بعد أن نُظّم في 100 مدينة بـ 30 دولة

يواصل معرض (رسالة الإسلام) جولاته في مختلف دول العالم من أجل نشر وتعزيز ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والثقافات والشعوب حيث انطلقت في بروناي دار السلام فعاليات المعرض برعاية معالي فيهين داتؤ الحاج بدر الدين بن عثمان وزير الشؤون الدينية وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين يعكس عمق العلاقات القوية بين البلدين وذلك في العاصمة البروناوية بندر سري بكاوان.
يأتي المعرض في سياق الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر القيم الإنسانية الرفيعة، وإيصال رسالة السلام في العالم، وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف، ليكون صوت (رسالة السلام) رداً على كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام.
بدأ حفل الافتتاح بكلمة السلطنة ألقاها سعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري ـ سفير السلطنة المعتمد لدى بروناي دار السلام، أشار خلالها الى أن المعرض يقام بالتزامن مع إحتفال السفارة بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، وبمناسبة مرور اثنين وثلاثين عاماً على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وبروناي.
واوضح سعادته بأن استضافة هذا المعرض خير دليلٍ على العلاقة المزدهرة والتعاون المثمر بين وزارة الشؤون الدينية في بروناي ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة منذ التوقيع على مذكرة تفاهم بين الوزارتين في العام 1996م والتي تم تجديدها لاحقا ً في العام 2012م.
وأضاف سعادته: إن هذا المعرض الذي نُظم في أكثر من 100 مدينة بـ 30 دولة، قد أتى في الوقت المناسب، حيث تنتشر أعمال العنف والتطرف في أجزاء معينة من العالم، وبالتالي فإن الحاجة إلى التسامح والتفاهم والتعايش ملحة جدا ً.
كما ألقى معالي فيهين داتؤ الحاج بدر الدين بن عثمان وزير الشؤون الدينية البروناوي راعي الحفل كلمة قال فيها: إنه من دواعي السرور أن يصل معرض رسالة الإسلام من سلطنة عمان إلى سلطنة بروناي، وأن يتعرف الجمهور البروناوي على الجهود التي تقوم بها سلطنة عمان في نشر ثقافة التسامح والتفاهم والتعايش بين شعوب العالم.
وأكد معاليه قائلاً: إن سلطنة بروناي فخورة باستضافة المعرض، وهو أرضية لنشر الدعوة كما هو أرضية لمزيد من التعاون الثنائي بين البلدين، مؤكداً ثقته أنه سيكون نبعاً مستمراً من الفعاليات الثقافية بين الجانبين.
وضمن فعاليات المعرض ألقى الشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري محاضرة قال فيها: إن رحمة الإسلام تنبع من صميم تشريعاته عقيدة وعملاً، كما أنه يكرم الإنسان ويجعل لنفسه حرمة عظيمة، ويعطي عقله مجالاً واسعاً للتفكير، فضلاً عن حرية اختياره لأفعاله، من هنا عدّه مسؤولاً عن تصرفاته، يحاسب عليها ثَوَاباً وعقاباً، فلا غرو أن ينشأ المسلم على فكر التسامح بل التعايش مع الآخر فالناس عبيد الله هو الذي يحكم بينهم يوم القيامة، أما في الدنيا فهم أمناء على أنفسهم فيقبل منهم ظاهرهم، ويوكل باطنهم إلى مولاهم اللهم إلا أن يضروا أنفسهم أو غيرهم.
ولقد أكرم الله العمانيين بفهم سليم للدين مع حسن تطبيق لتعاليمه بمنه وفضله، فكانوا من الدعاة الناجحين للإسلام في آسيا وأفريقيا بحسن أخلاقهم، كما شهد لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك، وتساعدهم على ذلك علاقاتهم التجارية في البر والبحر حتى وصلوا أقصى الشرق والغرب، فدخل الناس على أيديهم في دين الله أفواجاً.
٥٠ لوحة تلخص رسالة الإسلام من عُمان
اشتمل المعرض على خمسين لوحة لمعرض رسالة الإسلام باللغة الإنجليزية معبرة عن أوجه الحياة العامة في السلطنة وما شهدته من نهضة حديثة وتطور مستمر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه، كما اشتمل المعرض على لوحات من الفن التشكيلي العماني والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف العمانية وملامح الحياة العامة في السلطنة ماضياً وحاضراً.
