[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كان الكاتب والشاعر شيللي يقول "ربي اجعلني مفهوما"، ربما يقصد في مهنته التي كان يمارسها .. اما نحن من نكتب يوميات مثقلة بأوضاع تزيد في تأزمها، فنحتاج إلى دعاء مماثل .. وعلى افتراض حصول المفهومية فهل تسمع الأطراف التي نضطر دائما إلى اسماعها ما يجب ان تسمعه ان لم يكن ما يجب ان تفعله.
يقينا لن يسمعنا احد ممن قرروا اغلاق آذانهم الا اذا اخترقت الرصاصة صدره فعندها لن يسمع صوتها بل سيشعر بها وهي تميته لحظة بلحظة. هؤلاء الذين صموا آذانهم، ومنعوا القراءة على اي كان من جماعتهم وغيرهم كما اخبرنا البعض ممن عايشوهم لفترة، قرروا هزيمة انفسهم قبل ان يهزمهم الآخر ..
الجيش العربي السوري يقاتل من أجل اهداف متعددة واضحة في برامجه وفي اهدافه وفي مراميه وفي ادبياته وفي اخلاقه وضميره، وهم ليس معروف سوى انهم استباحوا المكان الذي هم فيه بعد غياب القوة التي تمنعهم، وهو غياب مؤقت لن يدوم طويلا، ومن المؤكد ان الخطط موضوعة لطرده .. فهذا القادم من شتى ادبيات الجهل والخرافة ومزبلة التاريخ ومعنى الإرهاب، يتغنى بمهماته التي لا يفهم منها سوى انها الحصول على مكان مهما كان من اجل فرض نفوذه .. بالنسبة إليهم المكان هو المساحة التي يريد نشر مفهومه بالقوة وليس بالإقناع، وبالقتل والسحل والذبح وليس بالحوار. من قبل وحشية الصورة التي يمارسها بكل مشتقاتها يبقى، والا فإما الموت وإما الهروب.
نحاول اذن ان نكون مفهومين بشتى الطرق، لكن هؤلاء الآخرين لا يريدون القراءة ولا السماع ولا الانتباه .. أفكارهم المتوحشة تجعلهم دائما قلقين مترددين، وإذا ما حاولنا ان نظهر لهم الحقيقة وليس فقط مستقبلهم، فسيديرون ظهورهم لأي كلام من هذا النوع. الارهابي يتمتع بقوة التمنع عن كل شيء، لا يسمع الا نفسه، ولا يصغي الا لذاته، لذلك هو يجتر مجموعة قليلة من المفردات التي نالها في حياته القصيرة أو ممن يتقدمه في موقع الارهاب.
لا شك ان من دربهم اتبع القساوة معهم بناء على اوامر صارمة من مسؤوله من اجل ان يطرد من دماغ هذا الإرهابي المتدرب والصغير السن كل الأفكار القديمة من اجل زرع افكار جديدة، بمعن غسل دماغ كامل. يتخرج المقاتل من دورته وهو جديد في كل شيء، جسديا، وتفكيريا واجتماعيا وانسانيا. واذا ما حاول العيش في مجتمع لاحقا، فلن يتمكن من استيعاب أي واقع جديد عليه لأنه تم مسح ذاكرته تماما من اسلوب العيش الطبيعي.
ومع ذلك نردد اللهم اجعلنا مفهومين، ونتمنى لو يقرأ هؤلاء الارهابيون بعضا ممن يكتب عن الصراع في سوريا وعن مستقبلهم وكيف ستكون نهاياتهم، نعلم انهم لن يصدقوا لأن دماغهم في اتجاه آخر اي انهم أفهموا ان الانتصار حتمي حتى وهم في عز الهزيمة التي يسمعون من مسؤوليهم انها طارئة، وانهم غير قابلين للهزيمة ابدا.
نحن نكتب ما يفيد حتى هؤلاء الذين يرفضون قراءة الا ما يعطى لهم، مع اعتقادنا، وتكرارا، ان كل ما يمت للقراءة ممنوع عليهم. ومن شوهد يقرأ سوف يعاقب ..
لكن، رغم كل هذا التحول العنيف في الشخصية الارهابية، الا يجلس الإرهابي ولو لدقيقة واحدة، او للحظة يفكر خارج ما يجب ان يفكر فيه!!.