الى روح أبي ..

أشتاق الى معنى الحروف
أتشمم ريحها
أحاول تركيبها
مرات ومرّات
عبثا أتقفّى تعاريج الكتابة والنقاط
عبثا ألاحق خطوطها أحاول ترتيبها
فلا تشكّل في ذهني الكلمات !
أتلمّس خشب الرفوف
كالفراشة الفّ حولها وأطوف
ألامس أوراقي وفي شوق أعانق كتبي
أجوس خلالها،
أهيم في ثناياها ، أتحسس السطور والصفحات
فلاأرى غير ظلال
وبعض مما ألاحق خيالات
تهرب من أفقي المعاني
وتطول اليها المسافات
فأهرب من جحود دفاتري
أتركها حينا للكتابة، للدّواة
ماذا تراني بها فاعل؟ لاأدري
عبثا أحاول
لا شيء يخرج من بين أناملي
نسيت الحبر كيف يجود به قلمي
غاضت منه الحروف
وكأنما هي خطّت بماء
وهذي الوجوه كما كتبي..
كما حروف الأبجدية
تغور من ذاكرتي
في الحين..في لجظات
أهو خيالي أم هي ظنوني
كأن لاأحد اليوم يعرفني
كأن لاشيء اليوم اعرفه
فكل ما حولي أشلاء
حروف وأشياء
لا أقوى على تشكيلها القسمات
وكذا الوجوه التي كانت
باتت كلها، أشباه رفات
ومن حولي وجوه وعيون حانيات
من حولي دفئ غريب و ابتسامات
الى من هي الابتسامات؟
الى المجهول الذي صرت؟
أسأل ولا تأتي الاجابات
يعوزني الفهم وكلّي انصات
كأنما المعنى تفصّى من الكلمات
أخطاء كلها قراءاتي
سكت المعنى من الأشياء
فمن يجيرني من هذا السكات؟
وحيدا بت مع ذاتي
فهل أستجير بذاتي من ذاتي!
ومن يفهم حيرتي
و يوقظ عقلي من هذا السبات
الى أين؟ كثرت أمامي الوجهات
الى ذكرى سنين خلت؟
وما الذكرى..ومالذكريات؟
وهل يستجير الحيّ بالأموات!
الى آت أولي وجهي شطره؟ وما الآت؟
ملّ سؤالي مني ومني ملّ من حولي
تعب المسؤول من السؤال
وأتعبني حتى أشكله السؤال
تعب النطق مني وأتعبني
فهم الاجابات
أهذي حياة أم هو ممات قبل الممات ؟

ربيع البنوري
شاعر تونسي مقيم في السلطنة.