[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
منذ بداية الحرب على سوريا وأنا شديد التفاؤل بالجيش العربي السوري، بل إني لم أخف يوما على سوريا بوجود هذا الجيش المحترم والعقائدي بتوازن ومنفذ قسمه .. وراحت سنين المؤامرة تمر وجيشنا هذا يتقدم من منطقة إلى أخرى، يتحرك باسم سوريا وأمته العربية، يقدم شهداء وتضحيات، وهو واقف كالجبل، يعلم ماذا تخبيء أيامه وماذا سيفعل، وما هي المراحل التي عليه أن يقطعها ليعيد سوريتنا الحبيبة إلى صفائها ونظافتها من كل ارهاب.. ويوم خاض معارك حلب قدم عرضه الذي خبره في الميدان فكانت النتيجة كما علمنا، بقدر ما أوصل رسائله الى الارهابيين ومن ورائهم أن هنالك مهلة لكم، أما أن تنسحبوا او الموت آتيكم.
لم أقرأ عن جيش صمد كل هذا الوقت الطويل وهو على حراك بلا توقف .. أية عقيدة هذه التي تحكمه، هل يكفيه ما تعلمه من افكار كي يظل وفيا شامخا صامدا. جيش مستنفر على مدار الساعة لم تتعبه الأيام والساعات ولم تنل منه السنون المتفجرة والحقد الأعمى. يقينا نحن امام معجزة تكتب نصها في زمن اللامعجزات، ونحن امام تاريخ لايمكن ان تصدقه أجيال سوف تقرأه لتعرف عن بلادها.
يحار الأميركي والتركي والإسرائيلي والعربي المتضامن معهم بالخيار الوحيد الذي مشى به هذا الجيش العربي وأودع فيه أسرار عملقته ونتائج اصراره على كتابة مرحلة هو سيدها بلا منازع. بل لم يصدق هذا الجمع المتآمر كيف تصبح الجغرافيا الواسعة كمشة في يد البطل الصامت الذي تعلن عنه نتائج ما يفعله، وقصة رصاصه وخططه، وحضنه الدافيء وعفوه يوم ينتصر.
لا شك أن معاركه سوف تدرس في الأكاديميات العالمية، ستكون مفاجأة لأهل الاختصاص ومن يعرف اسرار معارك كبرى كالتي خاضها وبطريقته التي سوف تذهل الجميع. فهو بالتالي لم يقف عند كلاسكيته ككل الجيوش، بل ذهب في خبرة تعلم الحرب داخل الحرب، نفذ علما بعضه يعود الى خطط لسابقين نجحوا فيها، وبعضه من خلال واقع ذاتي سوري بامتياز. هي توليفة الواعي، ومختبر القادر على تقديم آخر الخطط وأهمها.
يستحق هذا الجيش بجدارة أن يكون سيد العام وشخصيته كما استحقها في السابق وسيظل يستحقها مدى دهر من السنين القادمة. أنه جيش لايكبر عددا فقط ، بل هو مدرسة الأمان لكل سوري وعربي مخلص في أمة تتطلع إليه وتدعو له بالنصر الدائم. سيرته يلهج بها كل المؤمنين بما يمثله من قيمة كبرى. الجيش العربي السوري جيشنا الذي يخيط لنا شروقا جليلا لنا معه موعد، ونهديه التحية الدائمة على صناعته لأمل مختبيء في نفوسنا جميعا..
ويستحق هذا الجيش ان يكون وجه أمة سوف ترى النور على يدي رجالاته وأبطاله، كما يستحق أن يكون مخلدا وهو الذي رباه حافظ الأسد على قاعدة الانتماء الوطني الذي هو جدارة حياة، ورعاه الرئيس بشار الأسد بكل احتضان لمباديء مستوحاة من فكر قويم.
هنيئا لأمة هذا جيشها، ولوطن هذه طلائعه. ولأن الميدان مازال مفتوحا، فثمة عناوين جديدة سيكتبها جيشنا العربي السوري ويعرف أنها مهماته التي سوف ينتصر بها أيضا.