيم !!
لن يكون هنالك أي مكان لـ"داعش" ولا لـ "دامس" ولا للظلاميين جميعهم والتكفيريين في المشوار الحضاري والثقافي والتاريخي القادم!! ولن تكون"داعش" هي رأس الحربة بل الطـّعم المفخـّخ للوقوع في مستنقع "الربيع العربيّ" (تسمية غربية متشائمة ومفزعة) وسيكون العالم أحسن وأفضل وأكثر سلمـيّة ً في هذا القرن 21 وللألفيـّة الميلادية الثالثة القادمة !!لأن الألة الإعلامية والتكنولوجية الرهيبة هي اليوم في يد الغرب اليميني العنصري لا الغرب الإنساني المستنير منذ تصاعد أحزاب اليمين في أميركا وأوروبا وهي الألة التي تصنع الرأي العام العالمي وتشكل رؤيته للأحداث
وتوجه ثقافته وتفكيره وتحدد له مواقفه وهو غير واع بأنه مفعول به لا فاعل و مسير لا مخير.)