[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كلما تحقق نصر ضد الإرهاب في عالمنا العربي، ازددنا فخرا بقواتنا المسلحة وبجيوشنا وبشعوبنا. فما يحصل في العراق إعادة اعتبار لقواته المسلحة التي تواجه في ظل بنائها الجديد عدوا شرسا مدربا ومحتاطا لكل أنواع المعارك .. والتقدم الذي أحرزه الجيش العربي السوري في مدينة حلب، لايقوض فقط الوجود الإرهابي في المدينة وإنما يقدم تجربة قوة ومراس وخبرة وتضحية في معركة، ربما ستدرس في الجامعات العسكرية عندما تبان الحقائق في المستقبل. وفي ليبيا يحكى عن محاصرة لـ " داعش " في الوقت الذي يتم فيه إعادة تجميع المؤسسات التي فرطت بحكم التغيير القسري الذي حصل.
دلائل مضيئة على أن عالمنا بخير لكن المطلوب منه الصمود أكثر، فلا خيار أمامه سوى أن يحمل بنادقه وكل أساليبه العسكرية ليخرج الإرهاب من أوكاره التي بناها وظن أنها ثابتة وهو فيها الثابت أيضا. عالمنا يقترب من إعلان فشل الإرهاب في خياراته، إضافة إلى إسقاط الرهانات التركية والأميركية وبعض العربية والغربية على إمكانية الفوز، بعدما استطاع هذا الجمع بكل قواه وإمكانياته من أن يطلق حربا كبرى ذات أهداف قريبة وبعيدة. قريبة بإسقاط جيوشنا البواسل، وبعيدة بتغيير كل الأشكال القائمة من الأنظمة والحكومات والمؤسسات وحتى الشعوب.
فلا مجال أمامنا سوى الصبر، وهو من المكرمات التي يحتاجها شعب بأكمله عندما يتعرض للمحن .. لاشك أن المرض عندما يداهم الإنسان يأتيه بغتة، ويحتاج للقضاء عليه وقت يكون فيه الدواء قد باشر مفعوله بتراكمه. والصبر ثانية يؤسس لعلاقة جديدة بين الشعوب وبين أوطانها، ففي مراحل ما لاينتبه المرء إلى القيمة المثلى لوطنه وأمته بقدر مايعيش على نمطية محددة ويوميات عادية.
المحن تجربة يثبت من خلالها من هو الوطني ومن هو المصلحي، من يعتبر وطنه حياته، ومن يعتبره مجرد فندق، أو بين أن يكون هنالك شعب وبين أن يكون سكانا. في عالمنا العربي اليوم هويات مختلفة، بعضهم صامد كصخور بلاده أمام الإرهاب ومشتقاته ومتفاعل مع دولته وقواه العسكرية ومؤمن بانتصاره في نهاية المطاف مهما تتطلب صبرا، ومنهم من حمل أمواله ورحل بحثا عن مكان يشغله فيه ولا هم عنده كيفما كان مستقبل وطنه .. ومن هؤلاء الضعفاء الذين لاحول لهم وهؤلاء على حيرة من أمرهم، يريدون أمنا ومن أجله فقط يتعايشون مع أحوال جديدة خارج بلادهم.
أعرف كم هو مكلف الصمود في أوطان ليس فيها استقرار سوى أنها تواصل تضحياتها من أجل أن تصل غدها بما قدمت من أجله شهداء وخراب ودمار .. والتكلفة هنا أعصاب متوترة بشكل دائم، إذ ثمة تضخيم في الإعلام، والأطراف المضادة هي سيدة من يكذب، وقد كذبت في سوريا خلال سنوات أزمتها ولسوف تكذب أكثر وأكثر كلما امتدت بها الخسائر، خسارتها أنها كانت قد قررت الرهان على نتيجة اعتقدت أنها حاصلة لامحالة، وحين لاتصدق تراها إما أن تتكالب أكثر أو ترمي كل أوراقها في اللعبة فإما تحترق وإما تحترق ولا خيار آخر لها.
صورة الجبهات العسكرية في العراق وسوريا وليبيا باتت مفخرتنا، إنها الطريق الصحيح الذي لابد نبلغه.