[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
أمام شاشات العالم رجعت حمص كلها الى اليد الحنونة، والقلب الدافيء .. انتزعت من براثن الارهاب ومن يومياته التي استمرت لسنتين .. ما كان يمكن ان نرى تلك المدينة الجميلة لولا حسابات الدقة السورية، بل لولا التفكير بما سوف تعنيه الخطوة .. لم يكن مهما قتل ما تبقى من الارهابيين او اسرهم، بقدر ما لحمص من اهمية في الجغرافيا السورية وفي مساحة الوطن ككل.
فيما كان المشهد المؤثر لعودة المدينة وعودة أهاليها، اضافة الى الدقائق التي طرد فيها المسلحون .. وفيما كان قلب الرئيس الاسد يمارس كعادته حنوه ومعه قيادات الجيش وكل اركان الدولة، كان المدعو أحمد الجربا يطالب الاميركيين بسلاح نوعي، بل ربما حمل اليهم الانواع التي يريدها .. كان ولايزال العقل القاتل والقلب الاسود يتفجر بداخله هو ومن معه، كي يحظى من الاميركي الذي يعرفه جيدا، وقد حفظه عن ظهر قلب، باعتباره أحد اعوانه، ومن شؤون من يساعد ان لا يحمل الاحترام لمن هو عميل له او ملتصق به.
كانت القيادة السورية تفكر بشعبها، بتقليل ما أمكن من الصراعات ومن القتال ومن الدم، فيما كان الجربا ومن معه كهذا الكيلو الذي صار طنا، وهما يزيدان في طلبهما في حضرة اعلى مسؤول لن يعيرهما اهتماما، سوى الازادة في أشكال الترحيب التي تنتهي عند هذا الحد ولن تزيد .. فالأميركي يعرف ان هذا الجربا لايمثل سوى بعض من معه، وان تأثيره على الميدان لايشكل قوة فاعلة وضاغطة، انه مجرد " جنرال " بدون عساكر، وقائد على ذاته فقط وقد لايتعداها، وان صوته بالكاد قد يكون مسموعا لعدد قد لايتجاوز اصابع اليد الواحدة.
قدمت الدولة السورية عرضا واعيا هو في اصل قدرتها في استيعاب الاحداث وفي ايجاد الحلول لها .. بل ثبت لمن لايريد الفهم، ان كل شيء هو بيد القيادة السورية، وانها الوحيدة القادرة ساعة تشاء على الفعل، وليس لها علاقة بردود الفعل، ولهذا نجحت في كل مكان ذهبت اليه سواء بالطرق العسكرية او بالحلول السياسية والدبلوماسية، وربما يأتي اليوم الذي تعلن فيه على الملأ ما فعتله تلك القيادة وما حققته في اصعب الاوقات واكثرها ألما.
لاشك ان المتداخلين في مخرج مدينة حمص ظلوا حتى الساعات الأخيرة يراقبون المشهد من اوله وحتى آخره، تماما كما جضعت كل خطوة من خطوات ذلك المخرج الذي لا أسميه اتفاقا، لمراقبة القيادة العسكرية والسياسية ولشتى المراقبات التي كانت ترسم المشهد بشكله الذي انتهى اليه.
تعود حمص الى كنف الدولة، وبمثل تلك الصورة الراقية سوف تعود بقية المناطق السورية، دون ان يغفل السوريون ولو لحظة واحدة عن قواهم العسكرية الجاهزة والتي سطرت الكثير من الانجازات خلال السنوات الثلاث.
لم يلتفت المسلحون الى ما حواليهم، كانوا يعرفون حجم القهر منهم من كل حجر ومن كل عامود بناء انقلب، بل من كل شجرة مازالت واقفة وهي لن تموت الا واقفة، ومن اعين اصحاب الحقوق التي دمروها، بل من انفسهم التي باعوها للشيطان اينما كان وكادوا يتركهم في اللحظات الاخيرة ليكونوا جثثا في توابيت لن تجد مكانا لدفنها.