ـ " تماسك و تكامل وتكيف و تقدير و تواصل و نصل إليك " برامج تهدف إلى مناقشة وإيجاد الحلول اللازمة لبعض القضايا والظواهر الاجتماعية

تغطية ـ جميلة الجهورية :
احتفلت أمس وزارة التنمية الاجتماعية بتكريم عدد من شركات ومؤسسات القطاع الخاص التي ساهمت في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية وبعض الفعاليات التي تخص الوزارة والمجتمع ، وتكريم المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الذين ساهموا في إبراز أنشطة الوزارة ودعمهم لتلك البرامج الاجتماعية المختلفة وذلك في الاحتفالية التي أقامتها بقاعة مجان بفندق قصر البستان تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز وبحضور صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد ومعالي الشيخ محمد بن سعّيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من اصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين بالوزارة .
وقد بدأ الحفل بكلمة ألقاها خلفان بن حارب الجابري مدير عام التخطيط والدراسات قال فيها : وزارة التنمية الاجتماعية تعمل منذ إنشائها على النهوض بالعمل الاجتماعي في السلطنة ومن خلال الاختصاصات المنوطة بها تقوم بتقديم خدماتها لشرائح المجتمع المختلفة ، ففي جانب الرعاية الاجتماعية تقدم الوزارة عددا̋ من الخدمات للفئات المحتاجة للدعم، كبرنامج الضمان الاجتماعي والمساعدات ، والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الاعاقة والمسنين ، ورعاية الاحداث ، وتشير الإحصاءات إلى أن مظلة الضمان الاجتماعي قد شملت في نهاية عام 2013م ما نسبته (3,8 % ) من إجمالي المواطنين وبلغ إجمالي معاشاتهم خلال نفس العام ما يقارب (130) مليون ريال عماني .
وفيما يتعلق بالجانب التنموي ، ومن خلال فلسفة الوزارة القائمة على أن العمل الاجتماعي يجب ألا يقتصر على تقديم الرعاية فقط ، وإنما يجب العمل على إيجاد برامج لتمكين الأفراد والأسر من الاعتماد على أنفسهم والإسهام في عجلة التنمية ويصبحون ضمن القدرات الإنتاجية الفاعلة بالمجتمع ، فقد أولت الوزارة اهتماما كبيرا بهذا الجانب من خلال تنمية وتمكين الأسرة ،والمرأة والطفولة وتقديم برامج الإرشاد والاستشارات الاسرية.
ونظرا لأهمية وجود دور فاعل لمؤسسات المجتمع المدني في دفع عجلة التنمية ، فقد عملت الوزارة بشكل فاعل مع هذه الجمعيات سواء من خلال بناء قدرات القائمين عليها أو توفير بعض احتياجاتها لتتمكن من أداء رسالتها المأمول منها على أكمل وجه وقد بلغ عدد جمعيات المرأة العمانية مع نهاية عام 2013م (56) جمعية ، وبلغ عدد الجمعيات المهنية (26) جمعية و (25) جمعية خيرية ، ووصل عدد أندية الجاليات (15) ناديا وفرعا .
وأضاف أن تسارع عجلة التنمية وما أفرزته من تغيير في انماط الحياه وظهور بعض الظواهر والسلوكيات السلبية ، فقد كان لزاما إيجاد الوسائل الوقائية للحد من انتشار هذه السلوكيات بالمجتمع ، ولهذا فإن الوزارة تقوم بإعداد خطط سنوية تشمل برامج موجهة للمجتمع وتهدف لتعزيز القيم الأصيلة للمجتمع العماني ، وكذلك لمواجهة العادات والسلوكيات السلبية وذلك بالتعاون مع مختلف المؤسسات المعنية ، وتستهدف هذه البرامج التماسك الأسري لتمكين الأسر وجعلها مساهمة ومشاركة في عملية التنمية ، كما تستهدف تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في خدمة المجتمع ، وتستهدف بعض البرامج بعض الفئات الخاصة كذوي الاعاقة والمسنين ، كما تسعى بعض البرامج لنشر الوعي الاجتماعي والتنموي بين مختلف شرائح المجتمع ، ولتفعيل هذا الجانب ، ولقياس اثر هذه البرامج وفاعليتها وتطويرها مستقبلا ، فقد أقرت الوزارة أن تكون خططها السنوية شاملة لخمسة محاور رئيسية ،تندرج تحتها كافة البرامج وهي ( تماسك ، تقدير ، تكيف ، تكامل ، تواصل ) وتابع في كلمته قائلاً ومن ضمن خطط الوزارة السنوية طرح برامج ومشاريع لمؤسسات القطاع الخاص بغية تمويلها وذلك انطلاقا من واقع المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص تجاه المجتمع . وقد انشأت الوزارة دائرة تحت مسمى ( دائرة الاستثمار والدعم الاجتماعي ) لتسويق برامج الوزارة لمؤسسات القطاع الخاص وإيجاد شراكة تهدف لخدمة المجتمع .
