على مساحة 15 ألف متر مربع
ـ المبنى يوفر الخدمة لأكثر من 300 طفل بهدف دمجهم في المجتمع وتحقيق الاستدامة في الرعاية والتمويل
متابعة : جميله الجهورية تصوير: عيسى الرئيسي
احتفاء بالشراكة والمسؤولية الاجتماعية التي تعكس قيم الدعم والتكافل الاجتماعي الإنساني، والالتزام بموجبات المواطنة والمصلحة العامة ، عكست شركة المدينة العقارية وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة نموذجا لتقريب هذه القيم واللذان احتفلا الأسبوع الماضي في حفل تدشين البرامج الجديدة لوزارة التنمية الاجتماعية في مجال المسؤولية الاجتماعية ، من خلال توقيعهما على اتفاقية تقضي بإدارة وتطوير مشروع مبنى المركز الجديد للجمعية ، والذي يتكون من جزءين مركز علاجي وإداري وقطعة أرض استثمارية على أن تقوم الشركة بإدارة وتطوير المشروع ووضع المخطط المقترح والانتهاء منه وفق متطلبات المركز.
حيث يهدف المركز الجديد وحسب تصريحات المتعاقدين إلى توفير الخدمة لأكثر من 300 طفل من ذوي الإعاقة ، والسعي إلى دمج الأطفال في المجتمع المحلي ، إضافة إلى توعية المجتمع بحقوق هذه الفئة واحتياجاتها ، كذلك تخصيص جزء من الأرض لتوليد دخل مستمر للجمعية يرفد برامجها ومشاريعها ويحقق الاستدامة في الخدمات والتمويل ، على أن يكون المركز مبنى رمزيا يمثل عناية المجتمع بطفل ذوي الإعاقة.
تفاصيل المشروع
وكشف عبد الرحمن بن برهام الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية خلال الحفل عن تفاصيل المشروع الذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية وتعود ملكيته لجمعية التدخل المبكر ويتكون فريق العمل فيه من الاستشاريين والمقاولين والموردين ويدير تطويره المدينة العقارية.
وقال: موقع المركز مميز، حيث يقع قرب مطار مسقط الدولي ، ويطل على عدد من الجسور، التي تعطي لهذا الموقع خصوصية وإستراتيجية تجسد الاهتمام السامي بهذه الفئة ، ليكون المركز في قلب محافظة مسقط.
وأضاف : ففي بداية الوقت كنا ننظر إلى هذا المشروع على أنه مشروع خيري إلا أننا وجدنا أن المسؤولية يجب أن تتحرك نحو تأسيس مشروع وطني مستدام وان يكون هذا المقر هو معلم ودلالة لتنمية الإنسان العماني.
وأكد أنه من هنا جاءت مسؤوليتهم على أن يكون الحافز ليس فقط المساهمة في مشروع خيري بقدر المشاركة في التنمية المستدامة والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي والإنسان العماني وبين الرئيس التنفيذي للمدينة العقارية أن المشروع عبارة عن جزءين ، مقر لجمعية التدخل المبكر ويكون مجهزا لاستيعاب الفئات المستهدفة والخبرات التأهيلية والعلاجية، وجزء استثماري يعود بالدخل المستمر على الجمعية ، منه تستطيع أن تغطي جزءا كبيرا من احتياجاتها.
وأشار إلى المرحلة الأولى ونظرة القائمين على المشروع في أن يستوعب هذا المركز الاحتياجات التأهيلية والتدريبية والعلاجية والخدمية التي نتوقع أن تكون المرحلة الأولى تشمل 300 طفل هم في أمس الحاجة للاستفادة من برامج وخدمات المركز، وأكد أن هناك حالات كثيرة هي في حاجة لاحتوائها ، والذي نتطلع أن يتم استيعابهم في هذا المركز المؤمل تجهيزه بشكل حديث وعلمي ، موضحا بأن المبنى سيكون معلما حضاريا في مدخل مسقط يجسد أهميته.
وأشار إلى عدد من التصاميم والرسومات ببداية الفكرة في التصميم وانطلاقتها من شعلة البناء والتي انتقلت بشكل مبدئي إلى هذه المراحل من التصميم.
وعن الجزء الاستثماري قال : نحاول بقدر الإمكان وبالموارد المتاحة لأن يكون معلما ، ولكن وبالموارد البسيطة يصعب أن نحوله لمعلم بهذا المستوى من التجهيزات إلا بالتعاون المتوقع والمساهمة لتحويله لمعلم بارز ، يخدم تطلع الإنسان العماني في النهضة الشاملة.
