علي بن صالح السليمي ✻

■ لا ريب أن التطرق الى موضوع «الابتزاز الالكتروني» ليس حديث الساعة أو وليد اللحظة ـ كما يقال ـ فقد سبق التحدث عنه عبر الحملات التوعوية والندوات والمحاضرات من عدة جهات حكومية وكذلك هناك من كتب عن هذا الموضوع عبر المقالات .. وغير ذلك.
ومن المؤسف حقاً أن هذا الموضوع هو بحد ذاته يعد آفة خطيرة وجريمة بشعة فيها ما فيها من الاستغلال والاحتيال سواء أكان للآدمي خصوصاً أم المجتمعي بشكلٍ عام، حيث أن هناك طرق ودوافع مختلفة يسعى من ورائها ذلك الفرد أو المجموعة من أجل تحقيق مآربه ومكاسبه المادية .. منها جمع المعلومات وتعلمها أو الاستيلاء عليها، وهناك من يسعى الى ارتكاب بعض الجرائم الكترونياً لإيذاء أشخاص أو جهات بعينها عن طريق ابتزاز أو تهديد أو تشهير، وأخطر تلك الدوافع من وراء تلك الجريمة هو ما يكون الهدف من وراء ارتكابها دوافع سياسية تتمثل في تهديد الأمن القومي والعسكري بما يعرف بحرب المعلومات والتجسس الإلكتروني والإرهاب الإلكتروني. إنّ مجتمعنا مجتمع محافظ أصيل .. مجتمع له عاداته وتقاليده المعروفة والتي ترسخت جذورها منذ القدم .. والتاريخ أكبر شاهد وأعظم دليل على ذلك .. وكل تلك الجرائم التي ظهرت في الآونة السابقة أو التي لا يزال يتشعب داؤها وينتشر خطرها بين الحين والآخر للأسف هي دخيلة على مجتمعنا .. فمتى كنا نسمع عن جرائم سرقات للمنازل والمحلات .. وغيرها من الأماكن الخاصة والعامة؟!.. ومتى كنا نسمع عن جرائم هتك أعراض وقتل ونصب واحتيال؟! .. ومتى .. ومتى ..؟! .. فهل نقول أن العولمة والتكنولوجيا التي طغت وعمّ صيتها في كل مكان هي السبب وراء ذلك؟! أم أن الانسان ذاته بغريزته التي تعدت انسانيته وفطرته السليمة هو الدافع الحقيقي والسبب الرئيسي..؟!. من المؤكد أن الجريمة النكراء أو الآفة البشعة وهي «الابتزاز الالكتروني» لها من الخطورة بمكان خاصة على أطفالنا وشبابنا من الجنسين، فهناك من القصص الحقيقية ـ والتي لم نتمنى أن نسمعها اطلاقاً ـ وقعت لأبناء هذا المجتمع وكانوا ضحايا وصيداً سهلاً ـ للأسف ـ لمن سولت له نفسه بالسعي في ذلك الجُرم الخطير فرداً كان أم جماعة .. فإلى متى سيستمر الحال هكذا .. وهل من رادعٍ يمنع تفشي تلك الجريمة بين فئات المجتمع ووقوع ضحايا لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى النصب والاحتيال عليهم ..؟!.
ومن هنا نقول إن لتلك الجريمة ـ هي بحد ذاتها ـ فيها من الآثار السلبية والازعاج للضحية من نواحٍ عدة سواء من الناحية النفسية أم المعنوية، كما أنها تبث في داخله الرعب من ذلك المجرم وإظهار ما لا يرغب إفشاءه من امور خاصة بنفسه أو أسرته أو مجتمعه كذلك .. ليتحقق الهدف الذي يرمي اليه ذلك المجرم ألا وهو ترويع واخضاع ذلك الضحية وتهديده وإجباره على تنفيذ عملٍ ما أو الإمتناع عنه فيعاني ذلك الشخص الذي يتعرض الى ابتزاز الى قلقٍ نفسي ووسواسٍ مستمرٍ يسيطر عليه دائماً نتيحة للضغوط النفسية التي يعاني منها ضحية تلك الجريمة .. ولهذا نكرر قولنا أن هذه الجريمة هي جريمة حمقاء .. فتّاكة .. فيها من الخطورة ما لا يمكن تصوره في مخيلتنا من نتائج وسلبيات على الفرد والمجتمع.
ولعل من الأهمية أن نختم الحديث بالتحذير لنا كأولياء امور والتنبه لأبنائنا خاصة من الوقوع في مصائد اولئك المجرمين أو بما نسميهم «شياطين الانس» حيث ان اغلب الجرائم تأتي من تلك الرفقة او الصحبة الفاسدة فيقعون فريسة في شباكهم، كما اقترح التكثيف من اقامة المحاضرات أو الندوات خاصة في المدارس من خطورة هذه الجريمة وعلى دور الاعلام من تلفاز واذاعة الاستمرار في توعية الناس بصفة يومية أو شبه يومية حتى يبقى المجتمع نظيفاً وسليماً من تلك الفئة الخطيرة .. ومن هنا لا يخفى علينا من صدور العقوبة لمن وقع في تلك الجريمة بأن يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريـال عماني ولا تزيـد علـى ثلاثـة آلاف ريـال عمانـي أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات في تهديد شخص أو ابتزازه لحمله على القيام بفعل أو امتناع ولو كان هذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعاً. ■

* من أسرة تحرير «الوطن»


[email protected]