- أصحاب الأعمال يبحثون التبادل التجاري ويطلعون على تجارب وخبرات الشركات التركية

ابرم عدد من أصحاب الأعمال العمانيين المشاركين في معرض مواد البناء والإنشاء أمس بمدينة اسطنبول اتفاقيات مبدئية ومذكرات تفاهم لوكالات تجارية حصرية مع الشركات التركية العاملة في قطاع المقاولات والإنشاءات والمتمثلة في المواد الكهربائية والأبواب والعوازل الأرضية والآلات والمعدات الخرسانية، بالإضافة إلى المواد المستخدمة في بناء المطابخ.
واطلع الوفد على حجم الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع المقاولات والإنشاءات وبحث تعزيز التعاون وزيادة التبادل التجاري في هذا المجال خاصة صناعة الحديد من خلال إقامة شراكات اقتصادية، تحقق الأهداف المنشودة.
استعراض الوفد خلال اللقاءات الثنائية التي عقدت في فندق واو اسطنبول أهم المنتجات والخدمات والسلع التي تقدمها الشركات التركية ذات الجودة العالية، والاطلاع على خبرات وتجارب مجالات عمل الوفد التجاري العماني، والأعمال التي تقدمها الشركات التركية في الدول العربية والخليجية.
وتشارك غرفة تجارة وصناعة عمان في معرض مواد البناء والإنشاء، المقام في أرض المعارض والمؤتمرات "توياب" بمدينة اسطنبول بتركيا، بوفد تجاري يضم 11 عضوا من الرؤساء التنفيذين وممثلي الشركات العمانية المتخصصة في أنشطة المقاولات والبناء من مختلف محافظات السلطنة برئاسة الشيخ سالم بن سليم بن صالح الجنيبي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس فرع الغرفة بمحافظة الوسطى رئيس لجنة النقل بالغرفة، وذلك برعاية ودعم من قبل الغرفة، وبالتعاون مع سفارة تركيا في مسقط (مكتب المستشار التجاري) ووزارة الاقتصاد في تركيا ويستمر المعرض حتى 7 مايو الجاري.
استعراض تطورات صناعة مواد البناء
وقال الشيخ سالم الجنيبي رئيس وفد أصحاب الأعمال أن زيارة الوفد تأتي في إطار الحرص على التواجد والتعاون مع كافة الجهات والشركات في السوق التركي وذلك من خلال استعراض التطورات التي شهدتها صناعة مواد البناء في الآونة الأخيرة سعياً للاستفادة من الأعمال التنافسية التي تميز تركيا مشيراً إلى ان زيارة مثل هذه الوفود يمكن ان تؤدي إلى مضاعفة حجم المبادلات التجارية بين البلدين والتي سجلت بالفعل زيادات متتالية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين السلطنة وتركيا خلال العام 2012 ما مجموعه 80 مليونا و881 ألفا و403 ريالات عمانية ، منها 24 مليونا و101 ألف و733 ريالا عمانيا عبارة عن سلع تصدرها السلطنة إلى تركيا وتتمثل في منتجات الميثانول وبولي بروبيلين ولوازم ومواسير وأنابيب وجرافات وأسلاك من الألومنيوم وأجزاء للمركبات وسيارات قلابة وبلدوزرات وخلاطات للخرسانة وواقيات الصدمات للسيارات، أما الـ 56 مليونا و779 ألفا و670 ريالا عمانيا فهي عبارة عن الصادرات التركية إلى السلطنة، وتشتمل على منشآت ومنتجات من الحديد وأبراج وصوارٍ شبه حديدية واطارات وقمح ومواسير وأنابيب ولوحات توزيع كهربائية وهريس البندورة وأحجار ورخام.
موقع السلطنة الاستراتيجي
وأكد البادي على أهمية الموقع الاستراتيجي الذي تحتله السلطنة ودورها الرائد في تقديم كافة التسهيلات اللازمة وتعزيز الاستثمارات الخارجية وخصوصاً للدول النامية وفتح أسواق جديدة، ،مشيرا إلى أن الاستقرار السياسي الذي تنعم به والتطور الاقتصادي بمكنها من استقطاب العديد من الاستثمارات الدولية، وقال لقد تم التعريف خلال اللقاء الثنائي بالفرص الاستثمارية والمشاريع العملاقة في المنطقة الاقتصادية بالدقم، وقد أبدى أصحاب الأعمال التركيين الرغبة الأكيدة في عملية الاستثمار في المنطقة.
