[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]

مثلما يصاب المرء بالأذى في حال جهل نوع المرض أو الفيروس الذي يصيبه ويفضي ذلك إلى عدم معرفته بنوع العلاج، فإن جهل أو خطأ الطبيب قد يتسبب بعوق شخص واحد وربما موته في حالات نادرة، لكن جهل الناس وعدم ادراكهم أن هذا السياسي وذاك المسؤول غير مؤهل لقيادة سفينة البلد ورغم معرفتهم بهذا الداء الخطير إلا أنهم يسارعون لاختياره بل ويمجدونه ويصنعون له المكانة والحضور، فهو أي المسؤول إما يعرف حقيقة نفسه وامكاناته وحجم الفساد الذي يمارسه في الحيز الكبير الذي يشغله، وفي هذه الحالة فإنه يسخر من الذين يصرون على اختياره ويستهزئ بهم صباح مساء، لأنه يرى فيهم الجهل والتملق وعدم ادراك الخطورة التي يتسبب بها في الكثير من المجالات، وأنه يختلف عن الطبيب في حال ارتكب اي خطأ كان – وهو نادرا ما يحدث كما قلنا- فما يتسبب به للمجتمع هذا المسؤول أو حزمة المسؤولين غير المؤهلين والذين لا يمتون بصلة للنزاهة لا من قريب ولا من بعيد، يوصف فعله وبنتائجه بالكارثي، لأن الضحايا بمئات الالاف وتصل اعداد الضحايا إلى الملايين، وأن تصدر هذا المسؤول أو حزمة المسؤولين والسياسيين غير المؤهلين والفاشلين سيتواصل لسنوات طويلة ما ينتج عنها الخراب في كل شيء، وفي حال اوغل هذا المسؤول أو السياسي وحزمة المسؤولين في سذاجته معتقدا أنه الافضل في المجتمع والاكثر نزاهة بين جميع الموجودين من كفاءات في ادارة الحكم وأنه الأكثر نزاهة من الجميع بدليل اختيار الناس له وتبجيله اينما حلّ وارتحل، فإن المصيبة تكون الأخطر والأسوأ، وأن ذلك سيفضي وبما لا يقبل الشك إلى الكوارث الحقيقية، وهذا ليس بعيدا عن نماذج سلطة واضحة ومعروفة وليست بعيدة لأن رموزها احياء يمارسون تسلطهم وسرقاتهم وانتهاكاتهم لحقوق الناس في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجميع.

لهذا فإن الحاكم المتسلط ووصول الساسي الفاشل إلى مرحلة يتحكم فيها بمصير مناطق وفئات وربما امم وشعوب يشترك بذلك اكثر من طرف، ولا يكون الذنب محصورا به شخصيا وإنما الثقل الأكبر والأوسع يتحمله المجتمع الذي يؤيد سلوكياته أو يصمت على ممارسات المتسلط والسياسي الفاسد، لأن الناس يراقبون ويفترض أنهم يصدرون الاحكام على الماسكين بالحكم والسلطة، فإذا ما اخطأ المتسلط والفاسد مرة واحدة ولم يقف الناس بوجهه فإنه سيوغل في غيه، لأنه اما أن ينظر إلى الاخرين باستصغار أي أنهم غير مؤهلين لوقفه عند حدوده أو يعتقد أن الناس ترغب بفساده وظلمه وتسلطه، وامام صمت الآخرين فإنه سيستمر ولن يتوقف عند حد على الاطلاق.
والجهل بما على الحاكم والسياسي أن يفعلوه، وعدم ادراك المواصفات الحقيقية للحاكم والسياسي ترمي المجتمعات في اتون خراب لن تتوقف تداعياته.