بغداد ـ وكالات: عززت القوات العراقية استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة مسلحين موالين لتنظيم القاعدة، إلا أنها أكدت على أن مهاجمة هذه المدينة التي تعرضت لحربين أميركيتين عام 2004 أمر غير ممكن "الآن".
وعاشت من جهتها مدينة الرمادي المجاورة ليلة من الاشتباكات قتل فيها أربعة مدنيين وامتدت حتى صباح الأمس، حاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو القاعدة من دون أن تنجح في ذلك، قبل أن يقتل 25 مسلحا فيها بضربة جوية.
وجاء ذلك في وقت أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة قررت تسريع تسليم صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار إلى العراق لمساعدة السلطات فيه على مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقال ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب يعمل في موقع قريب من شرق الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) إن "الجيش أرسل تعزيزات جديدة تشمل دبابات وآليات إلى موقع يبعد نحو 15 كلم عن شرق الفلوجة"، من دون إعطاء تفاصيل اضافية.
واستبعد أمس المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة "الآن".
وقال العسكري "لا يمكن اقتحام الفلوجة الآن حفاظا على دماء أهاليها".
وأضاف "هناك تريث حتى الآن في حسم معركة الفلوجة وندعو نحن أهالي الفلوجة لعدم إعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم وعليهم إخراج المسلحين منها"، مشيرا رغم ذلك إلى أن السلطات تتلقى "استغاثات من العشائر والأهالي لتخليصهم من عناصر القاعدة".
بدوره قرر مجلس الوزراء العراقي مواصلة العمليات العسكرية الجارية في محافظة الانبار غرب العراق "حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب".
واكد المجلس في بيان صدر باتفاق جميع الوزراء على "دعم الجيش والاجهزة الامنية والعشائر الغيورة في مواجهتها للجماعات الارهابية وداعش (دولة الاسلام في العراق والشام) ومن لف لفهم وتطهير ارض العراق من دنسهم".
في غضون ذلك تتوافد حافلات وسيارات تحمل على متنها عائلات نزحت من الفلوجة والرمادي في محافظة الانبار العراقية نحو نقطة تفتيش للجيش عند مدخل محافظة كربلاء حيث تأمل في ايجاد ملاذ امن بعيدا عن المعارك في هاتين المدينتين.
وانتشرت آليات الجيش العراقي وجنوده وعناصر من الشرطة عند نقطة التفتيش في قضاء عين تمر والتي بدت وكأنها نقطة مرور حدودية بين بلدين، تفرض اجراءات امنية مشددة خوفا من تسلل مقاتلين متطرفين الى كربلاء.