وذكر ان تركيا أضحت قوة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا، وأن التجار العمانيين يستوردون من تركيا مختلف أنواع مواد البناء سواء الحديد أو الأسمنت أو السيراميك أو غيرهما من مواد البناء الأخرى، وأشاد بقطاع المقاولات التركي الذي أصبح مشهودا له في العالم بالكفاءة والخبرة، حيث احتلت شركات المقاولات التركية المركز الثاني بعد الصين في هذا المجال.
وأضاف في سياق حديثه ، لقد حققت غرفة تجارة وصناعة عمان إنجازات واضحة في جميع المجالات وقد تبوأت مكانة عالمية مرموقة بين الدول المتقدمة وقامت بحضور وتنظيم فعاليات ومؤتمرات عالمية كبيرة، وتسير غرفة تجارة وصناعة عمان ضمن مبادرة (شاركنا لنرتقي) الوفود التجارية الى دول العالم خلال هذه الفترة من أجل التعريف بالفرص الاستثمارية وكسب الخبرات اللازمة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
اسطنبول قطبا اقتصاديا
من جهته أكد الشيخ علي بن مسلم البادي عضو مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة رئيس اللجنة الاقتصادية ، رئيس مجلس إدارة مجموعة الشاطئ الهادي للتجارة والمقاولات على الإمكانيات والمؤهلات الاقتصادية والاجتماعية التي تتوافر في مدينة اسطنبول باعتبارها تشكل قطبا اقتصاديا مهما خاصة في قطاعات الصناعة وخاصة في مجال الإنشاءات .
وأضاف أستعراض خلال اللقاء الذي جمعهم مع نظرائهم الاتراك مختلف المؤهلات الاستثمارية وبحث وربط علاقات تعاون وشراكة بين الجانبين٬ مضيفا أن السلطنة وتركيا يتوفران على إمكانيات واعدة لتكثيف علاقات التعاون والشراكة بينهما، حيث ان القطاع الخاص التركي فاعل جدا ولديه مبادرات جسورة وواعدة ، كما وان طموحنا إلى وجود تعاون وشراكات اقتصادية وهي محل اهتمام وتقدير من القطاع الخاص العماني، ووجودنا في تركيا للاستفادة من خبرات تركيا ذات الفكر الاقتصادي الواعد جدا ، وبالفعل لقد رأينا خصائص على واقع الأرض.
وقال البادي إن إقامة شراكات وتحالفات مع شركاء أجانب وشركات عالمية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا ضرورية حاليا، فالسلطنة حريصة على إنجاز مشاريعها في تواريخ محددة سواء شارك فيها القطاع الخاص المحلي أم لم يشارك ، داعيا أصحاب الأعمال الى المبادرة في استغلال هذه الزيارة لإقامة شراكات تجارية، لاسيما ان الشركات التركية تمتلك خبرات كبيرة في قطاع المقاولات والإنشاءات.
إبرام اتفاقية الأبواب
واشار ناصر بن سيف الشبيبي عضو مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الشرقية رئيس لجنة الخدمات ، المدير التنفيذي لشركة الميّسر للخدمات التجارية إلى أنه قام بإبرام اتفاقية مبدئية مع إحدى الشركات التركية ليكون وكيلا حصريا للأبواب، موضحا أهمية مثل هذه المشاركات الخارجية التي تفتح المجال للتعرف على الفرص والمشاريع وأتاحت المشاركة في معرض مواد البناء والإنشاء وما يصاحبه من فعاليات التعرف عن قرب على المنتجات التركية وإيجاد شركاء من الجانب التركي لا سيما وان تركيا تشهد تطورا كبيرا في مجال المنتجات والتقنيات في مختلف المجالات خاصة في قطاع المقاولات والإنشاءات ودعا الى تنظيم زيارات متبادلة للوفود التجارية وتكثيف تلك الزيارات خلال الفترة المقبلة .
