تربية نحل العسل من المهن التي مارسها الإنسان العماني منذ آلاف السنين واستأنس سلالة من أجود السلالات بعد مرورها بعمليات انتخاب طبيعي وتأقلم مع البيئة العمانية حتى وصلت الى ما هي عليه الآن ونظراً لأهمية اختيار سلالات النحل الجيدة في رفع مستوى الإنتاجية وما تمتاز به سلالة النحل العماني المحلي من صفات جيدة مثل إنتاج العسل وجمع حبوب الطلع (اللقاح) وإفراز الشمع وإنتاج الغذاء الملكي وغيرها وهي ما تسمى بالصفات الكمية والتي يجب أن تتوفر في طوائف الأصول إضافة إلى بعض الصفات الشكلية المستحبة لدى مربي النحل والتي منها قدرة الملكه على وضع البيض بأعداد كثيرة وهدوء الطباع ونظافة الخلية ولون حلقات البطن وطول الخرطوم وعرض الجناح وغيرها من الصفات الحسنة التي تساعد على رفع الإنتاج ويسعى مربو النحل دائما للحصول عليها ونظرا للدور الكبير للملكة في نقل هذه الصفات والمحافظة عليها فقد اولت وزارة الزراعة والثروة السمكية إنتاج الملكات العذارى جانبا من الأهمية الكبيرة ومنحها لمربي النحل بالمجان لضمان جودتها وتسهيلا على المربين وتشجيعهم على الاكثار واستبدال الملكات المسنة بملكات جديدة تحمل صفات وراثية اصيلة من السلالة العمانية.

كيف يتم إنتاج ملكات نحل العسل
وقال محمد بن عبدالله بن سلام التوبي مشرف وحدة نحل العسل بنزوى بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الداخلية: تعتبر الملكات من اهم افراد طائفة النحل فهي تحمل الصفات الوراثية للطائفة لذلك فان اختيار الملكات من طوائف النحل التي تحمل صفات جيدة تضمن لك إنتاج طرود جيدة تحمل نفس صفات الامهات لذلك فانه من الأهمية قبل كل شيء اختيار الطوائف التي سيتم إنتاج الملكات منها كما يجب اختيار موقع مناسب يتوافر فيه الرحيق وحبوب الطلع (اللقاح) وإذا كانت غير كافية يتم تغذية النحل على محاليل سكرية وبدائل حبوب الطلع من أجل تقوية طوائف النحل المخصصة للتربية إلى حد جيد وتنتشر محطات تربية الملكات في البلدان المتقدمة بالنحالة بشكل كبير، وأصبح في السنوات الأخيرة ينفذ هذا البرنامج بالسلطنة من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية في محطات متخصصة متمثلة في وحدات نحل العسل المنتشرة في المحافظات الزراعية لذلك تلاقي هذه المحطات الدعم والاهتمام اللازم من قبل الوزارة نظراً لأهميتها في المحافظة على السلالات والأنماط البيئية المحلية للسلالة العمانية، ويفضل أن تكون محطة تربية الملكات في مناطق ذات ربيع مبكر ونباتات غزيرة، وذات طقس دافئ معتدل خالية من أعداء النحل الخطرة على الملكات والنحل كالدبور الأحمر وطائر الوروار (المرقراق) وغيرها كما يتوجب أن يكون الموقع مشمساً محمياً بمصدات رياح مناسبه وأن تكون بعيدة عن إنتاج الطرود ونويات التلقيح وضمن مناطق معزولة طبيعياً بالجبال أو الوديان وبعد اختيار الموقع يجب العمل على توفير قاعدة أساسية من طوائف النحل تتمثل في إنشاء مناحل توزع أعمالها على حسب الحاجة المستهدفة من المنحل فيخصص منحل للتربية وهو الذي تجرى فيه خطوات ومراحل تربية الملكات ويقسم إلى (طوائف بادئة وطوائف متممة وطوائف أصول) وبحيث لا يقل عدد الطوائف (الخلايا) عن عشر طوائف نحل قوية وأن لا يقل عدد الأقراص عن 8 اقراص لكل طائفة، وان يغطى النحل جميع تلك الأقراص من الجانبين وذلك لضمان توفر النحل الصغير ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تواجده متعنقداً على هيئة سلاسل اسفل الأقراص وبذلك يضمن مط الكؤوس الملكية وفرز الغذاء الملكي بغزارة وتحضين بيوت الملكات لحين خروجها (الفقس) كذلك المحافظة على درجة حرارة الخلية مهما كانت الظروف الجوية.
