دبي ـ "الوطن":
أظهر سوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الأول من العام الجاري تحسّناً من حيث قيمة الطرح مقارنة بالربع الأول من العام المنصرم، في حين ظل عدد الاكتتابات مستقراً نسبياً باثنين من الاكتتابات .. كما ارتفعت قيمة العائدات الإجمالية المحققة بنسبة 183% عمّا كانت عليه خلال الربع الأول من عام 2013.
شهدت بورصة قطر أول الاكتتابات العامة الأولية منذ عام 2010 بإدراج أسهم شركة مسيعيد للبتروكيماويات القابضة التي بلغت عائدائها 881 مليون دولار أميركي، وتلقى الطرح استجابة قوية من المستثمرين حيث تجاوزت طلبات الاكتتاب قيمة الأسهم المطروحة بخمس مرات، ومن المأمول أن يكون إدراج أسهم مسيعيد للبرتوكيماويات القابضة بمثابة العامل المحفّز للشركات الأخرى التي تفكّر في طرح أسهمها في بورصة قطر، أما الطرح الثاني خلال هذا الربع فكان من نصيب الشركة السعودية للتسويق التي حققت عائدات بقيمة 72 مليون دولار أميركي من طرح أسهمها في سوق تداول للأوراق المالية.
كما قامت شركة الخليج للخدمات البحرية، وهي شركة مقرها الإمارات العربية المتحدة ومدعومة بالأسهم الخاصة، بإدراج أسهمها في السوق الرئيسي لبورصة لندن في شهر مارس الماضي محققة عائدات بقيمة 296 مليون دولار أميركي، حيث يأتي ذلك استمراراً في توجّه الشركات الإقليمية المدرجة بطرح أسهمها خارج أسواقها المحلية مثل بورصة لندن.
وقال ستيف دريك، رئيس قسم أسواق المال لدى بي دبليو سي في منطقة الشرق الأوسط: "على الرغم من أننا رأينا زيادة في قيمة الطرح خلال الربع الأول من العام الحالي، فإننا مازلنا لا نرى نشاطاً كبيراً في سوق الاكتتابات داخل أسواقنا الإقليمية، ففي المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، هناك توقعات قوية بعمليات طرح ولكنها تستغرق وقتاً للحصول على موافقة هيئة السوق المالية، أما في الإمارات العربية المتحدة، فإننا نرى بعض الإقبال ولكن جزءا كبيرا من هذا الإقبال موجّه نحو الطرح في الأسواق الخارجية بدلاً من الأسواق المحلية".
وعلى الجانب الآخر يشهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في أوروبا في الوقت الحالي ازدهاراً بسبب ارتفاع الثقة في السوق وزيادة الطلب على الأسهم الجديدة نظراً لشعور المستثمرين بالارتياح تجاه تضاؤل أزمة منطقة اليورو، ومن حيث عدد الصفقات وقيمة العائدات، فقد حقق نشاط الاكتتابات العامة الأولية في أوروبا خلال الربع الأول من عام 2014 أداء قوياً محققاً عائدات بقيمة 16.1 مليار دولار أميركي من 42 اكتتابا مقارنة بالربع الأول من عام 2013 الذي حقق عائدات بقيمة 5.7 مليار دولار أميركي من 18 اكتتابا، علماً بأن الدول الأوربية شهدت تسعة اكتتابات من أصل أكبر عشرين اكتتاباً شهدها الربع في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من انتشار الاكتتابات في جميع أنحاء القارة، فقد ظلت بورصة لندن الرائدة بين السوق الأوروبية لاستحواذها على خمسة اكتتابات من أكبر عشرة اكتتابات أوروبية.
وعموماً، شهد سوق الاكتتابات في المملكة المتحدة 26 اكتتاباً من مجموع 42 اكتتاباً خلال الفترة محققاً عائدات إجمالية بقيمة 8.5 مليار دولار أميركي، وكان أكبر اكتتابين في أوروبا خلال الربع الماضي من نصيب مجموعة الاتصالات الدولية التيس (محققة عائدات بقيمة 2.0 مليار دولار أميركي في بورصة نيويورك يورونكست أمستردام) والشركة الدنماركية للتعهيد الخارجي آي اس اس (محققة عائدات بقيمة 1.8 مليار دولار في بورصة ناسداك OMX كوبنهاجن)، وقد شهدت السوق الأسبانية أيضاً زيادة طفيفة مع طرح أسهم الشركات العقارية وصناديق الاستثمار العقاري مثل هسبانيا أكتيفوس إموبيلياروس وشركة لار سبانا ريل ستيت سوسيمي، بعائدات 763 مليون دولار أميركي و547 مليون دولار أميركي، على التوالي، وعلى غرار الوضع في الولايات المتحدة، ساهمت الاكتتابات المدعومة بالأسهم الخاصة مساهمةً قويةً في نشاط الاكتتابات الأوروبية خلال الربع الأول من عام 2014، بما يمثل 36٪ من إجمالي عدد الصفقات و46٪ من إجمالي العائدات المحققة.
وبالانتقال إلى أسواق الدين العام، أصدرت شركة مشاريع الكويت "كيبكو" خلال الربع الأول من عام 2014 سندات بقيمة 500 مليون دولار أميركي تلقت مردوداً إيجابياً من المستثمرين حيث تجاوزت طلبات الاكتتاب قيمة الطرح بست مرات، وعلى صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، أصدرت شركة أبوظبي التجاري للتمويل كايمان المحدودة في مارس الماضي سندات بقيمة 750 مليون دولار أميركي، وعلاوة على ذلك، أصدر بنك الكويت المركزي خمسة سندات حكومية خلال هذا الربع حيث تبلغ قيمة كل منها حوالي 177 مليون دولار أميركي وتستحق خلال سنة واحدة.
سيطرت إصدارات الشركات على سوق الصكوك في دول المجلس من خلال إصدارات لشركات قائمة في المملكة العربية السعودية وإصدارات سيادية من الحكومة القطرية، أصدر البنك الأهلي التجاري السعودي صكوكاً بقيمة 1.333 مليار دولار أميركي في شهر فبراير محتلاً بذلك قائمة أكبر الإصدارات من جانب المؤسّسات المالية في المملكة .. كما شهد سوق المملكة أيضاً قيام البنك الإسلامي للتنمية والشركة السعودية للكهرباء بإصدار صكوك بقيمة 1.500 مليار دولار أميركي و1.200 مليار دولار أميركي، على التوالي، وعلى صعيد الصكوك السيادية، كان مصرف قطر المركزي لاعباً رئيسياً من خلال إصدارين بقيمة 1.921 مليار دولار أميركي و1.098 مليار دولار أميركي في يناير الماضي.
وأفاد ستيف دريك إلى أن إصدارات الدين العام واصلت أداءها القوي خلال الربع الأول من عام 2014، غير أن التحدي الذي سيواجهنا في المستقبل هو هل ستستمر هذه الإصدارات على نفس المستوى في ضوء الوفرة الواضحة في الديون المصرفية التقليدية في الأسواق الإقليمية.