[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سنة أخرى من البهجة والفرح تعيشها إسرائيل، فالحل العربي لم يأت، فالموت العربي هو الباقي وكذلك الخراب النفسي وتدمير المدن، بل تدمير الانسان وسحق روحه وتخريب الطفولة المهيأة لأن تكون أجيال المستقبل.
كل صباح إسرائيلي، يعادل سنة فرح من عمر اسرائيل، لاحاجة بعد اليوم لمنازلتها لأن العرب منشغلون بحزنهم الدفين الذي يحتاج الخروج منه عشرات السنين، عملا وبناء ماتهدم وغسلا للقلوب والادمغة. هكذا يصحو نتنياهو، ليرى في التلفاز ماحلم به وما رآه في يقظته من أمس عربي متهدم.
لكن رئيس وزراء العدو الصهيوني له يومه المبهج الآخر، الذي يعيش على آماله، بعدما وعد الرئيس الاميركي ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس، ويعتقد نتنياهو ان الوعد سيتحقق فيما فشل العديد من رؤساء الجمهوريات الأميركيين السابقين من تحقيقه رغم وعودهم ايضا. فهل يتجاوز ترامب جميع من سبقوه في الرئاسة، فيما جزء كبير من العرب يعيش ازماته الوجودية، وقسم آخر متجانس مع اسرائيل، فليس من رافض اذن، وليس من قادر على الكلام ولا يملك حنجرة ، بل ان الواقع الاسلامي مغيب تماما، وهو كذلك في كل المناسبات.
رئاسة اوباما التي بقي لها عدة ايام في موقعها، عبر عنها وزير الخارجية جون كيري رافضا وعد ترامب في نقل سفارة اميركا الى القدس، لكن الكوميديا الحزينة ماأدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفضه ايضا الوعد، فكرة لن يعيرها ترامب اي اهتمام، بل قد يسخر من رؤيتها على الشاشات ، فعلى حد علمه أن فلسطين مجرد عنوان لواقع غير موجود.
وعلى افتراض ان ترامب حقق وعده ونقل السفارة بالفعل، فهل يملك العرب غير الشجب لدقائق، وبالطبع فان المسلمين في العالم في حالة نيام طويل. وستكون هنالك بالتالي مفهوم امر واقع، فلقد تغيرت ايام العرب، من كانت لهم اصوات راعدة يدافعون اليوم عن مصيرهم الوطني، وهم مشغولون به تماما، واما الحلف القديم مع اميركا ، فسيظل يتمرن على الكلمات المتقاطعة منقوصة منها حروف إسرائيل.
هي سنة اسرائيل اذن، عام يضيف الى الكيان الصهيوني رغبة الفرح الغامر الذي يعيشه على امتداد السنوات الست التي مرت، ولولا الحسابات المتناقضة اتجاه امكانيات حزب الله ، لكانت دنيا اسرائيل في اوج ايامها المغمورة بذاك الفرح الذي كلما جاءت الالتفاتة الى الحدود مع لبنان كانت شهقة المنغصات قائمة.
فهل يحقق ترامب وعده، مع ان القراءة فيه متضاربة، منهم من يرى صعوبة تحقيق الأمر وكل رؤساء اميركا قالوا الفكرة ذاتها وعند التنفيذ وجدوا صعوبة بالغة، وقد ينطبق هذا الأمر بالتالي على ترامب الذي لابد ان بعض الاصوات داخل جماعته تحذر منه همسا، أما البعض الآخر فيرى ان هذا الرئيس سيتجاوز كل الخطوط الحمر، بل كل الالوان وسيضع المنطقة تحت سقف جديد، ابرزه قضية سفارة بلاده، ومعنى القدس بالتالي في قاموسه وفي فهمه.
لاشك ان العالم سيودع خلال ايام نهجا وفهما اميركيا مختلفا عما هو قادم الى البيت الابيض .. فهل ماقاله ترامب في جولاته الانتخابية يعمد الى تنفيذه، ام انها مجرد كلمات هوائية، فقاقيع ليس اكثر، والقضايا داخل الحكم غيرها خارجه.