يعد التنوع الأحيائي الذي تنفرد به السلطنة واحدًا من الثروات المهمة التي حبا الله بها بلادنا، وعلينا مسؤولية حمايتها بعدد من الإجراءات التي تحفظ استدامة هذا التنوع.
فإضافة للمحميات الطبيعية التي تحفظ الحياة الفطرية بالسلطنة، والتنوع البحري بمختلف أنواع الحياة البحرية والساحلية خاصة الأسماك والحيتان والدلافين والطيور، تحظى السلطنة أيضًا بغطاء نباتي يشمل العديد من الأنواع النادرة التي بدورها تكفل الحياة للعديد من الكائنات على اليابسة.
فقد استطاعت حديقة النباتات والأشجار العمانية على مدى الأعوام الماضية أن تنشئ أكبر قاعدة بيانات موثقة في شبه الجزيرة العربية حيث تضم 1407 أنواع، تم توثيقها كلها في حديقة النباتات والأشجار العمانية، كما حددت الأنواع المعرضة للانقراض والمتوطنة وغيرها من التصنيفات الأخرى.
كما أن هناك 77 نوعًا من النباتات العمانية النادرة والتي لا توجد إلا في عُمان،
حيث تم دراسة خصائص بعضها كنباتات طبية، وهناك استخدامات محلية كبيرة لهذه الأنواع.
وعلاوة على الفوائد الطبية والاستخدامات المباشرة لهذه النباتات، فإن هناك فوائد أخرى على المدى البعيد، حيث إن الغطاء النباتي يعتبر من أهم النظم البيئية بما يحويه من كافة الأنواع النباتية والتي تقوم من خلال عملية التمثيل الضوئي باستخدام الطاقة الشمسية في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج غاز الأوكسجين اللازم لتنفس كافة أشكال الحياة على سطح الأرض، ومنع ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما يعتبر الغطاء النباتي من أهم النظم البيئية في تخليص الجو من الغبار والعوالق الضارة في الهواء، كذلك المحافظة على درجة الحرارة المناسبة للحياة وخاصة في تقليص الفوارق الحرارية بين النهار والليل، والمحافظة على دورات العناصر المعدنية والعضوية في التربة وتنظيم الرياح وحركة السحب والأمطار وتوزيعها على سطح الأرض، كما يعتبر الغطاء النباتي من أهم العوائل للمكونات الأحيائية والتوازن البيئي الذي يتربع على رأسه الإنسان.
ومن أجل الحفاظ على هذا التنوع الأحيائي وضمان استدامته للأجيال القادمة، ينبغي العمل عبر عدد من القطاعات لتشديد القوانين والتشريعات الكفيلة بحماية وتنمية هذا التنوع بمنع الصيد والرعي الجائر، وبناء وتأسيس قاعدة بيانات (بيئية وسياحية) شاملة خاصة باستعمالات الأراضي، والأخذ بمبدأ التنمية البيئية المستدامة وتطبيقها عند وضع الخطط التنموية للمشاريع المستقبلية.

المحرر