(فن الظلال)
واشتمل المعرض الذي يقام في واحد من أهم المتاحف في جنوب إفريقيا على لوحات من (فن الظلال) والذي يقدم للجمهور قيماً روحية بالدمج بين عدد من الفنون، كفن الخط العربي والزخرفة وعامل الضوء، اذ تشكل في مجموعها لوحة فنية معبرة، وقدم المشروع اربع لوحات مستمدة من الدعاء والسلام والأخلاق.
رسائل إيجابية من عُمان للعالم
كما اشتمل المعرض على (رسائل عالمية) وهو حملة إعلامية عالمية تهدف الى نشر ثقافة التعايش والسلام والتسامح والوئام عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بمختلف اللغات.
وتمثلت الحملة المصاحبة للمعرض عبارة:"افعل شيئا من اجل التسامح" والتي تهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط الذي هي فيه.
وجاء اختيار هذا الشعار إيماناً بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام مع مناسبة هذا الشعار للأفراد في محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.
افعل شيئاً من أجل التسامح
كما تم خلال الافتتاح إطلاق حملة :(افعل شيئا من اجل التسامح) (Act For Tolerance # ) لجمع اكبر عدد ممكن من المشاركات في هذا الإطار تعزيزا لنشر ثقافة التعايش بين قطاعات الشباب والفتيات في كل دول العالم .
إصدارات عمانية لتعزيز التواصل الحضاري
كما أقيم على هامش المعرض عرض بعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضاري وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية بالإضافة إلى استعراض عدد من صور الكتب العمانية المتعلقة ببعض المعارف الدقيقة كعلم الفلك وعلم البحار وعلم الطب .. وغيرها، وذلك من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين في السياق العالمي للمعرفة والثقافة والعلوم.
معرض (رسالة الإسلام): رحلة حول العالم
الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام من عُمان) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام ٢٠١٠م وزار أكثر من ثلاثين دولة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان:(التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام من سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.
انطباعات المشاركين
قال المشارك المنشد أنور بن سالم بن حمود العاصمي: إن مشاركته في المعرض تعتبر مشاركة مهمة جداً في محطة دولية مهمة وايضاً لتوصيل رسالة كبيرة تبعثها هذه الفعالية للعالم في نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام والأمن في العالم لذلك اعتبرها انا كمنشد من السلطنة إضافة جديدة للإنشاد في عُمان.
الخطاطة أسماء بنت خميس بن سالم التمتمية قالت: تجربتي من خلال معرض رسالة الإسلام في بروناي أن الاهتمام كبير جداً من قبل الحضور وأبدوا أعجابهم بجمالية الخط العربي وكان أغلبهم لديه الاهتمام البالغ بمعرفة الأدوات المستخدمة ومصدرها والبعض كان لديه إلمام حتى بأنواع الخطوط العربية.
أحمد بن سالم الراجحي قال: إن مشاركة وزارة التربية والتعليم كانت ممثلة في دائرة التربية الإسلامية بالمديرية العامة لتطوير المناهج من خلال عرض نماذج من القطع التعليمية والأنشطة الدراسية التي تؤكد على مفاهيم التسامح والتعايش وتؤكد روح الوسطية التي تنتهجها السلطنة في مناهجها، وقد عرضت جميعها باللغتين العربية والإنجليزية.
أما الخطاط والفنان التشكيلي صالح الشكيلي فقال: أكد لي المشاركون والحضور لركن الخط العربي باهتمامهم بالخط العربي وتعرفت على مجموعة من خطاطي الخط العربي وهذا دليل بالاهتمام بهذا الفن الجميل وطالبت المدرسة الدولية للفنون بتقديم حلقة عمل خاصة بهذا الفن وهو الخط العربي.
وقالت الفنانة شيماء المغيرية: قدمت عرضاً بالرسم على الرمل وهذا العرض الذي قدمته في سلطنة بروناي دار السلام يمثل لوحات التسامح والتعايش والتفاهم وكيف عمان نشرت التسامح والتفاهم كرسالة ومنهج على الإنسان أن يعيشه كأسلوب حياة ليعم بذلك الخير والنفع على البشرية وتشمل عدد من اللوحات مثل علمي عُمان وسلطنة بروناي والتصافح دلالة عن التسامح والتفاهم والتعايش.