تدشين برامج جديدة
من ناحية أخرى دشنت وزارة التنمية الاجتماعية برامجها في المسؤولية الاجتماعية والتي تأتي في إطار اهتمامها بتطوير برامجها وآليات عملها ومسايرة نمو وتقدم المجتمع وما يتطلبه النمو السكاني من رعاية وخدمات وتنمية ، حيث تم استحداث تلك البرامج التي تم الكشف عنها وهي (تماسك ، تكامل ، تكيف ، تقدير ، تواصل ، نصل إليك) لتدخل ضمن خططها السنوية وكان لتلك البرامج دورا مسبقاً من خلال التطرق للعديد من القضايا والبرامج الاجتماعية ، لكن إطلاقها بصورتها الحديثة سيكون لها الشأن الأكبر والتفاعل عن قرب بالمجتمع لتكون مكملة للبرامج الأخرى التي تقوم بها الوزارة بهدف تقديم أفضل الرعاية والخدمات في المجتمع.
وكان أول تلك البرامج التي تم الكشف عنها هو برنامج (تماسك) الذي يهدف إلى الترابط الاسري والمجتمعي المبني على أسس وقواعد قوامها القيم والاخلاق والتعاون المشترك في مختلف الجوانب الحياتية والتي يأتي من ضمنها الارشاد الزواجي الذي يعتبر منهجا علميا جديد يتطلب تطبيقه قبل الشروع في عملية الزواج حيث إن الزواج هو بداية لتكوين وإنشاء أسرة قوية مترابطة ومتماسكه وقادرة على العمل والانتاج وتساهم في صناعة الحياة ، من خلال رؤية الوزارة في بناء أسرة سليمة ومتماسكة ، وتحقيق الترابط والتعاون والتماسك الأسري ، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفس للأسر التي تعاني من مشكلات اجتماعية ونفسية ، وتمكين المرأة في الجوانب التنموية والاجتماعية والاقتصادية والعمل على تنشئة الطفل التنشئة الصالحة وضمان حقوقه الشرعية والقانونية وتوفير الحماية الأسرية للحالات المعرضة للإساءة بمختلف أنواعها.
أما البرنامج الثاني وهو (تكامل) ويقصد به العلاقة المنظمة ما بين وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ، وذلك لتحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية وتكامل الأدوار بين مختلف القطاعات ذات العلاقة بهدف تنمية المجتمع في إطار التنمية الشاملة ، وذلك من خلال رؤية الوزارة في بناء شراكة مجتمعية فاعلة ، حيث يساهم هذا البرنامج في تعزيز التعاون والشراكة بين القطاع الحكومي والأهلي ، وتوحيد وتنظيم جهود مؤسسات المجتمع المدني ، وتشجيع المبادرات والأعمال التطوعية بين مختلف القطاعات والمجتمع ، وتنمية وتطوير عضوات جمعيات المرأة العمانية من خلال البرامج التأهيلية والتدريبية التخصصية ، ونشر الوعي الاجتماعي والتنموي لأفراد المجتمع من خلال الجمعيات التطوعية.
فيما ركز برنامج (تكيف) على تقديم الرعاية اللاحقة والمناسبة لنوع من الحالات والافراد الذين قضوا فترة طويلة في الحجز أو السجن وتم إخلاء سبيلهم وأيضا الحالات التي تعرضت للإدمان الناتج عن تناول المخدرات والمؤثرات العقلية . وذلك بهدف إعادة تلك الحالات إلى وضعها الطبيعي من خلال ما يقدم لها من برامج رعائية وتنموية وتأهيلية وجعلها تتكيف في محيطها الاجتماعي والأسري ، بهدف ايجاد مجتمع متمسك بالقيم والأخلاق ، وسخدم هذا البرنامج الحالات المفرج عنها من السجون والحالات المتعافية من تعاطي المخدرات ، حيث يقدم لها الرعاية والتأهيل ، ويساهم في إعادة دمج تلك الحالات التي تعرضت لنوع من الانحراف إلى وضعها الطبيعي ، وتوعية الشباب بأهمية التمسك بالقيم والاخلاق والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي.
