تزخر سواحل السلطنة المطلة على بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي والتي تزيد طولها على الـ3165 كيلومترا بالعديد من الثروات السمكية والبحرية التي تعد من المصادر الطبيعية المتجددة للإنتاج الغذائي والتصنيع السمكي وتحقيق قدراً من الأمن الغذائي للسلطنة حيث تتنوع تلك الثروات البحرية بين الحبار والروبيان والشارخة والصفيلح وأسماك البرية ولها مواسم محددة نظمتها الوزارة وفق مخرجات البحوث والدراسات العلمية التي أجريت على تلك الثروات وأخذت في الاعتبار حالة مصائد تلك الثروات وعوامل التكاثر والتغذية وتجدد تلك المصائد طبيعياً والظروف الطبيعية والبيئية المحيطة بتلك المصائد (صفحة الزراعة والثروة السمكية) تابعت الموضوع والتفاصيل خلال السطور التالية.

موسم صيد الحبار
يبدأ موسم صيد الحبار في السلطنة في مطلع شهر أغسطس كل عام والذي يستمر إلى شهر يناير من العام الذي يليه حيث يتوجه الصيادين في محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى وبعض ولايات محافظة ظفار إلى مصائد الحبار وبيئات تواجدها لصيدها وجمعها ففي ساحل محافظة جنوب الشرقية توجه مئات الصيادين على شكل مجموعات لصيد الحبار ويعرف الحبار محليا باسم (الغترو) وتعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دوائر الثروة السمكية بالولايات في محافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية على استكمال الاستعدادات لهذا الموسم من مختلف الجوانب الإدارية والرقابية والبحثية والعمل بشكل مستمر لتوفير الخدمات المختلفة للصيادين خلال هذا الموسم و توعيتهم عبر البرامج الإرشادية المنفذة لاتباع أفضل الطرق والأساليب في صيد الحبار وتزويدهم بالمعدات الحديثة والمتطورة المستخدمة في الصيد كما أن المختصين في الإحصاء السمكي يقومون بتوثيق الكميات المصيدة من الحبار حيث تفيد تلك المعلومات في النواحي العلمية والبحثية كما هي بالطبع مهمة من الناحية الاقتصادية وتعتبر ثروة الحبار من مجموعة الرخويات مثل الأخطبوط وتعيش في بيئات بحرية متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحريه وفي البيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية، وثروة الحبار تتواجد على طول الشريط الساحلي الممتد من ساحل رأس الحد في محافظة جنوب الشرقية إلى محافظة ظفار وتعتبر من الثروات الموسمية التي تؤمن لقمة العيش لكثير من الأسر ويخرج أغلب صيادي القرى الساحلية المطلة على بحر العرب لاصطياد هذا النوع من الرخويات لحاجة السوق المحلي والخارجي ولقيمته الغذائية والاقتصادية ويصدر الحبار إلى الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية وغيرها من بلدان العالم لقيمته الغذائية العالية وحاجة السوق الخارجي لهذا النوع من الكائنات البحرية في التصنيع السمكي والغذائي.

موسم صيد الروبيان
يبدأ موسم صيد ثروة الروبيان في السلطنة في الأول من شهر سبتمبر من كل عام ويستمر إلى نهاية شهر مارس من العام الذي يليه ويتوجه عدد كبير من الصيادين العمانيين إلى البحر بمحافظة الوسطى ومحافظة جنوب الشرقية لصيد وجمع الربيان. وتحرص وزارة الزراعة والثروة السمكية على تفعيل عمل الرقابة السمكية في هذا الموسم مثل غيره من المواسم هو ضمن العمل المتواصل للرقابة السمكية والتي تهدف إلى حماية الثروات البحرية على سواحل السلطنة وتحقيق متطلبات الصيد الرشيد والمحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية دون الإضرار بها وذلك لتحقيق التنمية السمكية المستدامة ويعد الروبيان كائن بحري من الأصناف السمكية ذات الطلب العالي، وتستأثر بإنتاجه محافظة الوسطى وأجزاء من محافظة جنوب الشرقية. ويتم تسويق المصيد من الروبيان في الأسواق المحلية ويصدر قسم منه إلى الأسواق الخارجية. أما أهمية الربيان الصحية للإنسان فتكمن في قيمته الغذائية كونه مصدراً أساسياً للبروتين، ويمكن اعتباره غذاء بديلا لبروتين اللحوم، كما يمتاز الربيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي الربيان أيضا على فيتامين ب 12 وأحماض أوميجا 3 الدهنية وهما أحد العناصر المهمة للوقاية من أمراض أوعية القلب عند الإنسان ـ وقانا الله تعالي ـ منها. والروبيان أيضا مصدر أساسي لعنصر السيلنيوم الذي يلعب دورا رئيسيا في الحد من تكاثر الخلايا السرطانية من خلال تعويض وإعادة بناء الخلايا السرطانية التالفة وتدخل مشتقات الربيان ومخلفاته في العديد من الصناعات الدوائية والطبية والتجميلية، وقد أجرت وزارة الزراعة والثروة السمكية العديد من الدراسات العلمية والمشاريع البحثية عن الربيان بهدف زيادة إنتاجه كما تقوم الوزارة ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة جنوب الشرقية وإدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى بمتابعة العمل خلال موسم صيد الربيان مع تفعيل الجهود والأنشطة الإدارية والفنية والرقابية والفعاليات الإرشادية والتوعوية الموجهة للأخوة الصيادين لتعريفهم بأهمية هذه الثروة وضرورة المحافظة عليها من خلال تطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية خلال عملهم وذلك لاستدامة هذه الثروة الوطنية واستغلالها على نحو أمثل والمحافظة عليها من الاستنزاف والتدهور.

