واشنطن ـ وكالات:
توصلت دراسة طبية إلى أن آثار الإجهاد المتواصل على منطقة اللوزة الدماغية بالمخ تفسر زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وخلُصت الدراسة إلى أن من يعانون من زيادة نشاط اللوزة الدماغية هم أكثر وأسرع عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من غيرهم.
ونُشرت الدراسة في دورية "لانسيت"، وشملت 300 شخص.
وقال الباحثون الأميركيون إن الإجهاد قد يشكل عاملا في خطر الإصابة بنفس الدرجة التي يشكلها التدخين وارتفاع ضغط الدم.
كما قال خبراء أمراض القلب إن المرضى المعرضين لخطر الإصابة بحاجة للمساعدة في تخفيف حدة الإجهاد.
وارتبطت الضغوط النفسية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، إذ تؤثر في وظائف القلب والأوعية الدموية، غير أن الطريقة التي يحدث بها هذا التأثير لم تكن مفهومة بدقة.
وتشير الدراسة إلى أن ازدياد نشاط اللوزة الدماغية يعتبر عاملا مساعدا في تفسير هذه العلاقة. واللوزة الدماغية هي منطقة بالمخ تقوم وظيفتها على معالجة الضغوط النفسية مثل الخوف والغضب.
وأعد الدراسة فريق في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية.
ويقول الباحثون إن اللوزة الدماغية ترسل إشاراتٍ إلى النخاع العظمي لإنتاج مزيد من خلايا الدم البيضاء، التي تتجه بدورها إلى الشرايين وتسبب التهابها. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الإصابة بالنوبات القلبية والذبحات الصدرية والسكتات الدماغية.
ونتيجة لذلك، عند الشعور بالإجهاد الشديد، يُعتبر هذا الجزء من المخ مؤشر جيد على احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لكنهم أشاروا كذلك إلى الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث للتأكد من صحة هذا التسلسل.
واعتمد بحث "لانسيت" على دراستين مختلفتين، فحصت الأولى المخ والنخاغ العظمي والطحال والشرايين لـ 293 مريضا، ورصدت حالاتهم على مدى أربع سنوات لبحث ما إذا كانوا قد أصيبوا بأمراض القلب والأوعية الدموية. وخلال هذه الفترة، أصيب 22 مريضا بتلك الأمراض، وهم من كانوا يعانون من زيادة نشاط اللوزة الدماغية.
ورصدت الدراسة الأخرى المصغرة، وشملت 13 مريضا، العلاقة بين مستويات الإجهاد وحالات الالتهاب في الجسم.
وخلصت الدراسة إلى أن من قالوا إنهم يتعرضون لمتسويات إجهادٍ عاليةٍ، كانت لديهم مستويات عالية من نشاط اللوزة الدماغية، ومزيد من المؤشرات والأدلة على الإصابة بالالتهاب في أجسامهم وشرايينهم.