[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
د. فايز رشيد* كاتب فلسطيني


بعيداً عن إرهاق القضايا السياسية, التي في معظمها مؤلمة وحزينة, لم أشأ في اليوم الأول من العام الجديد 2017 (موعد نشر مقالتي في العزيزة "الوطن") أثقال رؤوسكم بأحداثها. أحببت الكتابة عن الآمال في عقولنا, وما تختزنه قلوبنا من عواطف جياشة لرؤية غدنا العربي أجمل مما هو عليه الآن.
بداية, أتقدم إليكم أيها الإخوة في عمان الشقيقة بأسمى وأخلص وأرّق آيات التهنئة بالعام الميلادي الجديد, وبنجاح الانتخابات البلدية عندكم, وقد حققت فيها الأخوات العمانيات مكاسب مهمة في عدد المقاعد, التي حزن عليها في المجالس البلدية, كما التقدم الذي أحرزنه وما زلن, في كافة المجالات المختلفة, وكاتب هذه السطور, من المتابعين الدائمين لكل ما يجري في هذه البقعة العزيزة على كل مواطن عربي أصيل. إن موقف المجتمع من المرأة, هو أحد المقاييس المهمة لحضارته. وللحظة لا أشك في حضارة أشقائنا العمانيين العربية الأصيلة, المنسجمة فعلا مع قيم أمتنا, ولا في نُبلهم, ولا في تعاملهم الودي من الصميم, النابع من قلوبهم الطيبة مع كل العاملين من العرب وغيرهم, في عمان. هذا ما لمسته وما زلت بالفعل, مع من لي صلة بهم من أهلنا في عمان.
أيضا, يحدثني أقربائي وأصدقائي العاملين في السلطنة, عن طيبة العمانيين تجاههم, وعن جمال عمان, أرضا وجغرافيا.. سهولاً, جبالاً ومناطق خضراء , ومياهًا, والأهم, قلوبا دافئة. إنني وككاتب فلسطيني, أتمنى لكم أحبتي المزيد من الخطوات النهضوية, التي تحقق منها الكثير لكم, بفضل قيادتكم, وجهودكم, وحرصكم على كل القضايا العربية, وفي الطليعة منها القضية الفلسطينية, التي ظلّت على الدوام , كما هي الآن القضية المركزية لشعبكم الأبي, تماما كما القضايا العمانية. أتمنى لكم أيها الأحبة عاما سعيدا, على كافة المستويات العامة والخاصة, وعلى المستوى العائلي أيضا.
يكفيكم فخراً إخوتي, أن سياسات بلدكم الحكيمة تجاه كل القضايا الوطنية والقومية العربية, تنال الاحترام والتقدير من أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج, على صدقها وصوابيتها, ووطنيتها وقوميتها العروبية الأصيلة, تأخذونها بما يمليه عليكم الضمير الوطني والقومي العربي, شاء من شاء, وأبى من أبى! تأخذونها بعيداً عن التجاذبات والاستقطابات الفئوية والإقليمية الضيقة. يكفيكم فخرا, هذا الاحترام الذي تناله سياسات عمان من أصدقائها وجيرانها جميعاً. تنتهجون السياسات, بعيدا عن حسابات الربح والخسارة , الضيقة الأفق. سياساتكم تنبع من دواخلكم, دون تأثير من أحد أو من قوة خارجية عليكم, قريبة كانت, أم بعيدة.
أيضا, أستغل هذا اليوم, لأتمنى لشعبي الفلسطيني (والذي هو شعبكم بالتأكيد) المزيد من القوة , والقدرة على الصمود والمقاومة, في وجه أعداء التاريخ والإنسانية, خفافيش الليل, الذين جاءوا من العدم, وبالتآمر مع كل الدول الاستعمارية, ليزرعوا دولتهم, لتكون رأس جسر عدواني, تآمري متواصل على الأمة العربية من المحيط إلى الخليج, هذه الدولة المقترن وجودها بكل النكبات العربية, القديمة, الحالية, والقادمة, هذه الدولة, التي لا حلّ معها , إلا باجتثاثها من جذورها, هذه الدولة التي يتعارض وجودها مع كل المظاهر الإنسانية. في هذا اليوم, اتمنى أن يكون هذا العام 2017, عام تحرير أسرانا وأسيراتنا من السجون والمعتقلات الما بعد فاشية الصهيونية. في هذا اليوم نستذكر شهيدات وشهداء شعبنا وأمتنا والإنسانية جمعاء, الذين قضوا في سبيل تحرير أوطانهم.
في هذا اليوم, أتقدم لكل بنات وأبناء أمتنا العربية الخالدة, بكل آيات التقدير والتمنيات بأوضاع أفضل, الانتصار على قوى الظلام والإرهاب والتطرف في كلّ من: سوريا, العراق, تونس, اليمن وليبيا وغيرها من البلدان العربية التي تعاني من الإرهاب. أتمنى أن يكون هذا العام, عام تأكيد وحدة الأقطار العربية قطراً قطراً, وأن يكون أيضا عام التكامل العربي, بعد أن يكون, إدراك حقيقة ما يجري تخطيطه للعالم العربي, قد أصبح أكثر وضوحا, في أذهان من غذوا هذا الإرهاب, وأغدقوا الأموال والأسلحة عليه, وضربهم ,في عواصم بلدانهم.
كل عام وأنتم بخير أيتها الأخوات, أيها الإخوة أتمنى أن تكون أمتنا, أفضل حالاً, وأكثر إشراقاً في العام الجديد, وأن تجري الريح بما تشتهي السفن الصادقة, التي يقودها ربابنة محترفون. ولنأمل, ولنعمل من أجل مستقبلً سعيد, ومن أجل أمة عربية واحدة. لقد جرى تجربة الحلول القطرية في العديد من البلدان, التي انغرست في قطريتها, وفشلت كلّها, فلا حل للوطني, دون الاعتماد على البعد القومي.