في ظل ما تتطلبه التنمية المستدامة من جهد متواصل لتأمين الاحتياجات الأساسية بالسلطنة تأتي الاستثمارات المنتظرة في قطاع المياه لتواكب نمو الطلب وفق تخطيط استراتيجي بعيد المدى يستهدف ضمان وصول خدمة المياه إلى كل مواطن ومقيم على أرض السلطنة.
فتوفير احتياجات المياه في ظل النمو السكاني وارتفاع المستوى المعيشي يعد أحد أهم التحديات التي تواجهها السلطنة نظرا لندرة الموارد المائية الطبيعية الأمر الذي يؤدي إلى عدم توازن بين العرض والطلب.
فإجـمالي حـجم المخزون الجوفي المتجدد (كمية التغذية الجوفية السنوية) بالسلطنة حـوالي (1295) مليون م3 في العام وهو ما يقل عن الاستهلاك العام بما يعادل( 25 %) . وهذا هو أحد التحديات التي تواجه السلطنة في مجال موارد المياه لإيجاد التوازن بين العرض والطلب . وتتلقى الخزانات الجوفية معظم تغذيتها (70%) من خلال تسرب المياه السطحية وتتلقى الباقي مباشرة من مياه الأمطار .
وقد دفع ذلك إلى الاتجاه نحو الموارد غير الطبيعية المتأتية من مياه التحلية ومياه الصرف الصحي المعالجة حيث زادت نسبة هذه الموارد لتصل إلى (16 %) من إجمالي استخدامات المياه بالسلطنة.
وفي هذا الإطار يأتي إعلان الهيئة العامة للكهرباء والمياه عن خطة لاستثمار نحو مليار و300 مليون ريال عماني حتى عام 2040م وذلك لسد احتياجات السلطنة من المياه حيث تتضمن استراتيجية الهيئة تنفيذ العديد من المشروعات ليصل الإنتاج إلى حوالي 2 مليون و200 ألف متر مكعب يوميا والوصول إلى حوالي 800 ألف مشترك، حيث إن أعداد المشتركين يقترب حاليا من الـ 500 ألف مشترك.
وتأتي هذه الاستثمارات مع تقديرات النمو السكاني حتى العام 2040 حيث تشير التقديرات أن عدد سكان السلطنة من الممكن أن يتخطى حاجز الـ8 ملايين نسمة في عام 2040 الأمر الذي يفرض عددا من متطلبات التنمية في قطاعات الإسكان والكهرباء والمياه والصحة والتعليم.
فوفق دراسة للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات وضعت من السيناريوهات المتعلقة بالنمو السكاني وما يقابله من متطلبات للتنمية حتى عام 2040 وبافتراض سيناريو الزيادة المرتفعة ستحتاج السلطنة إلى 63.8 بليون جالون إضافي من المياه مع إنفاق 377.2 مليون ريال عماني إضافي لإنتاج المياه المنزلية.
كما تعكف الهيئة على تنفيذ مشاريع خطوط نقل وشبكات توزيع وتخزين مع معالجة أي كسور تطرأ في الأنابيب.
وفي ظل رؤى وخطط استراتيجية معتمدة على بيانات تستقرئ المستقبل يمضي قطار التنمية واضعا من الإنسان العماني آداته وغايته ومحافظا على مكتسباته للأجيال القادمة.
المحرر