رام الله ـ (رويترز):
يسلط العرض المسرحي الفلسطيني (ملف ع الرف) الضوء على واقع معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في الشارع والمدرسة والبيت بمشاركة ممثلين من ذوي الإعاقة الذهنية. وقال إدوار معلم مخرج العمل المسرحي بعد عرضه أمس الاثنين على خشبة (مسرح عشتار) في رام الله "هذه تجربة أولى بإشراك أناس من الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل المسرحي للحديث عن مشاكلهم." وأضاف "لم يكن الموضوع سهلا عندما بدأنا بالتدريب قبل ستة أشهر مع مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة الموجودين في عدد من المؤسسات التي تعنى بمثل هذه الحالات." وأوضح معلم ان "ما تقدمه المسرحية من مشاهد بمشاركة عدد من ذوي الإعاقة ومدرساتهم وممثلين محترفين ما هو الا انعكاس لقصص حقيقية سمعناها منهم (الأشخاص ذوي الإعاقة)." وبالرغم من أن المشاركين لا يتكلمون سوى بكلمات بسيطة لكنها تعبر عما يتعرضون له في المنزل والشارع والمدرسة. وقال "بدأنا العمل مع 16 من الأشخاص ذوي الإعاقة ومدرسيهم لنقدم العرض المسرحي بمشاركة ثمانية منهم."
ويبدأ العرض المسرحي في مشهد لانتظار طلاب مدرسة في محطة للحافلات وكيف يتعاملون مع طالب من الأشخاص ذوي الإعاقة بالسخرية والاستهزاء. وينتقل العرض بعد ذلك ليقدم مشاهد حول ما يتعرض له هؤلاء من معاملة سيئة في المدرسة وصولا إلى المنزل الذي تحاول العائلة أن تنكر أو تخفي أن لديها ابنا معاقا. وقالت الممثلة منيرة زريقي التي ساهمت في تدريب المشاركين على العرض المسرحي "ما قدمناه في المسرحية هو ملطف لما سمعناه من الأشخاص ذوي الإعاقة عن معاناتهم وما يتعرضون له."
وأضافت "كانت البداية صعبة جدا في التعامل مع المشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة وتدريبهم على الحركات والتعامل مع زملائهم ولكن كما شهدتم اليوم مدى التغيير الذي حصل بعد أشهر من التدريب." وأجمعت المدرسات المشاركات في العمل المسرحي على إسهام المسرحية في تقوية شخصية المشاركين وتفاعلهم مع زملائهم ومع الناس. وتحدث المشاركون من الأشخاص ذوي الإعاقة عن تجربتهم قائلين إنهم سعداء جدا بالمشاركة وإنهم يحبون مدرساتهم وتعلموا الشعور بالحزن والسعادة. وأبدت الممثلة ياسمين شلالدة التي أدت دور معلمة الرياضة في المدرسة والتي تعاملت بقسوة مع الأشخاص ذوي الإعاقة سعادتها الكبيرة لمشاركتها في هذا العمل. وقالت بعد العرض "هذه اول تجربة لي في التمثيل مع ذوي احتياجات خاصة. تعلمت أشياء كثيرة منهم وشعرت بقربي من هؤلاء الناس." وأنتج مسرح عشتار هذا العمل المسرحي بالتعاون مع المؤسسة السويدية لإغاثة الفرد بمشاركة عدد من الجمعيات المتخصصة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة. وأوضح القائمون على العمل المسرحي أن هدفهم تسليط الضوء على الأشخاص ذوي الإعاقة وكتبوا في نشرة وزعت قبل العرض أن "ذوي الإعاقة وتحديدا الإعاقة الذهنية هم مرآة لمجتمع متحضر من خلال تقييم مدى تقدير هذا المجتمع لهم وحرصه على الحفاظ على كرامتهم وسد احتياجاتهم ودمجهم في كافة مناحي الحياة." وأضافوا في النشرة "مسرحية (ملف ع الرف) هي عمل مسرحي يستند إلى قصص واقعية وما هي إلا جرس يقرع ونسأل أنفسنا هل نحن قادرون على توفير الحد الأدنى من أجل تلبية احتياجات هذه الفئة المجتمعية." ويطمح القائمون على المسرحية في أن ينجحوا في خلق حوار وتواصل بناء بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل العمل سوية على تحقيق بعض مطالب الأطفال من الأشخاص ذوي الإعاقة. ومن المقرر أن تعرض المسرحية اليوم الثلاثاء والأسبوع القادم على خشبة مسرح عشتار مع عائلات لديها أطفال من الأشخاص ذوي الإعاقة إضافة الى ممثلين عن مؤسسات رسمية وخاصة.