مسقط ـ الوطن:
أصدرت وزارة التراث والثقافة، كتابا يوثق فعاليات وبرامج مهرجان الشعر العماني الثامن التي استمرت فعالياته من 8 ـ 12 ـ 2012م بولاية صحار، والمتمثلة في النصوص الفائزة في المهرجان وندوة متطلبات التجديد وسؤال الهوية. حيث أتى هذا المهرجان في دورته الثامنة ليشكل انطلاقة جديدة في فضاءات الثقافة العمانية وذلك إدراكا بأهمية التجديد بعد سبع دورات سابقة.
ضم الكتاب أسماء الفائزين في الشعر الفصيح وهم أحمد بن سالم بن عبدالله الكلباني عن نص " بعث "، والشيماء بنت عوض بن خميس العلوية عن نص " كشيءٍ من موت سجاح " وأشرف بن حمد بن حمود العاصمي عن نص "وكنت أنت هناك" ومحمد بن علي بن مسعود العوفي عن نص "وحيدا أعانق حلم السياب" وإبراهيم بن عبدالله بن شامس السالمي عن نص "ظلان"، كما ضم أيضا اسماء الفائزين في الشعر الشعبي وهم خالد بن جمعة بن سعيد الداؤدي عن نص "سبية الغزو الأخير" وعبد العزيز بن حمد العميري عن نص "خامس جهة" وعبدالرحمن بن عامر الخزيمي على المركز الثالث عن نص "فجر الأرض" وعمر بن مبارك بن خميس العريمي عن نص "من ذاكرة بحار" وسعيد بن محمد بن علي الشحي عن نص "شتا".
كما ضم أيضا نصوص الشعراء المشاركين في المهرجان، إضافة إلى أوراق عمل ندوة "الشعر الشعبي العماني .. متطلبات التجديد وسؤال الهوية" والتي جاءت نظرا للحول الكبير الذي شهده الشعر الشعبي العماني في السنوات الأخير على كافة المستويات الفنية والإبداعية. وانفتح على فضاءات شعرية مختلفة، وهبت عليه رياح التغيير التي غيرت الكثير من مفاهيمه وأشكاله وطرق تعبيره وأساليبه. ورغم التجديد الذي لمس القصيدة الشعبية العمانية ، إلا أن بعضها ظلت متلقية في اللهجة وطريقة نطق الألفاظ، وأسلوب إلقاء القصائد ، حتى بات الأمر مقلقا للكثير من المتابعين للشأن الثقافي، الذين يرون أن القصيدة الشعبية العمانية لم تعد عمانية الانتماء، فهي برغم أنها كتبت بأقلام عمانية ، إلا إن ألفاظها ولهجاتها خاضعة لهيمنة لهجات أخرى، مما يطرح سؤال الهوية وإشكالية الانتماء لهذه القصيدة. "تسرب اللهجات إلى القصيدة الشعبية العمانية .. تأريخ وأسباب ونتائج" هي ورقة الشاعر أحمد بن محمد بن مسلط السعدي ، حيث قدمت هذه الورقة رصدا تاريخيا ومراجعة زمنية لبدايات دخول لهجات أخرى إلى القصيدة الشعبية العمانية ، كما سعت إلى استجلاء أسباب الظاهرة التي أدت إلى ذلك لدى الشاعر الشعبي العماني، وما آلت إليه الحال بالقصيدة الشعبية في السلطنة، أما الورقة الثانية فقد جاءت تحت عنوان "التجديد واللهجات في القصيدة الشعبية العمانية .. قابلية التطوير وسؤال الاستيعاب" وقدمتها الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، وطرحت هذه سؤال القابلية لدى اللهجات العمانية على التطوير والانفتاح، وإمكانية استيعاب متطلبات التجديد والتحديث في بنية النص، ومدى ملاءمتها كلهجات للاستخدام الشعري. أما الوقة الثالثة فقد كانت بعنوان "هوية القصيدة الشعبية العمانية بين الماضي والحاضر .. نماذج وأمثلة" قدمها الشاعر علي بن سالم الحارثي، وعمدت إلى طرح سؤال الهوية مباشرة في القصيدة الشعبية، ودور القصيدة، كوعاء ثقافي، لحفظ اللهجات العمانية من الاندثار والضياع، وتدوينها للأجيال القادمة. كما تعرض الورقة دور الشعر الشعبي العماني قديما في حفظ اللهجات والأنساق الثقافية والمظاهر الاجتماعية والتجليات الحياتية اليومية للإنسان العماني قديما.