أما البرنامج الرابع الذي تم تدشينه وهو (تقدير) ويقصد به قيام المؤسسات ذات العلاقة الحكومية وغير الحكومية والمجتمع بتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لحالات المسنين والمعاقين حيث كانوا في منازلهم ومحيطهم العائلـي والاجتماعي . تقديراً لوضعهم الصحي والنفسي وتعويضاً على ما قدموه من جهد وبناء أثناء مسيرتهم الحياتية ، ويخدم هذا البرنامج فئة المسنين والاشخاص ذوي الاعاقة بهدف رفع مستوى الرعاية للمسنين والمعاقين وتوفير البيئة المناسبة لهم ، وتأهيل وتدريب حالات المعاقين على بعض الحرف التي تناسب وضعهم وقدراتهم ، وتقديم الخدمات والمساعدات اللازمة للمسنين والمعاقين في منازلهم ووسط أهاليهم وأسرهم ، وتدريب وتأهيل أقارب المسنين والمعاقين حول كيفية التعامل مع تلك الحالات وجعلها قادرة في الاعتماد على نفسها.
وكشف البرنامج الخامس (تواصل) عن دوره في تفعيل وتنشيط وتطوير البرامج التوعوية التي تقدمها الوزارة للمجتمع . وذلك من خلال الملتقيات والمحاضرات والندوات واللقاءات والدراسات والمشاريع والبرامج الإعلامية وغيرها الهادفة إلى توعية وتثقيف المجتمع بمختلف القضايا الاجتماعية والحياتية ، ويخدم هذا البرنامج جميع شرائح المجتمع ، وسوف يعرف المجتمع بالعمل الاجتماعي والتنموي ، وتعزيز الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع من خلال طرح قضايا اجتماعية مختلفة ، وتوعية المجتمع بالقضايا الاجتماعية لاسيما السلبية المؤثرة على الفرد والأسرة ، وحث وتشجيع المجتمع على الاعمال التطوعية والمشاركة والمساهمة في المشاريع التنموية .
• نصل إليك
كذلك تم خلال الاحتفال تدشين خدمة (نصل إليك) وهي عبارة عن استمارة الكترونية متوفرة على موقع الوزارة (www.mosd.gov.om) وتحتوي على ثلاث استمارات فرعية، تعنى الاستمارة الأولى بطلب استفسارات عن الخدمات التي تقدمها الوزارة، وتعنى الاستمارة الثانية بتقديم المقترحات من قبل المستخدمين لتحسين أو اضافة خدمة ما أو أي مقترح ينصب في مجال اختصاص الوزارة، بينما تعنى الاستمارة الثالثة بتقديم البلاغات بحيث يستطيع المستخدم الإبلاغ عن أي حالة من الحالات التي تشملها مظلة خدمات وزارة التنمية الاجتماعية، سواء كان البلاغ خاصا بمقدم الطلب أو بلاغا عن حالة من المجتمع أو كان بلاغا معنيا بظاهرة اجتماعية معينة وتهدف الوزارة من خلال هذا البرنامج إلى الوصول للمستفيدين من خدماتها بدون عناء منهم، وفتح قناة تواصل إلكترونية سهلة وفعالة للحصول على المعلومات من مصدرها، وايجاد نافذة حوارية للتواصل حول كل ما يتعلق باختصاصات وخدمات الوزارة من قبل المواطنين، بالإضافة إلى التشجيع على التكافل الاجتماعي بحيث يكون كل شخص باحث اجتماعي يسعى لخدمة مجتمعه، وتكوين قاعدة بيانات حول أهم استفسارات المستخدمين وبلاغاتهم وأكثر الخدمات المطلوبة من قبلهم لتكون مؤشرا لتحسين خدمات الوزارة، كما تهدف الوزارة إلى توفير خدمة الاستجابة السريعة بحيث يكون الرد على كل متصل خلال (48) ساعة من تقديمه للطلب، وذلك من خلال رؤيتها (معكم أينما كنتم).
• إنشاء مركز التدخل المبكر
وتخلل الحفل الاعلان عن إنشاء مركز للتدخل المبكر للأطفال ذوي الاعاقة التابع لجمعية التدخل المبكر والذي تم بين مجلس ادارة الجمعية وشركة المدينة العقارية حيث يتكون المشروع من جزءين وهو مبنى مركز علاجي وإداري وقطعة أرض استثمارية على أن تقوم الشركة بإدارة تطوير المشروع ووضع المخطط المقترح والانتهاء منه وفق متطلبات المركز.


