يتناول أشرعة في عدده اليوم عددا من المواضيع الثقافية والفكرية، ويقدم نماذج متميزة من الآداب المتنوعة بين الشعر والقصة والحوار، وفي هذا العدد يقدم الزميل علي بن صالح السليمي قراءة في ملتقى "المبرد الأزدي" الذي اقيم مؤخرا في جامعة آل البيت الأردنية تأكيداً على الحوار والانفتاح على ثقافات الأمم والشعوب العربية والإسلامية وعلى توطيد وتعميق العلاقات بين السلطنة والأردن، ومن اجل توفير الإطار العلمي للتقارب بين اتباع المذاهب الإسلامية وتعزيز نهج الحوار مع أهل العلم والمعرفة في شتى المجالات، حيث تقوم وحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت الاردنية على استذكار المبدِعين ذوي الأصول العُمانية في شتى ميادين الحضارة العربية الإسلامية قديما وحديثا، حيث تنظم الوحدة بالتعاون مع سفارة السلطنة في الاردن ملتقى علمي سنوي منذ انطلاقته في ابريل عام 2001م.
وقد تم في الملتقى العلمي الدولي العاشر لهذا العام ـ الذي تم تنظيمه خلال الفترة من 15 إلى 16 ابريل الماضي وبمشاركة أكثر من 80 عالما وباحثا من مختلف أنحاء العالم ـ اختيار شخصية علمية في الدراسات اللغويّة والأدبية والنقدية والبلاغية والتأريخية في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وهي شخصية إمام نحاة البصرة في عصره (أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي العُماني ـ البصري النشأة والإبداع)..وضمن البحوث والأوراق التي قدمت في هذا الملتقى .. بحث حول أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية عند أبي العباس المبرد للباحث الدكتور راشد بن حمد بن هاشل الحسيني ـ الأستاذ المشارك في كلية العلوم التطبيقية بنزوى .
وفي الجانب المسرحي تتناول الكاتبة والباحثة المسرحية عزة القصابية قراءة في عروض مهرجان جامعة صحار المسرحي الثاني حيث تتناول خمسة عروض لجماعة المسرح، والتي تنافست للحصول على المراكز المتقدمة ، وفي هذا العدد تستعرض مسرحيتي "نهاية الصعود" ، و"قناع واحد لا يكفي" والتي تفاوتت في رصد رؤيتها الإخراجية وتوجهاتها الفكرية والاجتماعية، دون التطرق لنتائج المسابقة، كون هذه التجارب المسرحية المقدمة، ما هي إلا خلاصة جهود متواصلة لفريق العمل الفني يستحق المتابعة.
ويواصل الباحث فهد بن محمود الرحبي تقديم بحثه "النخلة في الثقافة العُمانية" بعدما تناول في أجزاء سابقة "النخلة في الثقافة العربية" حيث يشير "الباحث إلى ان النخلة شكلت حجر الزاوية في الحياة العمانية قديما وحديثا كونها الشجرة الأكثر تفاعلا بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع الحياة اليومية والعادات والتقاليد الاجتماعية بل شكلت موروثا حضاريا وثقافيا وتراثيا فهي رفيقة حياة الانسان العماني وشاغلة وقته ومصدر رزقه وهي غذاؤه وظله عن الهجير، وأن كثيرا من العادات الاجتماعية والاقتصادية خاصة في موسم الجداد والتبسيل لا تزال مستمرة وراسخة في المجتمع إلى يومنا هذا يتشارك فيه جميع أفراد الأسرة العُمانية، ويصاحب العمل أهازيج وأناشيد تراثية جميلة تستنهض الشباب المشاركين والعمال على العمل وإتقانه والاستمرار في خدمة ورعاية النخلة والاهتمام بإنتاجها كي تبقى النخلة رمزا للوفاء والعطاء والغذاء الدائم للأسرة العمانية. كذلك عرف عن الانسان العماني استفادته من كل اجزاء النخلة (الجذع والجريد والخوص والتمر والنوى وغيرها)، ومن خلال هذا الارتباط بالنخلة تمكن من إنتاج صناعات تقليدية متميزة وهذا دليل على الارتباط الوثيق بين العماني وأرضه المعطاء. ومن خلال هذه الدراسة المبسطة سنحاول التركز على المحاور التالية: العادات والتقاليد العُمانية المرتبطة بالنخلة، والأهازيج الشعبية والصناعات التقليدية.
وفي العدد الكثير من المواضيع الأدبية المتنوعة والأعمدة الثابتة لعدد من الكتاب المبدعين من السلطنة وخارجها.