سلافيانسك (أوكرانيا) ـ نيويورك ـ (الوطن) ـ وكالات:
أطلقت السلطات الأوكرانية الجديدة عملية عسكرية في مدينة سلافيانسك (شرق أوكرانيا) ضد الحراك المطالب بالفيدرالية سقط ضحيتها جنديان من جانب الجيش الأوكراني وعدد من المحتجين ،الأمر الذي حدا بروسيا إلى التحذير أمام مجلس الأمن من عواقب كارثية إزاء هذه العملية.
وحذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا من عواقب كارثية تنطوي عليها مغامرة كييف التي وصفها بـ(الإجرامية).
وقال تشوركين إن "الإجراءات العقابية ضد الشعب تدل على عجز أو عدم رغبة القيادة في كييف في الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاقية جنيف الصادرة في ال17 من إبريل من أجل وقف شتى أشكال العنف وإطلاق حوار وطني شامل بمشاركة كافة المناطق والقوى السياسية". على حد قوله.
وأضاف: "إن لم توقف المغامرة الإجرامية لزمرة كييف فورا، فلا مفر من عواقب وخيمة وكارثية بالنسبة لأوكرانيا،ونحن حذّرنا من ذلك مرات عديدة".
ولفت تشوركين إلى أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدعمهما لمدبري الانقلاب في كييف ونهجهم في قمع الاحتجاجات،يأخذان على عاتقهما مسؤولية كبرى، ويغلقان في جوهر الأمر الطريق أمام التسوية السلمية للأزمة". وأضاف المندوب إنه نظرا لذلك لا يبدو مصادفة رفض واشنطن القاطع لمقترح إقامة حوار بين سلطات كييف ومناطق جنوب شرق أوكرانيا تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مشيرا إلى أن هذا الرفض يخالف ما تنص عليه اتفاقية جنيف حول تخفيف التوتر في أوكرانيا.
وقال تشوركين إن روسيا تطالب الغرب "بالتخلي عن سياساته الهدامة إزاء أوكرانيا، ومن أعلنوا أنفسهم السلطة في كييف بالوقف الفوري للعملية العقابية ولكل عنف ضد الشعب، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وضمان حرية كاملة لعمل الصحفيين". وشدد الدبلوماسي الروسي على ضرورة "إقامة حوار سياسي متكافئ حقيقي بمشاركة كافة المناطق وبسرعة،وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق مقبول للجميع حول مستقبل تلك البلاد بدلا من إجراء إصلاحات شكلية ضمن "تحالف المنتصرين" المعلن من طرف واحد". وأكد تشوركين أن "من أعطوا ونفذوا أوامر إجرامية بارتكاب المذابح سيتحملون المسؤولية الكاملة أمام الشعب الأوكراني". وقد دعت روسيا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي أمس على خلفية العملية التي شنتها السلطات الأوكرانية في مناطق جنوب شرق.
من جانبه أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأخير يحصل على كافة المعلومات حول تطور الأحداث في جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية. وأضاف: "وصف بوتين سابقا أثناء زيارته إلى مينسك العملية العسكرية المحتملة بالجريمة. لسوء الحظ فإن تطور الأحداث الحالي يبرهن التقييم بشكل كامل". وأفاد بيسكوف أن فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسي توجه الخميس الماضي بأمر من الرئيس إلى جنوب شرق أوكرانيا لإجراء محادثات حول الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك. وأشار إلى أن الجانب الروسي فقد الاتصال بلوكين بعد انطلاق "العملية العقابية".
وتجدد إطلاق النار مساء أمس بعد سقوط قتلى وجرحى في الهجوم الذي أمرت ببدئه سلطات كييف على مدينة سلافيانسك جنوب شرق أوكرانيا. وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل جنديين وإصابة عدد من العسكريين في المعارك، بالإضافة إلى تأكيدها إسقاط مروحيتين بواسطة منظومات محمولة للدفاع الجوي، وتضرر مروحية أخرى. وأعلنت الوزارة لاحقا عن احتجاز أربعة أشخاص كانوا يطلقون النار على المروحيات، الأمر الذي نفاه ما يسمى "العمدة الشعبي" للمدينة، قائد الدفاع الشعبي المحلي فياتشيسلاف بونوماريوف.
ووفق وزارة الداخلية الأوكرانية فإن الجيش استعاد السيطرة على تسعة حواجز كانت في يد الانفصاليين. وفي القرى المحيطة بسلافيانسك، رفض السكان استقبال الجنود الأوكرانيين وطلبوا منهم "العودة من حيث أتوا"، كما عمدوا إلى إغلاق الطرقات أمام المدرعات، بحسب ما أفادت الأنباء.
وصرخت إحدى السكان فالنتينا ليونتييفا "أمهاتكم يردنّ أن تعودوا إلى منازلكم أحياء ومن دون أن تتلطخ أياديكم بالدم".