جاء في مجلة ناشيونال جيوجرافيك بقلم جونثان فولي: أن الفلاحة من أكبر القطاعات التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ تنبعث بسببها كمية غازات دفيئة أكثر من مجموع ما تطلقه سياراتنا وشاحناتنا وقطاراتنا وطائراتنا كافة. نتيجة انبعاث غاز الميثان من مزارع الماشية والأرز. وأوكسيد النيتروس المنبعث من الحقول المسّمدة. وثاني أكسيد الكربون الناتج عن إزالة الغابات المطرية لتحويلها إلى أراضي زراعية أو مزارع لتربية المواشي. كما أن الفلاحة تعد أكبر مستنزف لمواردنا المائية الثمينة ومصدر رئيسي للتلوث بفعل تصريف سوائل الأسمدة الكيميائية والسماد الطبيعي في البحيرات والأودية وسائر النظم البيئية الساحلية الهشة في العالم.
كما يذكر أن التحديات البيئية التي تطرحها الفلاحة ضخمة للغاية، وستزداد ضخامة لتلبية الحاجات الغذائية، بسبب زيادة أعداد البشر الذين من المرجح زيادة ملياري شخص إلى سكان العالم، في أفق منتصف القرن الجاري ليرتفع العدد إلى أكثر من تسعة مليارات. إضافة إلى اتساع دائرة الرخاء في العالم. كما يشير الكاتب إلى عدة حلول لتقليل ما تنتجه الفلاحة من تلوث.
يعد قطاع الزراعة والثروة الحيوانية في السلطنة في المرتبة الثانية من حيث المساهمة في الناتج المحلي بعد النفط، كما تشير إحصائيات الناتج الزراعي في السلطنة إلى زيادة الناتج المحلي، من خلال نتائج التعداد الزراعي لعام 2012-2013م. فقد ارتفع إجمالي حجم الإنتاج النباتي من (1267) ألف طن عام 2012م إلى (1417) ألف طن عام 2013م، بمعدل نمو سنوي بلغ 11,8% وارتفع إجمالي حجم الإنتاج الحيواني من (152,3) ألف طن عام 2012م إلى (176,1) ألف طن عام 2013م, بمعدل نمو سنوي بلغ 15,6%..
قد تكون هذه الإحصائيات (المحلية) بسيطة جدا مقارنة بما تنتجه الدول الأخرى من الناتج الزراعي والحيواني الضخم، وقد لا يكون التأثير الناتج لظاهرة الاحتباس الحراري منها (المحلي) يستدعي القلق على المستوى العالمي. ولكن أحيانا تمر ببعض المزارع الكبيرة، وتشاهد المزروعات الكثيرة المتنوعة بشكل كثيف، نتيجة لتأجيرها لليد العاملة الوافدة، الذين لا هم لهم سوى الربح السريع ـ حتى لو كانوا يساهمون في توفير الكثير من المنتوجات الزراعية ـ إلا أن من خلالهم تُستغل الأراضي بشكل غريب لكمية المياه التي يستنزفونها ليل نهار، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة المستخدمة من اليوريا أو الأنواع الأخرى من الأسمدة مما يزيد في تقهقر التربة، وتسممها بالمبيدات الحشرية، لتساهم أيضا في تملح التربة والمياه بسبب قربها من البحر أو من خلال الأسمدة المستخدمة بطريقة غير صحية وربما تصحرها.

محمد بن سعيد القري
[email protected]