دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
لفظت حمص السورية أخر بقايا الإرهاب من بلدتها القديمة لتشرع في إعادة الاعمار فيما يعوق المسلحون تدمير ما تبقى من السلاح الكيماوي في الوقت الذي برز فيه استنفار أوروبي لمواجهة العائدين من القتال في سوريا.
وسمح الجيش السوري للمدنيين بالتوجه إلى أحياء حمص القديمة لتفقد ممتلكاتهم، وذلك بعد الإعلان عن انسحاب آخر المسلحين منها بموجب الاتفاق بين الجيش والجماعات المسلحة.
وأعلن الجيش السوري مدينة حمص مدينة خالية من المسلحين، وسمح للأهالي بالعودة لتفقد ممتلكاتهم، كما أكد محافظ حمص طلال البرازي أن الحكومة السورية وضعت خطةً لتأمين حاجيات الناس الضرورية، ثم ستبدأ بعملية الاعمار.
وبدأت ورشات الصيانة فوراً العمل على إصلاح البنية التحتية المتضررة لتسهيل عودة الأهالي، وذلك عقب دخول الجيش وتفكيك العبوات الناسفة.
من جهتها أعلنت غرفة الصناعة والتجارة في حمص عن افتتاح صندوق مخصص لإعادة اعمار المدينة برأسمال 100 مليون ليرة سورية.
وعثرت وحدات من الجيش السوري على عدد من المقابر الجماعية وبعض الجثث المحروقة وعدد من المشافي الميدانية ومعامل لتصنيع العبوات الناسفة وأنفاق في أحياء باب هود والقرابيص وجورة الشياح والخالدية بمدينة حمص القديمة.
وفي ريف حمص استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوكارا وتجمعات للإرهابيين في رحوم وام الريش وسلام غربي بريف حمص الشرقي وفي قرية القنيطرات بريف تلبيسة وأردت عددا من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت سيارتين بمن فيهما من إرهابيين.
الى ذلك أبلغت رئيسة فريق الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيجريد كاج مجلس الأمن الدولي عن عقبات تواجه عملية التخلص من 8% من الأسلحة الكيميائية في سوريا، "بسبب وقوعها في أماكن تسيطر عليها مجموعات مسلحة تتبدل أوضاعها بين عشية وضحاها".
وقالت كاج عقب جلسة للمنظمة إن "التعاون مع الحكومة السورية يسير بشكل إيجابي"، لافتة إلى "تحقيق تقدم كبير بنسبة بلغت ٩٢%"، مشيرة إلى أنه "على المجلس إيجاد طرق للتعامل مع الكميات المتبقية والخطرة"، نافية علمها بأن تكون "مواد كيميائية سربت إلى لبنان".
من ناحية اخرى تعقد الدول الأوروبية المعنية بنحوٍ كبيرٍ بملف المقاتلين الأجانب في سوريا، اجتماعاً في بروكسل لدراسة سبل مواجهة التطرف في حال عودة هؤلاء المقاتلين، حيث حذرت وزيرة الخارجية البلجيكية من خطر وجود معاقل لتنظيم القاعدة على أبواب أوروبا.
ووفق العديد من المصادر فإن العدد وصل إلى حوالي 11 ألف مقاتل من 74 دولة، واللافت أن 80 في المئة منهم هم من دولٍ عربية أو أوروبية.