"العائلة" حكاية ذكرى الماضي الإجرامي
القاهرة من ـ إيهاب حمدي:
الافلام الاميركية التي تتناول عصابات المافيا غالبا هي افلام عنيفة مليئة بالدماء والقتال والمطاردات ابطالها هم رجال في منتصف العمر لا يعرفون الهزل، تلك هي النظرة النمطية لافلام عصابات المافيا التي قتلت معالجة في السينما الهوليودية. فيلم (The Family) أو (العائلة) هو ينتمي لنوعية افلام عصابات المافيا لكن ستجد فيه الكثير من الفكاهة والضحك، وستجد فيه الفتيات الصغيرات والشباب الصغير وكذلك المرأة. ببساطة فيلم العائلة هو فيلم مختلف عن افلام المافيا النمطية، وبالرغم انه ليس فيلماً جاداً او مؤثراً لكنه مسلياً يقدم وجبة فكاهية واكشن جميلة.
الفيلم يجسد فيه روبرت دي نيرو دور زعيم مافيا أميركي يختبئ في فرنسا بعد انقلابه على أتباعه. ويتابع الفيلم يوميات الزعيم مع زوجته وابنيه في مخبئهم السري ومعاناة الشرطة الفيدرالية في محاولة حمايتهم من المافيا.

القصة والسيناريو

يقدم الفيلم جيوفاني (دي نيرو) كرجل شريك في إحدى العصابات الكبيرة سهل التعصب، وزوجته ماجي (ميشيل بفايفر)، لدى العائلة فتاة جميلة تدعى بيل وابنا يدعى وارن وهو شخصية غريبة الأطوار. بينما يقوم تومي لي جونز بدور محقق الإف بي آي المشرف على نجاة هذه العائلة التي انضمت لبرنامج حماية الشهود بعد ان وشى جيوفاني بالعصابة مما جعل رئيس العصابة يضع مكافأة 20 مليون دولار لرأس جيوفاني.
في المشاهد الأولى للفيلم يدفن فريد بلايك (الاسم الذي اختاره لنفسه جيوفانى بعد الانتقال إلى فرنسا) جثة، ثم يضرب رجلين يثيران غضبه ويدميهما، ويحلم بإنزال العقاب ذاته بآخرين يقللون من احترامه. أما زوجته ماجي (فافير)، فتميل إلى تفجير الأشياء فعليًّا عندما تُستفز، فتقوم بتفجير سوبرماركت لمجرد ان صاحبه عاملها بطريقة لم تعجبها. اما ابنتهما بيل الجميلة التي تتمتع بقبضة قوية تدمى وجه وبطن احد زملائها في المدرسة لمجرد انه حاول ملامستها رغبة في التقرب منها على اعتبار انها الفتاة الاميركية سهلة المنال.
في حين يفضّل ابنهما وارن (جون ديليو)الصغير رسم الخطط والمؤامرات للسيطرة على الطلاب زملائه في المدرسة لعله يحتاج إليهم يوماً فيتجسس عليهم يسيطر على بعضهم.
حقيقة هي اسرة عنيفة قد وصفتها الأم بلغة بليغة حينما قالت عنهم (أعتقد أن كمّاً هائلاً من الغضب وخيبة الأمل محبوس داخلهم. إلا أنهم لا يستطيعون صبه أحدهم على الآخر لأنهم بحاجة إلى بعضهم البعض. ولكن لا بد من متنفس لهذا السخط. ويشعرون كما لو أنهم حيوانات محتجزة في قفص) .هذه الطباع الحادة تعود عليهم بمشاكل جمة يحاول الاف بي اي تداركها ، لكن جيوفاني بدأ مؤخراً في كتابة مذكراته رغم تحذيرات الاف بي اي له .
العائلة الخطرة تحاول الاندماج بالمجتمع الفرنسي المحلي فتنظم لاهل البلدة حفلة عشاء وهكذا كل فرد من العائلة يحاول الاندماج فالاب يصادق الجيران على انه كاتب ويحاول اصلاح الماء الملوث الذي يصل للمدينة بسبب احد المصانع وهو ينجح في ذلك بعد ممارسة هوايته في ضرب وتعذيب مدير المصنع الذي يخبره بالسبب الحقيقي وراء تلوث المياه، اما الابنة فتنخرط في قصة حب مدرسها الذي يفجع قلبها في نهاية القصة، والابن يستطيع يندمج مع زملائه حتى انه يكتب في صحيفة المدرسة مقالا بالانجليزية يقتبس فيه مقولة مشهورة لزعيم عصابة المافيا الذي يبحث عنهم في كل مكان.
وبطريقة درامية أشبه بالصدفة المصنوعة تذهب الصحيفة إلى يد زعيم العصابة في السجن ليقرأ مقولته التي اعتاد ان يقولها فيعرف ان احد افراد العائلة من كتبها وهكذا يخبر اصدقاءه وتابعيه بمكان اسرة جيوفاني في فرنسا، فيذهبون له ليصفوه ولكنهم يفشلون في ذلك بعد تكاتف الاسرة كلها من الامة إلى الابنة والولد في مواجهة العصابة حتى يتخلصوا منهم جميعاً ويبدأون رحلة جديدة للتخفي مع عميل السى اى ايه ( تومي لي).

الاخراج

استطاع المخرج لوك بيسون وهو الذي شارك في كتابة الفيلم ايضا ان يحافظ على الايقاع الكوميدي للفيلم حتى منتصفه تقريبا مع جرعة الاكشن والقتال والتي جاء بعضها مقززاً بلا داع. ولم تظهر بصمات اخراجية مميزة في الفيلم لبيسون الذي من المفترض انه يستطيع ان يقدم افضل من ذلك بكثير خاصة وان الفيلم حوى الفاظا ومشاهد عنف لا تليق.
الأداء
روبرت دي نيرو هذا الممثل، الحائز جائزة أوسكار هو بلا شك احد قامات هوليود الكبار والذي يقبل على أعماله الجمهور بكثافة بغض النظر عن جودتها أو قيمتها الفنية أو الأدبية. وقد سبق أن قدم دى نيرو فيلمين يسخران من عالم المافيا هما Analyze This 1999 وَAnalyze That 2002 وأدى فيهما شخصية زعيم مافيا يلجأ لطبيب نفسي ليصف له مشاعره أثناء قيامه بأعماله الإجرامية. كما عُرف دي نيرو بأدواره في أفلام المافيا الشهيرة (العراب2) و(شوارع دنيئة) و(رفقة طيبون). لكن دوره في هذا الفيلم لم يضف إلى تاريخيه كثيراً فهو لن يكون علامة مميزة في سجله ورغم ذلك كان الاداء الكوميدي له جيداً إلى حد ما. وفي العموم فإن الفيلم رغم قمته الفنية المتواضعة الا انه يعتبر فيلما مسليًّا.
حصل فيلم (The Family) على تقييم (6.4) من اصل (10) نقاط على موقع قاعدة الافلام العالمي (imdb) وهو من اخراج وسيناريو لوك بيسون، وينتمى الفيلم الى نوعية افلام (الكوميديا والدرما والتشويق) ومدته (111) دقيقة، وبلغت ميزانيته (30) مليون دولار.