............................................................


لكلباني :
الوزارة تسعى إلى تطوير برامجها بما يتواكب مع متطلبات المجتمع

صرح معالي الشيخ محمد بن سعّيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية بإن الوزارة تسعى إلى تطوير برامجها بما يتواكب مع متطلبات المجتمع والمتغيرات الاجتماعية ودفعت إلى إيجاد برامج سوف تساهم في اشراك المجتمع ، وتقديم أفضل الخدمات الرعائية والإرشادية والتأهيلية من خلال رؤية واضحه ورسالة هادفة تخدم العديد من الفئات ذات العلاقة بالمسؤولية الاجتماعية ، ولهذا ستجد الكثير من الجهات المعنية وذات الصلة بتلك البرامج الفرصة لتقديم أفضل الخدمات وتقوم بدورها على أكمل وجه في المجتمع.
وأعرب معاليه عن خالص شكره لمختلف الشركات والمؤسسات والبنوك التي ساهمت وتساهم بدور فاعل في تقديم الرعاية والدعم للكثير من البرامج ذات الصلة بالمسؤولية الاجتماعية بل وساهمت في حل الكثير من العضلات وكانت بالفعل شريك أساسي في برامج الاستثمار الاجتماعي التي تشرف عليها وتقدمها الوزارة ، كما اشاد أيضاً دور وسائل الاعلام المختلفة (المرئية ، المسموعة ، المقروءة) والاعلاميين الذين كانوا شركاء حقيقيون لكافة البرامج والفعاليات الخاصة بهذه الوزارة والفعاليات الأخرى الاجتماعية.


............................................................


الرمحي : برامج تلامس المجتمع عن قرب وتساهم في ايجاد الحلول لبعض الظواهر الاجتماعية

أشاد معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز بالبرامج التي أطلقتها وزارة التنمية الاجتماعية مؤكدا بأنها برامج تلامس حاجة المجتمع وسوف تساهم في نشر الوعي وايجاد الحلول لبعض الظواهر الاجتماعية ، وأصبح مجتمعنا بحاجة إلى مثل هذه البرامج الاجتماعية .
واعرب الرمحي عن شكره للمؤسسات والشركات الداعمة للعمل الاجتماعي باعتبارها شريكا أساسيا في تنمية المجتمع ومساهمة منها ضمن دورها في المسؤولية الاجتماعية وكذلك المؤسسات الإعلامية التي هي المرآة التي توصل المعلومة وتساهم في تنمية المجتمع من خلال تلك البرامج التوعوية وبث رسائل موجهة للمجتمع لمعالجة الكثير من القضايا الاجتماعية وتكريمهم اليوم سيكون له الأثر في بث المزيد من تلك البرامج.