أعلنت اللجنة المنظّمة لسباقات الطواف العربي للإبحار الشراعي أن موعد انطلاق النسخة الرابعة من السباق المحيطي ستكون بحلول التاسع من فبراير الجاري حيث سيتخلّله عدد من محطّات التوقّف في مدن خليجية بدءا بالمنامة كمحطة أولى، ومرورا بالدوحة ومن ثم إمارة دبي وأبوظبي ورأس الخيمة وأخيرا في السلطنة ،وتأتي نسخة هذا العام برعاية بنك أي اف جي، كما ستصل المسافة التي ستقطعها الفرق المشاركة إلى 760 ميلا بحريا على مدى 15 يوما في تحدّي طويل من العيار الثقيل.
ومن المخطّط أن تصل القوارب المشاركة إلى السلطنة بدءا بولاية دبا بحلول 20 فبراير، ومن ثم ستتجه القوارب إلى مرسى منتجع ميلينيوم المصنعة استعدادا لنقطة النهاية في مشروع الموج مسقط. وسيتم استخدام قوارب الفار 30 في خوض سباقات الطواف العربي وهي تتميّز بمرونتها الكبيرة ما يجعل من السهل على طواقم الإبحار التحكّم بها مهما اختلفت سرعات الرياح، وهو عامل مهم يجعل ماهية نتائج السباق معتمدة بشكل كلي على مهارة الطواقم في إدارة القارب والتحكم بالشراع وسط المحيط.
وتأتي نسخة الطواف العربي على منوال أحد أكبر السباقات المحيطية الأوروبية وهي الطواف الفرنسي "دي فرانس لا فويل"، حيث وضعت اللجنة المنظّمة ممثّلة في مشروع عُمان للإبحار عددا من الأهداف لإقامتها على أرض الخليج منها الترويج للدول المجلس كوجهات مميزة تزخر بكافة الإمكانات اللازمة لاستضافة الفعاليات الرياضية بمقاييس عالمية، وإتاحة الفرصة لعشر فرق من محبي رياضة الإبحار للاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها، إضافة إلى استكشاف التنوّع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سواحل دول الخليج خصوصا في هذا الموسم الشتوي الذي تعتدل فيه درجات الحرارة مقارنة ببقية أنحاء العالم.
وسينضم إلى الفرق المشاركة فريق قارب أيه.أي.أس.أم الحائز على نسخة 2013م من الطواف العربي، والذي له من الحنكة والخبرة الشيء الكثير حيث انتصر ثمان مرات في الطواف الفرنسي "دي فرانس لا فويل" وخاض أيضا سباقين في بطولة كأس أميركا. وسينضم إلى الفرق قارب موناكو بنك ايه اف جي الذي يقوده الربّان الفرنسي الأولمبي سيدني جافنييه، والذي خاض سباقات فولفو المحيطية وهو أيضا ربّان قارب الطيران العُماني مسندم خلال العام الماضي وكانت آخر مشاركاته في سباق ترانسات جاك فابير المنطلق من فرنسا وحتى البرازيل لمسافة تزيد عن 5000 ميل بحري. ومن بين المشاركات أيضا فريق البحّار الإماراتي الصاعد عادل خالد الذي خاض منافسات في أولمبياد 2008م كما انضم إلى سباقات فولفو المحيطية المقامة خلال عامي 2011-2012م.
ومن البحارة المشاركين أيضا الربّانة البريطانية دي كافاري التي تعدّ أول بحارة تبحر حول العالم بمفردها دون توقف، وستقود في الطواف العربي قارب الثريا بنك مسقط النسائي، والبحّار محسن البوسعيدي الذي يعدّ أول عربي يبحر حول العالم دون توقّف.
وحول الحدث، أعرب كيث جاب - رئيس وحدة الاستراتيجيات والتسويق لدى بنك أي اف جي - الداعم الرئيسي للسباق أن حجم الإقبال هذا العام كان متوقّعا بعد النجاح الكبير الذي حقّقته نسخة السباق من العام الماضي، وأعرب بقوله: "هناك الكثير من المشاريع التي يدعمها البنك خلال العام إلا أن لهذه الفعالية مذاقا وطعما آخر، ونحن على أهبة الاستعداد للتعاون مع اللجنة المنظّمة ممثّلة في مشروع عُمان للإبحار لإنجاح نسخة هذا العام والإسهام في تنمية رياضة الإبحار وإعادة إحياء الموروث البحري الذي تشتهر به المنطقة منذ القدم".
وأعرب ديفيد جراهام – الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار التي تتولّى تنظيم هذا السباق أن اللجنة المنظّمة مستعدة للانطلاقة في التاريخ المحدّد بعد جهود كبيرة لاستضافة فرق من مختلف دول العالم للمشاركة في السباق. وأبدى جراهام شكره الجزيل للراعي الرسمي للحدث على مواصلة دعمه نظرا للمكانة العالمية التي يتمتّع بها البنك ما أعطى للحدث صبغة عالمية على صعيد رياضة الإبحار، كما زاد من فرصة نمو السباق على المدى الطويل باستقطاب فرق جديدة للانضمام والمنافسة". وأشار جراهام إلى أن السباق يتيح فرصة للترويج لدول الخليج كما أنها عامل محرك ومساهم في إبراز المقومات السياحية والطبيعية التي تتمتّع بها، مؤكدا أن هذه الفعالية ستضيف إلى رافد تنمية الإبحار ورفع مكانة المنطقة كوجهة عالمية منافسة للإبحار في ظل الأجواء التي توفّرها والتجربة المميزة التي تتيحها للمبحرين.
من جانبه أعرب الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث أنه بعد سنوات من إقامة الطواف العربي للإبحار الشراعي أصبح الحدث أحد الفعاليات الرياضية التي ينتظرها ويترقّبها الكثير من البحّارة على مستوى المنطقة نظرا لما يوفّره من مناخ مناسب للتنافس والتدريب والاحتراف. وأشار الشيخ خالد أن هذه السباقات ستسهم في تحفيز وتشجيع الأجيال الجديدة من البحارة للانضمام والتنافس على الصعيد الرياضي والترويج للمنطقة كوجهة مميّزة عالميا في هذا المجال، واستقطاب بحّارة لهم من الباع والحنكة والخبرة الكبيرة في ظل توافر المراسي والمرافئ والمرافق والتجهيزات المناسبة. وأعرب الشيخ خالد عن تطلّعه الكبير لانطلاقة الحدث هذا الشهر.