وأفاد عبد الرحمن برهام أنه روعي في تصميم البناء تجهيزه وفق متطلبات الاستدامة من خلال تشغيله بالطاقة الشمسية ، وتزويده بمبردات الامتصاص ، وأضواء LED وأجهزة الاستشعار، ونشر مفهوم المسطحات الخضراء.
وأردف أن المبنى مجهز ببرج مراقبة داخل المركز وسيكون في نفس الوقت برجا تعليميا يستطيع من خلاله الأطفال عبر المجالس المختلفة أن يمارسوا بعض الحصص التعليمية ، والاستفادة من الخدمات المتاحة التي تهدف لدمج الأطفال من ذوي الإعاقة.
وأضاف أن المبنى يتميز أيضا بتجهيزات متعددة، من خلال البيئة الرملية المائية والبيئة الخضراء ، والتي لكل بيئة أهداف وتدابير تخدم الأهداف العلاجية والتأهيلية للمركز ، والتي جميعها تمثل أيضا مجالا للترفيه عن الأطفال ، والتي ستكون داخل مكان واحد.
مشيرا إلى إمكانية استفادة المجتمع المحلي كالمدارس من الخدمات والبرامج التي يوفرها المشروع بهدف تحقيق الدمج المنشود بين الأطفال المعوقين وبين باقي أفراد المجتمع.
وعرض الرئيس التنفيذي عددا من الصور التي تنقل محتويات المركز والمبنى الاستثماري، والمساحات المتاحة لاحتياجات الجمعية المستقبلية.
من جانبها رفعت نجاة البوسعيدية رئيسة جمعية التدخل المبكر ممثلة عن الجمعية ومجلس إدارتها أسمى آيات الشكر إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قباوس بن سعيد المعظم على تفضله بتخصيص قطعة ارض بمساحة 15 ألف متر مربع لإقامة مركز الجمعية في موقع مميز تجسيدا للاهتمام السامي بهذه الفئة من أبناء المجتمع.
وأعربت البوسعيدية لـ (الوطن) في إطار هذه المناسبة عن امتنانها وشكرها الجزيل لشركة المدينة العقارية التي بادرت بتبني المشروع ، الذي طال به الحلم ، والذين أبدعوا بمعية فريق العمل من مهندسين واستشاريين في وضع التصورات الأولية لهذا المشروع الطموح ، والذي كانت أولى نجاحاته استطاعته كسب ثقة أحد المساهمين بشركة المدينة العقارية ، والذي تقدم بالمساهمة بمليون ريال عماني تعزيزا لهذا المشروع ، والذي يعكس مدى عمق المسؤولية الاجتماعية وشراكة كثير من القطاعات التي التزمت عن حب ورغبة في مشاركة الوطن المسؤولية اتجاه المجتمع المحلي ، والتي تأمل بأن تتبع هذه الخطوة المزيد من المساهمات والدعم حيال هذا المشروع الذي طال الانتظار على أمل تحقيقه لصالح أبناء عمان .
وتؤكد نجاة البوسعيدية خلال حديثها: أن هذه الخطوة تشكل نقلة نوعية لجمعية التدخل المبكر والذي طال انتظاره طوال ١٤ عاما من عمر الجمعية والذي منه وبلا شك فانه يشكل خطوة لتطوير برامج مركز التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة.
لتكون هذه الشراكة من خلال هذا المشروع الوطني اللبنة الأساسية للانطلاقة من أجل عملية إعادة التأهيل للأطفال، والتي نسعى لها عبر أهداف طويلة المدى ومستدامة، والتي ترتقي بتعزيز خدمات التأهيل العلاجي والأكاديمي ووضع خطط تعنى بهذه الخدمات المتميزة بشموليتها ومستواها العالي من خلال استخدام احدث التقنيات في مجالات إعادة التأهيل المختلفة والذي بدوره سيساهم بلا شك في وضع حد لتراجع الحالة الصحية والتقليل من الاعتماد على الغير وفي المقابل تعزيز فعلي لمبادئ الاعتماد على الذات في جميع الجوانب الحياتية لدى الشخص من ذوي الإعاقة.
وأوضحت رئيسة الجمعية أننا تقدم برامج وخدمات كثيرة منها الزيارات المنزلية لـ 54 طفلا، كذلك برامج التربية الخاصة "التأهيل الأكاديمي" لـ 83 طفلا ، أيضا خدمات عبر وحدة التقييم والتأهيل ، ومجموعة الدعم الأسري لمتلازمة دوان ، إلى جانب توعية المجتمع ، كما أن أهدافهم تقوم ومنذ إنشاء الجمعية في عام 2000 على محور تقديم خدمات الرعاية والتأهيل والتقييم والتعليم والإرشاد والتدريب على مستوى الأطفال ذوي الإعاقة ومستوى الكوادر العمانية، أيضا مستوى الأسر والمجتمع المحلي.