[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كيف يتقبل العقل الواعي قتل أخ جندي من أبناء وطنه .. سمعت ترديدات لبعض المسلحين الخارجين من شرق حلب وهم يقولون إنهم عائدون للقتال، قتال من إيها المأجورون؟ ضد جيشكم الوطني الذي كان يقود معركة تحرير سوريا، ومن اجل فلسطين، وللحفاظ على لبنان موحدا، وليظل الجيش الاول في جيوش الأمة.
مرة يقتلون جنودا من مصر ، ومرة من لبنان ، ومرات من ليبيا ، ومرات المرات من سوريا .. كيف يسمح هذا الارهابي ليده ان تستهدف جنديا من بلاده، وكيف لضميره اذا كان موجودا لديه، ان ينام في العشية مرتاحا بلا خلجات قلب على مافعله، وبلا تأنيب، بدون مراجعة حساب لسفاحته التي لايقبلها عقل ولا قلب ولا إحساس، والاسلام منه براء، وكل الاديان كذلك، بل الانسانية ايضا.
كل الذين قاتلوا الجيش اللبناني إبان الحرب الأهلية في لبنان، أصابهم الندم الشديد وصاروا يخجلون من أنفسهم كلما رأوا جنديا او حتى بذلة جندي معروضة في حانوت. هم قالوها علانية، وامام الملأ، كيف سنكفر عن ذنب كبير علق بنا طوال العمر وحتى الممات، لأننا قتلنا جنديا أو جرحناه اوخدشناه، وهو الذي رهن حياته للدفاع عن البلاد بكل قيم التضحية والوفاء لها.
إنهم يرددون العودة إلى حلب لمقاتلة الجيش العربي السوري، وفي سيناء ينخر رصاص الإرهاب صدور إخوتنا الجنود والضباط، واليوم في ليبيا وفي اليمن. أليس من شغّل هؤلاء الارهابيين على علم بما فعله من أجل أن يحيد النبدقية عن هدفها السامي والأسمى وعن حقيقتها التي يجب أن يكون توجهها. ولهذا لم نسمع من يطالب بتحرير فلسطين، بتوجيه الرصاص إلى الإسرائيلي، بتوفير كل الاسباب لمقاتلته، وهو الجهاد الاكبر في كل الاحوال.
نخسر هؤلاء الشباب الذين يترجمون خطأ معنى اهداف بنادقهم، وهم لايعلمون كيف تم التلاعب بعقولهم، وبغسلها من كل حس وطني، لتصبح ضد وطنها ومن ثم تتحول إلى عصابة قتل وسرقة وتدمير. كان يمكن لهذه القوة ان تغير وجه المنطقة لو انها انتظمت مع جيشها العربي وبهذه الحماسة والهمة العالية، بمشروع " الأمل " الذي تتوهمه وهو سراب غيرموجود ، تم نحته في العقول الشابة فصارت السيطرة عليها ومن ثم الاستدارة باتجاه معاكس للتاريخ.
كثيرا ماسئلنا ونحن في عز الشباب عن اسباب الهزيمة التي وقعت في العام 67 فكان الرد علينا ان شبابكم بعيد عن دوره، فلا الاحزاب نجحت واصابت، ولا الجيوش بمقدورها لوحدها ان تلعب دور التحرير. لقد اكتشف الغرب سبب شبابنا هذا فاخذوه الى طريقهم، الى مارسموه لهم، الى خططهم الجهنمية، وعبر كلمات فضفاضة لايفهمها العقل الشبابي بشكلها الاستقرائي ، مثل الجهاد وضد من، ومثل الشهادة ولماذا، ومعنى الحرية وكيف هي غير الفوضى .. جمل رنانة في العقل الصغير تجعله يدب بلا تفكير، فإذا بالبندقية في يده ورأسه محشو بالقاذورات وأوسخ الافكار واكثرها تغريبا.
لابد من عودة سليمة لشبابنا من المستنقعات التي علقوا بها، كي لايقتلوا بلدهم حين يقتلون اخوتهم في الجيش.