وأضاف: يراعى تخصيص منحل لطوائف الأصول وهي الطوائف التي تتوفر بها الصفات الكمية والشكلية الجيدة والتي قد أخذت أكبر وقت من مربي النحل في برنامج الانتخاب وذلك بقياس مساحة الحضنة في موسم الربيع قبل موسم فيض العسل بتسعة أسابيع وقبل التطريد وفي كل سنة وبانتظام ثم يلي ذلك تقدير للإنتاج ومراقبة للسلوك وبذلك يتوفر لدى المربي معلومات وافره عن الملكة التي بين يديه ولأمهاتها وأخوات أمهاتها ومن ثم يمكن اختبار النسل من بين أفضل الطوائف مع مراعاة عمل علامات مميزه على واجهات الطوائف بألوان مختلفة وذلك حتى لا يضل النحل عن طوائفه.
كذلك يجب ان تتوفر أدوات ومستلزمات تربية الملكات وقبل ذلك يجب ان يتوفر الكادر الفني المدرب والمتمرس في تربية الملكات وتقوم وحدة نحل العسل بنزوى بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الداخلية سنوياً بتنفيذ برنامج إنتاج الملكات العذارى على أسس علمية ويستمر تنفيذ البرنامج خلال فترة النشاط الربيعي الذي يبدأ من اول شهر فبراير حتى منتصف مايو أحيانا حسب الظروف المناخية الملائمة لتنفيذ البرنامج ومن المتوقع إنتاج اكثر من (4000) ملكة عذراء خلال الموسم.

الأهداف وآلية توزيع الملكات
وعن الهدف الرئيسي لبرنامج إنتاج الملكات قال: الهدف الرئيسي هو نشر صفات سلالة النحل المحلية العمانية التي تمتاز بها وزيادة عدد طرود النحل من السلالة المحلية ذات الصفات الجيدة واختصار الفترة الزمنية لنجاح الطرود الجديدة للاستفادة من فترة نشاط النحل وتغيير الملكات المسنة بملكات عذارى جديدة وإنتقاء الطفرات من سلالة النحل أثناء تنفيذ برنامج إنتاج الملكات لتحسين الصفات الجيدة للنحل المحلي وتكون آلية توزيع الملكات لمربي النحل عن طريق تقديم الطلبات الى دوائر التنمية الزراعية بالمحافظة ويتم تجميع الطلبات بالدائرة ثم التنسيق مع وحدة نحل العسل التي تقوم بتنفيذ برنامج إنتاج الملكات للحصول على العدد المطلوب ويقوم فني نحل العسل بكل دائرة بإستلام الملكات وتوزيعها لمربي النحل حسب الطلب كما يقوم بعض مربي النحل بإنتاج الملكات داخل مناحلهم بعد حضورهم دورات تدريبية تم من خلالها تدريبهم على كيفية اختيار الطوائف الجيدة وإنتاج الملكات منها ومن خلال ممارساتهم اليومية في أعمال النحالة اكتسبوا معارف ومهارات اصبحو من خلالها قادرين على إنتاج الملكات العذارى الجيدة وخاصة أصحاب المناحل الكبيرة واستفاد من هذا البرنامج 1194 مربي نحل يمتلكون 10166 خلية خلال 2013 وقد انتجت ما يقارب من 6 آلاف ونصف طن لموسمي السمر والسدر حيث بلغ إنتاج موسم السمر (فصل الربيع) 22320 كيلوجرام و39174 لموسم السدر (فصل الخريف) ومن المتوقع ان تكون إنتاجية هذا العام افضل من ذلك نتيجةً للامطار التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة والتي ادت الى نمو الاشجار والشجيرات البرية وازهرت بكميات كبيرة وفي وقت مبكر وخاصة اشجار السمر والتي تعتبر المصدر الرئيس للرحيق في هذه الفترة من العام.