لندن ـ باريس (رويترز):
تتحرك اليخوت والطائرات في مثل هذا الوقت من كل عام لنقل الأسماء الكبيرة في عالم السينما إلى مدينة كان الفرنسية المطلة على البحر المتوسط للمشاركة في مهرجانها السينمائي الدولي الشهير. وتفتتح الدورة رقم 67 لمهرجان كان السينمائي الدولي غدا الأربعاء بمشاركة 18 فيلما في المسابقة الرئيسية للفوز بجائزة السعفة الذهبية. ولجنة تحكيم المهرجان هذا العام ذات أغلبية نسائية وترأسها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية‭ ‬عام 1993 عن فيلمها "البيانو".
وينافس 20 فيلما آخر في مسابقة نظرة خاصة إلى جانب عشرات الأفلام الأخرى التي تعرض في فعاليات يشهدها المهرجان مثل أسبوع النقاد وأسبوعي المخرجين وغيرهما. ولا يخلو فيلم الافتتاح لدورة هذا العام وهو "جريس اوف موناكو"‭ ‬من جرعة إثارة الجدل المعتادة في الأفلام الافتتاحية لكان إذ وصفه الأبناء الثلاثة لجريس أميرة موناكو الراحلة بأنه مهزلة. واعتاد المخرج الكندي ديفيد كرونينبيرج الحضور إلى كان أثناء المهرجان وينافس هذه المرة بفيلمه "مابس تو ذا ستارز" ‭ ‬من بطولة نجم سلسلة أفلام (توايلايت) الشهيرة روبرت باتينسون. وقال كرونينبيرج إن المهرجان "مذهل وممتع للغاية."
وقال المخرج البريطاني مايك لي الفائز بجائزة السعفة الذهبية من قبل إن عرض أي فيلم في مهرجان كان "تجربة عظيمة". ويشارك مايك لي في المهرجان بفيلمه (مستر تيرنر) الذي يعرض حياة الرسام البريطاني جيه.ام.دبليو تيرنر.وأضاف "أسعد دائما بالوجود هنا. أعتقد أنها المرة الخامسة التي أشارك فيها في المنافسة وكنت في لجنة التحكيم لذا فأنا سعيد للذهاب وهناك شيء أفعله."وقال زينب أوزباتور منتجة فيلم (وينتر سليب) ‬للمخرج التركي نوري جيلان والذي يشارك في المسابقة "إنها فرصة لاستعراض البلاد وصناعة السينما فيها لأن هنا يتركز قلب الصناعة."وتدور أحداث فيلم (فوكس كاتشر) للمخرج الأميركي بينيت ميلر حول مقتل بطل في المصارعة على يد وريث شركة ديوبونت للكيماويات أما فيلم (ذا سيرش) للمخرج الفرنسي ميشيل هازانفيشوس فتدور أحداثه في الشيشان. ويشارك المخرج والممثل الأمريكي تومي لي جونز بفيلم (ذا هومزمان) الذي يقوم بدور البطولة فيه إلى جانب النجمة ميريل ستريب. وتشارك أفلام لأسماء مخضرمة في مهرجان كان‭‭‭‭ ‬‬‬‬مثل الفرنسي جان لوك جودار بفيلم (اديو او لانجاج) ‭ ‬والكندي اتوم اكويان بفيلم (ذا كابتيف).
وبالإضافة إلى ذلك يشارك المخرج خافيير دولان البالغ من العمر 25 عاما بفيلم "مومي" ويصل عدد مشاركات كندا في المسابقة إلى ثلاثة أفلام مقابل فيلمين للولايات المتحدة ووصف كرونينبيرج الأمر بأنه أشبه بانتصار لكندا في منافسة قديمة بين الدولتين الجارتين. وقال سكوت روكسبورو رئيس مكتب مجلة هوليوود ريبورتر في برلين "ما يهمني هو إلى أي مدى تعتمد المشاركات بالفعل على أوروبا القديمة وأميركا؟ هناك عدد قليل من الأفلام الآسيوية ولا توجد أفلام ألمانية ويشارك عدد قليل للغاية من أفلام الدول الاسكندنافية وليس هناك الكثير من الأفلام من شرق أوروبا أو روسيا. "لذلك فهناك الكثير من الوجوه القديمة والمناطق القديمة أيضا - الكثير من الأفلام الفرنسية مثلما هو الحال دائما وعدد معقول من الأفلام الأميركية وأفلام أخرى من أماكن لم نرها من قبل."
لكن الأجواء الاحتفالية في مهرجان كان تبقى سمة مميزة وهناك ما يرضى جميع الأذواق. وسيشهد المهرجان هذا العام العرض الأول للجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة الشهير (هاو تو ترين يور دراجون) ‭ ‬كما ستعرض نسخة جرى ترميمها لفيلم الرعب الكلاسيكي (ذا تكساس تشاينسو ماساكر) الذي أنتج عام 1974.
ودائما ما يثير مهرجان كان السينمائي الجدل ولن يختلف الأمر كثيرا هذا العام. ففيلم الافتتاح الذي تقوم ببطولته النجمة نيكول كيدمان يتناول حياة الممثلة الأميركية جريس كيلي التي تزوجت رينيه أمير موناكو ولقيت حتفها إثر تحطم سيارتها عام 1982 في تلال قريبة من شرق مدينة كان. وتحدثت الصحافة لشهور عن جدل بين مخرج الفيلم الفرنسي اوليفييه داهان ومنتجه هارفي وينشتاين الذي يملك حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة بشأن مشهد النهاية. وردت الأسرة المالكة في موناكو هذا الشهر ووصفت الفيلم بأنه "مهزلة". وقال الأمير ألبرت وشقيقتاه كارولاين وستيفاني إن اللقطات الترويجية "تؤكد الطبيعة الخيالية تماما لهذا الفيلم".وردا على سؤال بشأن الجدل الشهر الماضي قال مدير مهرجان كان تيري فريمو إن القانون الفرنسي ينص على أن مخرج الفيلم له القول الفصل في مشهد النهاية.وقال "نحن في فرنسا وفي كان فإن النسخة الوحيدة هي نسخة المخرج."ويفيد بعض الجدل المهرجان الذي حرص على قدر من إثارة الجدل منذ أن سمحت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها لنجم هوليوود كيرك دوجلاس بتصفيف شعرها على شاطئ كان في صورة شهيرة عام 1953.ويجتذب المهرجان وسائل الاعلام ويقول كرونينبيرج الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في كان عام 1996 عن فيلمه (كراش) إن هذا هو بالضبط ما يسعى وراءه المنتجون المستقلون مثله. وفي مقابلة عبر الهاتف قال كرونينبيرج إنه سيجري 500 مقابلة على الأقل أثناء المهرجان للدعاية لفيلمه الجديد الذي أضاف أنه لن يحصل على مثل هذا الاهتمام في أي مكان آخر.وما يميز كان دائما هو الصخب ومشاركة الأسماء الشهيرة.