فرص تطوير الأعمال
وقال أحمد بن محمد الشحي صاحب شركة أبناء محمد حريب للتجارة والمقاولات والشمعدان للتجارة عضو في الوفد التجاري توجد الكثير من الفرص لتطوير الأعمال بين الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص العماني ونظيراتها في الجانب التركي مضيفا الى ان المعرض يتيح لنا المجال للتعرف على المنتجات التركية والتي من خلالها نستطيع التواصل مع أصحاب الأعمال التركيين والتوصل معهم الى اتفاقات تجارية واستثمارية مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة زيادة الاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح مكتوم بن راشد المقبالي عضو مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة رئيس لجنة النقل ، صاحب شركة مكتوم للمقاولات بان المشاركة في مثل هذه الفعاليات تفسح المجال لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتطوير خبراتهم وقدراتهم الذاتية لادارة أعمالهم وتطويرها والولوج الى الاسواق الاقليمية والعالمية والسوق التركية على وجه الخصوص موضحا بان السوق التركي مشجع ويوفر الكثير من الفرص في المجالات المختلفة مطالبا أصحاب الأعمال الشباب للمشاركة في مثل هذه المعارض والمؤتمرات والسعي لتطوير أعمالهم ومنتجاتهم بالاستفاده من الخبرات والتقنيات المتجددة في السوق الاقليمي والعالمي .
أهمية اللقاءات
وبين خليفة بن سلطان الجابري عضو مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة رئيس لجنة الصناعة صاحب شركة مزون الفلج للتجارة والمقاولات اهمية مثل هذه اللقاءات التي تفتح المجال للحوار والنقاش بين أصحاب والأعمال عن قرب والتعرف على المنتجات والسلع التي يتم تصنيعها من أجل ايجاد شراكات حقيقة، بالاضافة الى بحث افاق التعاون الاستثماري في شتى المجالات الاقتصادية الخدمية منها والانتاجية والاستفادة من التسهيلات والحوافز الاستثمارية، مشيرا إلى أنه تعرف على عدد كبير من الشركات والمصانع التركية في قطاع المقاولات والإنشاءات، وقام بعقد مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات المصنعة للمواد المستخدمة في بناء المطابخ.
وتأتي هذه المشاركة ضمن مبادرة (شاركنا لنرتقي) التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة عمان في وقت سابق في إطار مبادرات العام الجاري التي تستهدف تشجيع المنتج المحلي ودعم القطاع الخاص، بالاضافة إلى تعزيز دورها الريادي المتمثل بدعم مؤسسات القطاع الخاص، وتحديداً المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإشراكها في مثل هذه الزيارات، بجانب العمل على تطوير أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة، وإتاحة الفرصة أمام مؤسسات القطاع الخاص المختلفة للاطلاع على التطور الاقتصادي الذي تشهده هذه الدول، وإيجاد شراكات مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
أهداف المشاركة
وتهدف مشاركة السلطنة في معرض مواد البناء والإنشاء إلى الاطلاع على أحدث المنتجات والمعدات التي تقدمها الشركات المتخصصة في القطاع ، كما يتخلل زيارة الوفد إجراء لقاءات ثنائية، وعقد صفقات استثمارية مع الشركات التركية، ويحظى المعرض بمشاركة تركية وعربية واسعة، ويتيح فرصة للحصول على وكالات تجارية، كما أنه محطة للاطلاع على الفرص الاستثمارية وعلى المشاريع المتعلقة في قطاع المقاولات، وتبادل الخبرات بين الجانبين.
كما يهدف المعرض التخصصي إلى التفاعل مع الفرص المتاحة والعروض التي يحتاجها أصحاب الأعمال في مجال البناء والمقاولات في قالب اقتصادي استثماري.‏
جولة سياحية
وعلى هامش الزيارة قام أعضاء الوفد التجاري بجولة سياحية أمس الأول بين أرجاء العاصمة الاقتصادية التركية اسطنبول الرائعة التي تمتاز بتراثها العريق والأماكن السياحية والأسواق التقليدية والاطلاع على أهم المعالم الحضارية والتاريخية في اسطنبول، من بينها سور المدينة السابع والجامع الأزرق والسوق المصري وكذلك الأسواق الأخرى بالاضافة إلى منطقة آمنون، كما قام الوفد بجولة سياحية بحرية على متن إحدى العبارات ، وخلال الرحلة تم تبادل الأحاديث مع الركاب من مختلف الدول العالم الذين أكدوا ان السلطنة تتمتع بالسياحة الطبيعية البكر الخلابة ، وانها تواكب التطور الاقتصادي في المنطقة.