موسم صيد الشارخة
يبدأ موسم صيد ثروة الشارخة بداية شهر مارس إلى نهاية شهر أبريل من كل عام وقد انتهى موسم صيد ثروة الشارخة للعام الجاري 2014م يوم الأربعاء الماضي ـ 30 أبريل ـ ويمثل الموسم مصدر رزق للصيادين الحرفيين حيث يتوجه الصيادون في محافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية إلى صيد وجمع الشارخة. وثروة الشارخة والتي تعرف باسم جراد البحر هي حيوان مفصلي من القشريات يحتوي على قشرة صلبة وذي عشرة أرجل ويعد الشارخة مصدرا أساسيا للبروتين وغنيا بالبوتاسيوم والزنك والنيكوتين والحديد كما يحتوي الشارخة على عدد من الفيتامينات وتتركز القيمة الغذائية للشارخة في ذيلها وهو أكثر ما يستغل من الشارخة لأنه يحتوي على اللحم الكثيف. ويصاحب موسم صيد ثروة الشارخة والذي يستمر شهرين جهود إرشادية ورقابية وتوعوية من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية وذلك لإنجاح موسم صيد الشارخة وللمحافظة على هذه الثروة الوطنية واستغلالها بالطرق المثلى وتنميتها واستدامتها للأجيال القادمة ومن الجهود التي قامت بها الوزارة لتنمية وتطوير هذه الثروة الوطنية: منع صيد الشارخة خلال فترة إخصابها وتكاثرها ويشمل المنع كذلك عملية النقل والبيع والشراء والتصدير وكل ما يرتبط بذلك من عمليات لها صلة بتداول الشارخة. كما قامت الوزارة بتنظيم العديد من الفعاليات التوعوية الموجهة إلى الصيادين بهدف التعاون لإنجاح الموسم وذلك بالتقيد بقانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية والالتزام بعدم صيد إناث الشارخة المحملة البيض وصغار الشارخة التي يقل طول درعها الواقي عن 80 ملم والالتزام بصيد الشارخة باستخدام الأقفاص وعدم استخدام الشباك.

موسم صيد الصفيلح
حددت وزارة الزراعة والثروة السمكية موسم صيد ثروة الصفيلح خلال العام الماضي 2013م في شهر ديسمبر وقد قامت الوزارة ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار بالإعداد لهذا الموسم من مختلف الجوانب الإدارية والإحصائية والفنية والرقابية وتم تفعيل دور المختصين في الرقابة السمكية خلال الموسم للمحافظة على هذه الثروة الاقتصادية من الهدر والاستنزاف كما تم تسجيل الكميات التي تم صيدها من ثروة الصفيلح عند المختصين أولا بأول وفور صيدها وذلك لإعداد الإحصائيات الخاصة بموسم صيد الصفيلح لهذا الموسم . والصفيلح والتي تعرف أيضا باسم (أذن البحر) كائن بحري من الرخويات يعيش في المناطق الساحلية ذات الشواطئ الصخرية التي تكثر فيها الطحالب والأعشاب البحرية والصفيلح ذات قيمة غذائية عالية وهي غنية بالبروتينات وأيضا ذات قيمة اقتصادية وطلب مرتفع في الأسواق العالمية.

موسم صيد أسماك البرية
تشتهر محافظة مسندم بوجود أسماك البرية على سواحل ولايات المحافظة ويبدأ موسم صيد أسماك البرية في شهر أبريل من كل عام ويستمر الموسم على مدى شهر واحد ويشهد هذا الموسم إنزال كميات كبيرة لأسماك البرية على سواحل ولايات المحافظة في خصب وبخاء ودبا حيث يخرج الصيادون على شكل مجموعات لصيد وجمع أسماك البرية وموسم صيد اسماك البرية بالمحافظة موسم خير ويرتبط بالعديد من العادات الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبط بالعمل الجماعي والعمل بروح الفريق الواحد والتعاون بين الصيادين الحرفيين بولايات المحافظة وتستخدم أسماك البرية كغذاء للإنسان وتدخل في تصنيع علف للماشية وفي تصنيع عليقة لتغذية اسماك الاستزراع ويتم تصدير كميات من أسماك البرية إلى الدول المجاورة.