لاجوس (نيجيريا) ـ ا.ف.ب: تستضيف نيجيريا هذا الأسبوع "المنتدى الاقتصادي لافريقيا"، في قمة وضعت تحت حراسة امنية مشددة بعد اعتداءين بالسيارة المفخخة نفذتهما جماعة بوكو حرام في العاصمة الفدرالية ابوجا.
وسيتم نشر آلاف الشرطيين والعسكريين في شوارع ابوجا لحظة وصول المشاركين في القمة التي يطلق عليها ايضا اسم منتدى "دافوس الافريقي"، وستعقد من الاربعاء الى الجمعة.
وسيشارك في المنتدى الرئيس النيجيري جودلاك جوناتان الى جانب رئيس الوزراء الصيني لي كي كيانج الذي يقوم هذا الاسبوع باول زيارة له الى افريقيا منذ توليه السلطة العام الماضي.
ومنذ الان بدات حركة السير تشهد قيودا في محيط مطاري ابوجا ولاغوس العاصمة لاقصادية ، على اثر معلومات تحدثت عن تهديدات بتنفيذ هجمات ضد فندقين فخمين في لاجوس.
وستقفل المدارس والدوائر الحكومية في العاصمة طيلة فترة انعقاد القمة.
وطغت الهواجس الامنية على المرحلة التحضيرية لمنتدى "دافوس الافريقي" الذي سيثبت، بحسب الحكومة، اجتذاب نيجيريا للمستثمرين الاجانب.
الا ان صورة نيجيريا التي شوهتها موجة العنف المتكررة التي تنسب الى جماعة بوكو حرام ، تلطخت ايضا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة بسبب اعتداءين بالسيارة المفخخة في احدى ضواحي ابوجا واسفرا عن مقتل اكثر من تسعين شخصا واصابة اكثر من 200 اخرين بجروح.
واكد نجوزي اوكونجو-يويلا وزير المالية اضافة الى نوانزي اوكيدغبي كبير المستشارين الاقتصاديين لدى الرئيس، ان سلامة المشاركين في القمة ستمثل اولوية.
واكد الرجلان على اثر اعتداء 14 ابريل ان "خطتنا الامنية ستكون اكبر عملية امنية وضعت في هذا البلد على الاطلاق من اجل قمة دولية". واضافا "في الاجمال، سينتشر اكثر من ستة الاف عنصر من القوات الامنية والشرطيين والعسكريين لتغطية منطقة مؤمنة تصل مساحتها الى 250 كيلومترا مربعا".
والمشاكل الامنية تشكل قلقا يوميا في نيجيريا حيث تدور نزاعات دامية بين طوائف في ولايات الوسط، بيما يشهد الجنوب توترات متكررة حيث يسعى السكان المحليون وراء المزيد من الاستفادة من عائدات القطاع النفطي.
كما تعد حوادث خطف الاجانب من أبرز التحديات التي توجهها أجهزة الأمن التي أعلنت أمس ان ثلاثة اجانب خطفوا في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط، فيما صرحت وزارة الخارجية الهولندية لوكالة فرانس برس انه "وردها" ان المخطوفين هولنديين.
وقال اليكس اخيغبي المتحدث باسم شرطة ولاية بايلسا ان الاجانب الثلاثة الذين خطفوا "حاولوا الدخول الى (منطقة حكومة اكيريمور المحلية) دون حراسة وتم خطفهم".
وخطف عشرات الاجانب من بينهم عاملون في قطاع النفط في منطقة دلتا النيجر المضطربة، وجرى الافراج عن العديد منهم بعد دفع الفدية.
وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الهولندية في لاهاي لوكالة فرانس برس "استطيع ان اؤكد اننا على علم باحتمال خطف ثلاثة مواطنين هولنديين في نيجيريا".
واضافت "في الوقت الحالي فإننا ندرس الحادث، ولكن حتى الآن ليس لدينا اي تاكيد من السلطات المحلية".
وقال المتحدث العسكري في دلتا النيجر مصطفى انكا انه "سمع تقارير بان ثلاثة هولنديين او ربما رجلين وامرأة هولنديين خطفوا" في ايكريمور".
واضاف ان مكتبه يعمل على تاكيد التفاصيل.
وتعتبر الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بمثابة العوامل الرئيسية لتمرد جماعة بوكو حرام في الشمال حيث الغالبية من المسلمين.
وتبدو هذه الفوارق فاضحة جدا عندما ندرك ان اقتصاد نيجيريا احتل للتو المرتبة الاولى بين اقتصادات دول افريقيا وان نيجيريا هي اول منتج للنفط في القارة مسجلة نسبة نمو عالية.
والرجل الاكثر ثراء في افريقيا هو النيجيري اليكو دانجوتي مع ثروة تقدر ب24 مليار دولار. وسيصبح 23 الف نيجيري من اصحاب ملايين الدولارات بحلول 2017.
لكن غالبية الـ170 مليون نيجيري تعيش في الفقر، باقل من دولارين في اليوم الواحد.
وتطرقت الحكومة اخيرا الى استراتيجية بديلة لمكافحة تمرد بوكو حرام عبر زيادة الاستثمارات في الشمال، وتسعى الى تنويع الاقتصاد عبر المراهنة اكثر على الزراعة والخدمات لكي توقف تبعيتها الحصرية للنفط.
وتواجه دول افريقية عدة المشاكل نفسها.
وسيكون موضوع منتدى ابوجا "بناء نمو شامل يمكنه ايجاد فرص عمل جديدة" مع الامل في تعاون افضل في ما بين الدول الافريقية في مجال التجارة والابتكار والاستثمارات بهدف استغلال قدرات القارة بصورة افضل.